أكدت الشرطة الإسبانية تواجد زعيم جبهة البوليساريو في مستشفى "لوغرونيو" بهوية وأوراق مزورة، وذلك بناء على طلب من قاضي المحكمة الوطنية قبل أن يقرر في مسألة استدعائه للمثول أمام العدالة. وفي وقت أعلنت جبهة البوليساريو أن "حالة غالي تحسنت وخرج من العناية المركزة"، نقلت صحيفة "لاراثون" الإسبانية أن "حالته مازالت متدهورة وتحت التنفس الاصطناعي، وهو ما يعني أن وضعه الصحي لا يسمح له بالمثول أمام القضاء". وتوجد الحكومة الإسبانية في موقف محرج بعد أن قدم الأطباء لمحققي الشرطة ملف استشفاء زعيم جبهة البوليساريو بهوية جزائرية مزيفة، تحت اسم محمد بنبطوش، وفق ما نقلته مصادر إسبانية اليوم الأربعاء. وقال محام مغربي مقيم في إسبانيا إن زعيم البوليساريو سيتحجج ب"الوضع الصحي المتدهور" لتفادي المثول أمام القضاء الإسباني؛ وذلك بالنظر إلى التهم الثقيلة التي تواجهه، وتتطلب يوما أو يومين على الأقل قصد مساءلته على جرائمه. وأكد المحامي المغربي، في تصريح لهسبريس، أنه "لا توجد أي مراقبة أمنية على المستشفى الذي يتواجد فيه إبراهيم غالي، وبالتالي يمكن تهريبه من قبل المخابرات الجزائرية كما تم إدخاله بوثائق مزورة وهوية مزيفة". وكان قاضي التحقيق بالمحكمة الوطنية الإسبانية أمر بالتحقق مما إذا كان زعيم البوليساريو يوجد على الأراضي الإسبانية بهوية وأوراق مزورة قبل أن يقرر في مسألة استدعائه. وذكرت مصادر متطابقة أن قاضي المحكمة المركزية رقم 5 لم يرفض من حيث المبدأ استدعاء إبراهيم غالي قصد التحقيق معه في التهم الموجهة إليه، بناء على طلب الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، بعد علمه بذلك؛ فيما تم توجيه الاستدعاء فعلاً إلى خمسة أعضاء من جبهة البوليساريو، من بينهم قياديون. ونفت جبهة البوليساريو على لسان ما يسمى "سفيرها بالجزائر"، عبد القادر طالب عمر، أن يكون إبراهيم غالي تلقى أي استدعاء للتحقيق معه، مشيرا إلى أن هذه الرواية "غير صحيحة وموجهة إلى الاستهلاك الإعلامي"، بتعبيره. ويتهم الناشط الصحراوي فاضل بريكة، الذي قبلت المحاكم الإسبانية شكايته أبريل الماضي، زعيم الانفصاليين بالمسؤولية عن اختطافه خلال الفترة من 18 يونيو 2009 إلى 10 نونبر من العام نفسه. وقالت أرانشا غونزاليس لايا، وزيرة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسبانية، الثلاثاء، إنه إذا أراد القضاء الإسباني استدعاء زعيم "البوليساريو" فإن حكومتها لن تتدخل في استقلالية العدالة الإسبانية. وأشارت أرانتشا غونزاليس لايا، في مؤتمر صحافي، إلى أن بلادها قدمت للمغرب "التفسيرات المناسبة حول الظروف التي أدت إلى استقبال غالي في إسبانيا لأسباب إنسانية بحتة"، مضيفة أنه عندما "تزول هذه الأسباب الإنسانية سيغادر إسبانيا بالطبع".