أجمع المشاركون في حفل تكريم لعالم الاجتماع الدكتور محمد جسوس، نُظم يوم الاثنين بالرباط، على أن جسوس يعد "علامة فارقة في البحث السوسيولوجي بالمغرب"، كما أنه تميز عن غيره بإيمانه بالإصلاح والتغيير وفق رؤية مجتمعية وبروح الأخلاق السياسية". وأثنى المشاركون، في لقاء تكريمي لجسوس نظمه أصدقاؤه من سياسيين وجامعيين بحضور سياسيين وباحثين وعدد من طلبته، على ها الأكاديمي البارز باعتباره تميز طوال مساره الجامعي والسياسي بعمقه الفكري، وبحثه المستمر عن التفاصيل التي تؤدي إلى الإصلاح والتغيير". وقال الشاعر ووزير الثقافة الأسبق إن جسوس "آمن بأن التغيير يبدأ من معرفة الواقع، وأن البحث في المجتمع عنصر أساسي للعمل السياسي"، مشيرا إلى أن جسوس "يدعو في كل المجالس إلى فهم ميكانزمات السلطة من خلال عدة قضايا، وكانت محاضراته ونضالاته مدخلا لممارسة السياسة بشكل مختلف تحترم ذكاء الناس". وزاد الأشعري بأن جسوس يؤكد أن "الاختيارات ينبغي أن تبنى على المعرفة وبلاغة الواقع"، مشيرا إلى أن الرجل "جسد نموذج المثقف في المدينة، ويمتلك حسا نقديا نفاذا، وقدرة على تعبئة الطاقات". وبدوره أشاد الأستاذ الجامعي كمال عبد اللطيف بتنوع وخصوبة عطاء جسوس مدرسا وباحثا، مردفا بأن إسهامات جسوس غير المعلنة غزيرة، خاصة حين إشرافه على أطروحات وبحوث جامعية. وتابع عبد اللطيف عالم الاجتماع محمد جسوس بأنه "كاتب مدقق في لحظات انخراطه في التفاعل مع محاور درسه، وهو منخرط في المجال السياسي، ويتمتع بالحضور الفاعل والمنتج في الجامعة وفي الملتقيات الأكاديمية". ومن جهته وصف الكاتب والسياسي الفلسطيني المقيم بالمغرب واصف منصور محمد جسوس بأنه "أيقونة وهرم شامخ"، ونموذج للعالم والإنسان، داعيا بضرورة الإسراع في نشر دراساته وأبحاثه التي لم تجد طريقها للنشر لأن "الثقافة الشفوية رغم أهميتها تكتسي جمالا أكثر إذا دونت ونشرت"، وفق تعبير منصور. وجدير الذكر أن جسوس ازداد بفاس سنة 1938، وحصل على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة برنستون بالولايات المتحدة سنة 1968، والتحق بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط أستاذا لعلم الاجتماع سنة 1969، وعين أستاذا مدى الحياة لعلم الاجتماع بجامعة محمد الخامس سنة 2004.