الخوف من الشريعة الإسلامية في أوروبا ماذا يعني تطبيق الشريعة الإسلامية في الغرب؟ هل سيتم قريبا قطع أيدي السارقين؟ موريتس برخر المتخصص بالدراسات الاسلامية قام بتحرير كتاب يحتوي على محاولات عدد من المتخصصين بالدراسات الاسلامية الإجابة على مثل هذه الاسئلة. مخاوف مضخمة "قريبا لن تستطيع السير في الشارع ومعك بيرة!" يصرخ بغضب شاب انيق المظهر ويضيف " ولن تستطيع السير مع كلبك بالقرب من المسجد". خلال حفل تقديم كتابه "تطبيق الشريعة الاسلامية في الغرب" واجه البروفسور برخر من جامعة ليدن أسئلة قلقة وغاضبة من جمهور الحاضرين، غذ أن بعضهم ظن أن الباحث نفسه يؤيد فرض الشريعة الاسلامية في اوروبا. "بالتأكيد ليست هذه هي القضية، يوضح برخر بكل صبر، "لكن الابحاث أظهرت ان المسلمين الاوروبيين يريدون تطبيق الشريعة. لذلك، كوني استاذا جامعيا متخصصا بالدراسات الاسلامية في الغرب رأيت انه من واجبي البحث عما يقصدونه بالضبط. وما اذا كان ما يريدونه مخالف للقانون الاوروبي". يشعر العديد من الهولنديين بالقلق الشديد حيال رغبة المسلمين في العيش في هولندا وفق الشريعة الاسلامية. ادى تقرير حول احد الأحياء السكنية في لاهاي حيث يفرض السكان المسلمون اسلوب عيشهم على بقية السكان، بحسب ما أوردته وسائل إعلام هولندية، إلى أثارت ضجة كبيرة وقيام نواب بطرح أسئلة في البرلمان حول هذا الامر. زواج وطلاق ومدافن لكن وفقا للبروفسور برخر فإن القسم الاكبر من هذا القلق غير مبرر. ويفسر ذلك على الشكل التالي: اولا لا يريد معظم المسلمين في اوروبا فرض الشريعة الاسلامية على بقية المجتمع. بل يريدون تطبيقها على انفسهم. ثانيا: لا يستطيع المسلمون ابدا تطبيق قواعد الشريعة المخالفة للقوانين الاوروبية. والخبر السار انهم هم ايضا لا يريدون ذلك. ويضيف برخر: "اظهر البحث ان المسلمين الاوروبيين يريدون تطبيق ذلك على الاشياء التي تسمح بذلك. هم يريدون الزواج والطلاق والدفن وفقا للقواعد الاسلامية، يريدون اقتراض الاموال من دون دفع فائدة، يريدون ممارسة الاخلاق الاسلامية. فقط اقلية صغيرة تريد تطبيق القواعد الاسلامية التي تتعارض مع القانون الاوروبي مثل القانون الجنائي الاسلامي". "تعني انه لا داعي ان نخاف من ان يقوم المسلمون بمعاقبة شخص ارتكب الزنا؟" سألت احدى السيدات برخر. فرد عليها: "هذا الامر ممنوع، كما ان الغالبية العظمى من مسلمي اوروبا لا يوافقون على ذلك". "ولكن اذا تزوج المسلمون من بعضهم البعض وفق الشريعة فلن تكون شروط الزواج لصالح النساء. هل يجب علينا السماح بذلك؟"، سأل أحد الحاضرين. انه سؤال مهم، يحيب، برخر وأضاف قائلا: "بموجب القانون يمكنهم ذلك. في الدولة الليبرالية لدينا الحرية لفعل ذلك، طالما ان هذا يحصل بموافقة الطرفين. يمكنك بالطبع اختيار تغيير القانون، لكن عليك ان تدرك ان هذا القانون يجب ان يطبق على اليهود والمسيحيين ايضا، الذين يطبقون طوال هذه السنين قوانين تمييزية. في الكاثوليكية مثلا لا يسمح للمرأة ان تصبح كاهنة. لا يمكنك إنكار حرية المسلمين في وقت يتمتع بها البقية". لم يجب احد على هذا الكلام، لكن عندما كنت اهمّ بالخروج من القاعة، قال لي الشاب الانيق "عليهم ايجاد استثناء للمسلمين، المسيحيون واليهود يعيشون هنا منذ زمن طويل. المسلمون هم القادمون الجدد. لذلك عليهم اولا ان يتكيفوا لفترة من الزمن مع قوانينا، قبل ان يباشروا بتطبيق قوانينهم هنا". * ينشر بناء على الشراكة مع إذاعة هولندا العالميّة