في إطار تخليد الذكرى ال16 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي يقام هذه السنة تحت شعار "كوفيد-19 والتعليم: الحصيلة والآفاق لتحصين المكتسبات"، نظمت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة إقليم تنغير، صباح اليوم الثلاثاء، لقاء خصص للاحتفاء بهذا الورش الملكي. ترأس هذا اللقاء، الذي نظم بمقر العمالة، عامل إقليم تنغير حسن الزيتوني، وحضره الكاتب العام للعمالة، ورئيس قسم الشؤون الداخلية، ورئيس المجلس الإقليمي، ورجال السلطة، ومنتخبون وفعاليات مدنية وجمعوية. وفي كلمة بهذه المناسبة، تطرق حسن الزيتوني، عامل إقليم تنغير، إلى أهمية تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ونتائجها الملموسة على مستوى إقليم تنغير، مشيرا من خلال مجموعة من المعطيات والإحصائيات والأرقام إلى حجم مساهمة المبادرة في دعم العديد من الجمعيات والمنظمات الحاملات للمشاريع بالإقليم، ومساهمتها العملية والمباشرة في الرفع من أداء مجموعة من التنظيمات. وأكد المسؤول الإقليمي أن شعار هذه السنة يجسد الأهمية الكبرى التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركاؤها لقطاع التعليم على وجه الخصوص، تثمينا للرأسمال البشري، خاصة في ظل الأوضاع الصحية التي يعيشها العالم وبلادنا جراء تفشي وباء كورونا المستجد، مضيفا أن "تنظيم هذا اللقاء يندرج في إطار مساهمة مصالح هذا الإقليم بهدف الرفع من درجة الوعي لدى مختلف الأوساط وتحسيس الفاعلين المعنيين بأهمية هذا الموضوع وزيادة الاهتمام به، وإبراز آثاره على المتمدرسين خاصة، والأطر التربوية والإدارية والمجتمع بشكل عام". وأوضح الزيتوني أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تنغير حققت العديد من المكتسبات خلال السنوات الماضية، تتجلى في إحداث أقسام دراسية داخل المؤسسات التعليمية، وإحداث 196 قسما للتعليم الأولي خلال الموسمين الدراسيين 2019-2020 و2020-2021، وبرمجة 106 وحدات للتعليم الأولي برسم الموسم الدراسي 2021-2022، وتأهيل وترميم وتجهيز أكثر من 20 دار الطالب ودار الطالبة بالإقليم، واقتناء الكتب واللوازم المدرسية لفائدة التلاميذ في إطار المبادرة الملكية مليون محفظة. وأضاف عامل إقليم تنغير، في كلمته أمام الحاضرين في هذا اللقاء، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم قامت ببناء وتجهيز عدة خزانات مدرسية داخل المؤسسات التعليمية، واقتناء ما يناهز 196 سيارة للنقل المدرسي، واقتناء مكتبة متنقلة للقراءة لفائدة التلاميذ المنحدرين من الوسط القروي، بالإضافة إلى تخصيص غلاف مالي إجمالي يفوق 247 مليون درهم، منه 36 مليون درهم مخصصة لتنمية قطاع التعليم، وأكثر من 60 مليون درهم لتعميم التعليم الأولي. وأبرز المسؤول الأول على إقليم تنغير أنه "لتحقيق النتائج المرجوة من الورش الملكي الهام المتعلق بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، يتوجب علينا جميعا، سلطات عمومية ومنتخبين وفاعلين جمعويين وقطاعا خاصا وكافة المتدخلين المعنيين، العمل المشترك والجاد والمتواصل، كل حسب موقعه واختصاصاته، من أجل رفع هذا التحدي وبذل المزيد من الجهود للنهوض بالطفولة المبكرة عامة ببلادنا، وقطاع التعليم بصفة خاصة". وعرف اللقاء تقديم عروض من طرف ممثل وزارة التربية الوطنية، ومندوب وزارة الصحة، ورئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم تنغير الذي قدم حصيلة المشاريع والبرامج الخاصة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية لسنتي 2019 و2020، وأعطى أرقاما توضح أهمية المشاريع والبرامج المنجزة. وبعد اللقاء المنعقد بمقر العمالة، قام العامل والوفد المرافق له، عدا منتخبين، بزيارة أقسام للتعليم الأولي بجماعة بومالن دادس وجماعة ايت يول، حيث قدمت له شروحات حول هذه الأقسام والتجهيزات المتوفرة بداخلها، كما اطلع على أحوال الأطفال المتمدرسين بها.