أطلقت وزارة الصحة، بشراكة مع مكتب صندوق الأممالمتحدة للسكان في المغرب، استشارة وطنية من أجل بلورة وتنفيذ برنامج لتقديم الرعاية الصحية المنزلية للأشخاص المسنين من ذوي الإعاقات ومتابعة وضعيتهم الصحية. ويسعى المغرب من خلال هذا البرنامج الجديد إلى تحسين جودة الرعاية عبر التكفل بالأشخاص المسنين من ذوي الإعاقة، والمعرفة الصحية الجيدة لهم ولمحيطهم، وتنسيق رعايتهم مع مقدمي الرعاية الصحية. وسيوفر هذا البرنامج نماذج للتدخلات المنزلية لفائدة الأشخاص المسنين بهدف ضمان استقلاليتهم، وتسهيل عودتهم إلى المنزل بعد العلاج في المستشفى، إضافة إلى تقديم الدعم والنصائح لعائلاتهم وأقاربهم. وتؤكد وزارة الصحة، من خلال وثيقة الشروط المرجعية الخاصة بالاستشارة، أن عرض الرعاية الصحية الحالي الموجه إلى المرضى المسنين على مستوى البنيات الصحية لا يكفي لتلبية الاحتياجات الناتجة عن أمراض مرتبطة بالعمر. وفي المغرب، يمثل الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 60 عاماً حوالي 11.1 في المائة من الساكنة وفق إحصائيات سنة 2018. ومن المنتظر أن ترتفع النسبة إلى 25 في المائة سنة 2050 وفق توقعات المندوبية السامية للتخطيط. وذكرت وزارة الصحة أن "هذا التحول الديمغرافي سينتج عنه تحول وبائي يصاحبه عبء مرضي بنسبة 64.6 في المائة، إذ نجد أن 37 في المائة من كبار السنة يعانون من إعاقات وفقاً للبحث الوطني حول الإعاقة لسنة 2014، فيما يصل مؤشر الإعالة إلى حوالي 29 في المائة". وتؤكد الدراسات الرسمية أن كبار السن بالمغرب يواجهون صعوبات في الوصول إلى الخدمات ذات الطابع الصحي والاجتماعي والثقافي والمالي، إضافة إلى ضعف معدل استخدامهم للاستشارة الطبية. ويطالب حوالي 73.5 في المائة من كبار السن بالرعاية الصحية المجانية، وما يقارب النصف منهم سبق لهم أن كانوا مرضى أو جرحى لكن لم يلجؤوا إلى خدمات الصحة لأسباب تتعلق بغياب الوسائل والبعد وعدم كفاية جودة الخدمات المقدمة.