اغتنم رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران فرصة غياب المعارضة التي قررت مقاطعة الجلسة الشهرية حول السياسات العامة، اليوم الأربعاء بمجلس النواب، ليوجه رسائل مباشرة إلى المواطنين، حيث انتقد أداء الإدارة المغربية، واصفا إياه ب"غير المُرضي". وقال بنكيران، أمام نواب الأغلبية الحكومية، إن "المواطنين عليهم أن يتأكدوا أنه لم يعد من الممكن التراجع للوراء"، وأنه "على الموظف في المرفق العمومي أن يحترم ويحل مشاكل المواطن". رئيس الحكومة قال إنه أصبح للمواطن الوعي بأنه صاحب السيادة في البلاد، وبالتالي على الإدارة أن "تقدم ليه الخدمات بلا جْميل"، مؤكدا في هذا السياق أن "الحكومة اتخذت عدد من الإجراءات وبسطت الكثير من المساطر، ورغم ذلك لم يشعر المواطن بالصداقة مع الإدارة". وشدد بنكيران على ضرورة بناء الثقة بين المواطن والإدارة "التي يجب أن تصغي للمواطنين الضعفاء منهم تحديدا، والذين غالبا ما تضيع حقوقهم"، منبها إلى أن "الإدارة لا يجب أن تكون عدوانية في تعاطيها مع المواطنين، وأن المشاكل الإدارية يجب أن تحل لكن ليس على حساب صحة المواطنين". وانتقد رئيس الحكومة تواطؤ البعض في المجتمع مع التصرفات غير المسؤولة"، مشيرا إلى أنه آلمه كثيرا كيف أن يتابع شخص بتهمة الرشوة، والتهمة ثابتة في حقه، لكن عندما تابعه القاضي في حالة سراح استقبله رفاقه في المهنة استقبال الأبطال" على حد تعبير بنكيران". "الإدارة العمومية شأن عام وليست وسيلة للرشوة، وعلى من أراد الاغتناء التوجه للتجارة ومجالات العمل الحر"، يورد بنكيران قبل أن ينبه من قال إنهم يدافعون على المرتشين والمفسدين بأن "الغلبة ستكون للإصلاح". وأقر رئيس الحكومة بأن "الإدارة لازالت بعيدة عن تطلعات المواطنين بسبب تراجع المنظومة التعليمية، فضلا عن تسرب مجموعة من الاختلالات إليها، على مدى عقود خلت، مما نتج عنه وجود ظواهر غير صحية، من قبيل الرشوة وتوالي الإضرابات وتفشي المحسوبية، وتوظيفها سياسيا، مما أدى إلى نقصان فعاليتها".