أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، اليوم الأربعاء، أن استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي وراء أزمة تدفق المهاجرين غير النظاميين إلى مدينة سبتةالمحتلة، وذلك بعدما صرحت سابقا بأن السلطات المغربية أبلغتها أن أزمة المهاجرين لا علاقة بها باستقبال الزعيم الانفصالي. وقالت وزيرة الخارجية الإسبانية: "هناك رفض من الرباط لبادرة إنسانية تترجم أزمة الهجرة"، في إشارة إلى استقبال زعيم البوليساريو "لأسباب إنسانية"، كما تدعي الحكومة المركزية في مدريد، واعتبرت أن استقال زعيم الميليشيات المسلحة الذي يهدد استقرار المملكة، ليس "اعتداء" على المغرب. وجددت الوزيرة تأكيدها أنها قدمت التفسيرات المناسبة للمغرب حول الرعاية الطبية لإبراهيم غالي، وقالت: "تم تقديم جميع التفسيرات مرات عدة ومن خلال قنوات متعددة (...) إسبانيا لديها تقليد إنساني ويجب أن تكون قادرة على ممارسة وظيفتها الإنسانية عندما ترى ذلك ضروريا، مع احترام جيرانها وعدم السعي أبدا للهجوم على أي شخص". وأكدت أرانشا غونزاليس لايا، في تصريح صحافي، أن موقف مدريد لن يتغير بشأن نزاع الصحراء، وقالت عبر الإذاعة المحلية العامة إنّ "إسبانيا ما تزال ملتزمة بشدّة بحل سياسي (...) يجب التوصل إليه في إطار الأممالمتحدة". وأضافت المسؤولة الإسبانية الحكومية قائلة: "هذا هو الموقف الإسباني (...) وهذا الموقف لا يمكن أن يتغير لأن إسبانيا دولة تحترم الشرعية الدولية". وبعدما وجدت السلطات الأمنية الإسبانية نفسها عاجزة أمام تدفق سيل من المهاجرين غير النظاميين إلى سبتةالمحتلة، قالت وزيرة الخارجية إن يد مدريد ممدود لإعادة العلاقات مع الرباط، وأضافت أن "جميع القنوات مفتوحة". وبعد انزعاجها الشديد من الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، شددت غونزاليس لايا على أن "لا استقبال زعيم البوليساريو ولا الضغط من المغرب سيجعلان إسبانيا تغير موقفها من الصحراء الغربية"، في إشارة سلبية يرتقب أن تثير غضب المغرب الذي يطالب دول الاتحاد الأوروبي بالخروج بموقف واضح بعيدا عن تأييد المسلسل الأممي وفقط، الذي لم يفض إلى أي نتائج عملية لإنهاء هذا الصراع الإقليمي. يشار إلى أن وزيرة الخارجية الإسبانية عبرت عن انزعاج بلادها من اعتراف دونالد ترامب بالسيادة المغربية على الصحراء، واعتبرت الوزيرة غونزاليس لايا أنه "لا مجال للانفراد" في هذه القضية، وأنها ستسعى إلى التعددية عن طريق مفاوضات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن لتغيير موقف بلاده. وقالت أرانتشا غونزاليس لايا، ضمن تصريح إذاعي سابق، إن "حل النزاع الإقليمي لا يعتمد على إرادة دولة واحدة مهما كان حجمها. إن الحل بيد الأممالمتحدة". وأوردت المتحدثة أن حكومة الائتلاف اليساري تسعى إلى إقامة مفاوضات مع فريق عمل جو بايدن، "لإقامة تعددية في موضوع الصحراء؛ نظرا لأنه لا مجال للأحادية في العلاقات الدولية". بدوره، صعد بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء الإسباني، الأربعاء، من لهجته، وقال: "إسبانيا تواجه حاليا تحديا من بلد ثالث هو المغرب"، منتقدا "عدم ضبط السلطات المغربية للوضع". وأضاف: "إنه ليس فقط قلة احترام حيال إسبانيا، بل تجاه الاتحاد الأوروبي بأسره".