وصف الدكتور عمر أمكاسو، القيادي في جماعة العدل والإحسان، ما وقع أخيرا في مصر بأنه "انقلاب عسكري بلباس مدني مزيف"، مضيفا بأن الحركة الإسلامية ممثلة في الإخوان المسلمين وحلفائهم تبدو في الظاهر الخاسر الكبير في هذه الأحداث، فلعلها تكون إذا وفقت في إدارة المعركة الرابح الأكبر". وسرد أمكاسو الاعتبارات التي يراها تصب في صالح "إخوان" مصر، ومنها أن هذه الحركة الإسلامية ستسترجع زخمها الشعبي الذي ربما نالت منه "طاحونة" التصدي للحكم ما نالت، خاصة أنها اضطرت لذلك في ظرفية عصيبة، جاءت بعد حكم فاسد مفسد استغرق ثلاثة عقود من الزمن". وثاني الاعتبارات، وفق ما دبجه أمكاسو في مقال له اطلعت عليه هسبريس، أن قدر الله تعالى من خلال هذه الأحداث بوأ الإسلاميين مكانة المتمسكين والمدافعين عن الشرعية، ومبادئ الديمقراطية الحقة والدولة المدنية، مشيرا إلى أن ذلك كله سيكسبهم مزيدا من القبول شعبيا ودوليا، ويرد عنهم كثيرا من التهم الواهية بمعاداة هذه القيم". وتابع نائب رئيس الدائرة السياسية للجماعة بأن من شأن ما وقع وما سيتلوه أن يعيد فرز الصفوف، وكشف حقيقة كل القوى ومصداقية ما تتبناه من مبادئ، وفي نفس الوقت سيعطي ذلك بإذن الله وهجا جديدا للتوجهات الإسلامية الصادقة والمحتضنة من الشعوب المسلمة الحاملة للواء المغالبة السلمية المدنية". وأبدى أمكاسو تخوفه من أن تولد هذه المجريات نوعا من الإحباط واليأس في صف بعض الإسلاميين ذوي المقاربة الجهادية، مما قد يدفعهم للكفر بالديمقراطية وما يرتبط بها، والجنوح نحو تغليب المغالبة العنيفة، مما ينذر بخطر ماحق قد يضاعف كلفة التغيير في مصر وغيرها لا قدر الله". وأضاف بأنه إذا حدث هذا المنحى، فإنه حينئذ سيتحمل وزر هذا النفق المظلم هؤلاء المتنورون الذين يصفقون للانقلاب، ويرقصون على جثة الشرعية والمشروعية بلا خجل"، وفق تعبير أمكاسو.