لأزيد من شهر، ظلت وضعية الملك محمد السادس الصحية بين القيل والقال وكثرة السؤال، وسط إشاعات انتشرت على نطاق واسع في صفحات الشبكات الاجتماعية وبعض المواقع الإلكترونية والصحف والقنوات الأجنبية، ذهبت بعضها إلى خضوع الملك لعملية جراحية في إحدى مستشفيات باريس، وإصابته بمرض الفشل الكلوي تارة، ومشاكل تنفسية تارة أخرى.. وهي الأخبار التي لم يتم تأكيدها من أية مصادر موثوقة أو رسمية. ولعل ما دفع بعض المنابر تشير إلى طبيعة مرض الملك، هو غيابه عن استقبال رئيس حكومة دول أجنبية ذات وزن دولي من حجم الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، وعدم اتخاذ أي إجراء دستوري في قرار حزب الاستقلال الانسحاب من الائتلاف الحكومي، وهو حدث سياسي بارز، باستثناء اتصال هاتفي للملك بالأمين العام لحزب "الميزان" حميد شباط، طالبا منه الإبقاء على وزراء حزبه إلى حين عودته إلى أرض الوطن. إشاعات عن أمراض أصابت الملك بعض الصحف الإسبانية، من بينها "إلباييس"، تطرقت إلى إصابة الملك محمد السادس بمَرَضي الفشل الكلوي والكبد، اضطراه إلى التنقل بصورة منتظمة إلى فرنسا، وهو ما يبرر سفره للمرة الثانية على التوالي في أقل من نصف سنة، بعدما سافر إلى بلدية "بيتز" الواقعة شمال باريس، بداية العام الجاري في 04 يناير في إطار زيارة خاصة، قبل أن يعود إليها مرة أخرى في 10 ماي المنصرم، وهي الزيارة التي لم يعد منها إلى حدود اللحظة. وروّجت صحف فرنسية لخضوع العاهل المغربي لعملية جراحية في أحد مستشفيات عاصمة بلاد الأنوار، بسبب ما قالت عنها مشاكل تنفسية يعاني منها في الآونة الأخيرة، حيث يمضي فترة نقاهة في قصره ب"بيتز"، وهي المنطقة التي اعتاد محمد السادس أن يقضي فيها عطله الخاصة كلما سافر إلى فرنسا، حيث تتميز بهدوئها نظرا لصغر حجمها وقلة سكانها. وسائط أخرى تداولت "إشاعة" مرض الملك بالقول إن هذا الأخير تعرّض لالتهاب معويّ حادّ في الجهاز الهضمي، تطلّب معه الأمر إجراء عملية جراحية "عاجلة" تلتها فترة نقاهة بضواحي العاصمة باريس. أجندة ثلاث زعماء مغاربيّين في فرنسا وكان المَلِك محمّد السَادس قد غادر المغرب من مطار ورزازات بعد أن أدّى صلاة الجمعة بمسجد حسان في الرباط، يوم الجمعة 10 ماي المُنصرِم، صوبَ فرنسا في زيارة "خاصة"، حيث أفادت حينها مصادر خاصة بهسبريس أنه سيقضي خلال إجازته بإقامته الشخصية في بلدية "بيتز" الفرنسية، لفترة قصيرة من الوقت. وفيما تحدثت مصادر إعلامية عن عزم الملك إجراء لقاءات غير رسمية مع مسؤولين فرنسيين، إضافة إلى قضاء أيام في زيارة والدته التي تقطن في مدينة "نويي" التابعة لمقاطعة "هوت دو سين"، ذهبت منابر إعلامية أخرى إلى لقاء الملك بالرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز، الذي لا زال يتعافى بعد تعرضه لمحاولة اغتيال سابقة، وبالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي ظهر لوسائل الإعلام أمس بباريس بعد وعكته الصحية التي بدأت في 27 أبريل المنصرم. رسائل ولقاءات تُكذّب التكهنات تواجد الملك خارج البلاد لم يمنعه من التواصل وتتبع ما يقع داخل المغرب، فبالإضافة إلى البرقيات والرسائل الرسمية الصادرة من داخل القصر، والموقعة باسمه طوال فترة تواجده في فرنسا، يرى العديد من المتتبعين أن سرعة تفاعل محمد السادس مع قرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال القاضي بالانسحاب من الحكومة، أكبر دليل على عدم صحة إشاعة مرضه وتدهور حالته الصحية. من ناحية أخرى، كتب الإعلامي المغربي محمد واموسي على موقع هسبريس، عن لقائه صدفة في العاصمة الفرنسية باريس بالأميرة للا أسماء، ابنة الملك الراحل الحسن الثاني، وشقيقة الملك محمد السادس، حين سألها عن "إشاعة" إصابة الملك بعارض صحي طارئ، قبل أن تنبئه بأن الخبر "اليقين" هو أن الملك "سالم معافى ويتمتع بصحة جيدة، وبخير وعلى خير، وإذا كتب شيء يقول العكس فلا أساس له من الصحة ومجرد إشاعة". وقبله، انتشرت على صفحات "الفايسبوك" صورة المهاجر المغربي المقيم في فرنسا، عمر الفار، بجانب الملك محمد السادس قبل أسبوعين في ساحة "فاندوم" الشهيرة وسط العاصمة باريس، حيث بدا الملك منتصبا بلباس وهو متخفف من البروتوكول الرسمي، فيما قال الفار لهسبريس إنه التقى مع الملك وسط حشود من السياح تغمر الساحة التي تُعرف بضمّها لأشهر وأرقى دور المجوهرات بالعالم".