في تعليق لها حول الأحداث التي أدت إلى مقتل قرابة 51 شخصا على الأقل من أنصار الرئيس المصري المعزول مرسي أول أمس الاثنين، أصدرت منظمة العفو الدولية، المعروفة اختصارا بأمنستي، بيانا قالت فيه، إن الأدلة التي جمعته، تشير إلى استخدام وحدات الجيش للقوة المفرطة ضد المحتجين، وبالتالي، فهذه الأدلة، تُناقض ما جاء على لسان وزارة الداخلية بأن المتظاهرين هم من بدأوا الهجوم، فما تمَّ جمعه من شهود العيان وعائلات الضحايا وتقارير ممثليها، أثبت لأمنستي، أن الجيش ردّ بشكل غير مناسب لدرجة القتل العمد، بعدما اكتشفت المنظمة، وجود إصابات بالرصاص الحي على مستوى الرأس والجزء الأعلى من الجسد. وأعربت أمنستي عن قلقها من استمرار إراقة المزيد من الدماء، خاصة بعد إصرار جماعة الإخوان المسلمين، على مواصلة الاحتجاج حتى تتم إعادة مرسي وعلى مقاومة القرار العسكري، مُذكرة بأنه إذا لم يتم كبح جماح قوات الأمن، فمصر ستنتظر الكارثة، مشيرة، أي المنظمة ذاتها، أنها التقت العديد من النساء اللاتي تعرضن للإصابة بطلقات رصاص، في الجزء العلوي من الجسم، وفي الظهر، إضافة إلى طفل مصاب بجروح في الرأس والوجه والساقين، وذلك في أعقاب مقتل 4 أشخاص على يد قوات الأمن أمام دار الحرس الجمهوري يوم الجمعة 5 يوليو الجاري. هذا ونقلت أمنستي، عن أحد الناجين من حادثة إلقاء مواطنين مصريين من على سطح إحدى البنايات، قوله:" طاردني رجل ملتح بسكين ضخمة وراية سوداء، وبدأ في ضربي، ورفع سكينه قائلا: (الله أكبر)، واستطعت الهرب منه بعد أن قفزت عبر فتحة في منتصف سقف المبنى»، بحسب المنظمة التي تحدثت عن أن قوات الأمن لا تتدخل على الإطلاق في فض الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي مرسي، الشيء الذي يؤدي إلى قتلى وجرحى. البيان الذي حمل اسم، 'مصر: أدلة إدانة على فشل قوات الأمن'، دعا السلطات المصرية إلى وضع حد لاستخدام الجيش والشرطة العنف،" حتى عند لجوء بعض المتظاهرين للعنف بشكل فردي، فعلى الجيش أن يرد بشكل متلائم مع القوة المُستخدمة من الطرف الآخر، دون أن يوقع قتلى أو مصابين بين أشخاص لن يعرضوا حياة قوات الأمن للخطر، ولا بد من إجراء تحقيق مستقل ونزيه وسريع في الأحداث، لضمان عدم تغطية أي انتهاكات للجيش، وكذلك لا بد للسلطات المصرية من إصدار تقارير طبية سليمة لضمان الوصول إلى العدالة" تقول المنظمة التي أكدت على ضرورة محاسبة كل من استخدم العنف ضد خصمه السياسي أيا كان انتماؤه السياسي. وحسب إحصائية لهذه المنظمة غير الحكومية، فمنذ يوم الجمعة الماضي، لقي 88 شخصا على الأقل حتفهم في الاحتجاجات والعنف السياسي، بما في ذلك 3 من أفراد قوات الأمن، وحوالي 1500 جريح.