مسافة كيلومتر ونصف تقريبا تلك التي تفصل بين محيط رابعة العدوية في القاهرة حيث الاعتصام الرئيسي لمؤيدي الرئيس المقال محمد مرسي، وبين محيط دار الحرس الجمهوري الذي شهد الأحداث الدامية، التي راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين، غير أن رائحة الموت تخيم على المكان. العشرات من المعتصمين الذين شهدوا على الأحداث وامتزجت ملابسهم بدماء القتلى والمصابين يحملون بعض الطلقات التي استقبلتها أجساد ذويهم ويملؤون الميدان بحكايات مروعة. سامي إبراهيم والذي كان شاهدا على إصابة محمود مجدي إسماعيل طاف الميدان حاملا الهوية الشخصية للمصاب والتي ابتلت بدمائه وملابسه التي تمزقت من الطلقات التي استقبلها. إبراهيم قال وهو يشير إلى الخروقات التي تبدو في ملابس إسماعيل وعددها أربعة "استقبلت قدميه هذه الطلقات من بنادق جنود السيسي ولم يرحموه وهو مصاب بل اقتادوه لمكان لا نعلمه حتى الآن". وتساءل إبراهيم عن الهدف من هذه العملية مضيفا "إذا كان الهدف بث اليأس في النفوس فما حدث لن يزيدنا إلا إصرارا على النجاح". وإذا كانت دماء مجدي المصاب المحتجز كانت حاضرة إلى الميدان من خلال صاحبه فإن عبد الهادي عبد المطلب وهو أحد ضحايا الأحداث كان حاضرا بدمائه التي لا تزال على ملابسه عبد المطلب تلقى طلقة نارية في كتفه نجح الأطباء في استخراجها كما استقبل جسده وفق تقرير المستشفى الذي حمله معه خمسين طلقة خرطوش. وبكلمات خرجت منه بصعوبة وهو يجهش بالبكاء قال "وثقنا في إخوتنا بالجيش وأعطيناهم ظهورنا ونحن نصلي وكانت هذه النتيجة: قتلونا"، ثم يصمت للحظات في محاولة لاستجماع قواه قبل أن يضيف "لكننا سنكمل المشوار حتى تتحقق الأهداف ولن ترهبنا الطلقات لأننا في الأساس مشروع شهداء". يقول عبد المطلب. ووفقا لوراية المعتصمين فإن هناك هجوما من الداخلية والجيش بدأ أثناء الركعة الثانية للصلاة الفجر بينما الرواية التي خرجت عن الجيش تقول أن هناك هجوما من جماعة إرهابية حدث على دار الحرس الجمهوري وأن الإصابات والضحايا كانت نتيجة تعامل القوات مع هذه المجموعة.