الدين للمساجد " شعار لطالما استعمل كلما طفى موضوع العلمانية للسطح في البلدان الاسلامية للدلالة على الدعوة لترك الدين اختصاصا للمساجد و فصله عن مفهوم الدولة بهدف تحقيق مفهومها الحديث القائم على التعاقد و المجرد من القاعدة الدينية، شعار لطالما أثار احتقان الكثيرين ممن يؤمنون بضرورة ترك الاسلام شريعة و منهاجا لمختلف جوانب الحياة،شيء لطالما أثار استغرابي شخصيا، فمن يسمع كل هذا الهرج و كل هته الجعجعة المجردة دون شك من أي طحين ينقذ اطفال الاطلس من الموت جوعا حين تقطع كل سبل الحياة تحت قسوة ثلوج الشتاء و برده، يظن أن بلدنا بلد اسلامي يُحَكم فيه شرع الله الذي يحب بعض المصطادين في المياه العكرة أن يربطوه بالحدود و يجعلونه رجما للزاني ( الحكم الذي لا وجود له في القرآن الكريم و ذلك موضوع آخر ) و جلدا لشارب الخمر فقط، و هو في الحقيقة عدل و انصاف و شورى و مساواة و حقوق قبل كل شيء . ن يحضر هذا النقاش و يستمع للمدافعين عن الدولة المغربيه الاسلامية يجزم ان الحديث هنا عن دولة عمر بن الخطاب رضى الله عنه التي تعتبر آخر دولة استلزمت كل جوانب الدين الاسلامي ( باعتبار غياب الشورى عن دولة عمر بن العزيز )، فبعيدا عن شكليات المادة الأولى للدستور و دروس التربية الوطنية التي مازالت ترسخ فكرة الدولة الاسلامية في عقول رجال المستقبل قبل ان يفاجؤوا بواقع مغاير لقصص التربية الاسلامية من " وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها " إلى " عدلت فأمنت فنمت يا عمر "، نعيش واقعا مغايرا تماما لما قد يعكسه هذا النقاش الذي أراه شخصيا نقاشا عقيما مجردا من زمانه و مكانه و غير مطابق لمنطق مجتمعه، فبدل ان نناقش المظاهر و القشور باسم تطبيق شرع الله من الواجب تطبيق لبه كالعدل في ارضه سبحانه على سبيل المثال بعيدا عن سياسات العباسيين ايام الاندثار و التقهقر حين كانت النقاشات المجتمعية مسيسة تدور في فلك العلوم المحرمة و المعرفة الشيطانية من اجل شغل الناس و ابعاد تركيزهم عن من هو في بغداد يسبح في ترفه المبني على جوع و فقر شعبه. هته النقاشات العقيمة و المواضيع الساذجة ما هي في الحقيقة الا انعكاس طبق الاصل للمواضيع التي صار أئمة الجمعة يلقونها، كيف لا و لهم التأثير الاكبر على عقلية المجتمع، فبعد ان كان الإمام معلما و راشدا و موجها و موضحا و مبينا، صار عادة كغيرها من العادات ينفرد به يوم الجمعة عن غيره و تمر دون اضافات و لا اثارة للانتباه بمواضيع اقل ما يقال عنها انها مواضيع مقررات التربية الاسلامية الابتدائية، ففي القرن الواحد و العشرين مازال الأئمة يتحدثون عن الصدق بانه صفة حميدة نص عليها الاسلام كأن من أمامهم ثلة من الداخلين الجدد في الدين و المحتاجين لمعرفة فرائض الاسلام و نواقضه. بعد ان كان الرسول عليه الصلاة و السلام و عمر يصعدون للمنابر لسن منهج للحياة و مناقشة مشاكل عصرهم، بعد ان كانت مصر تفتح من على المنبر قبل ان تفتح بالسيوف صرنا نسمع خطبا على المقاس تحظى برضى الوزارة و تخبرنا كيف ان الخير خير و الشر شر، خطب تسخر من عقول الشعب و تبرمجها و توجهها نحو مواضيع ثانوية لا تزيد و لا تنقص، فالجواب اذن لمشاكل عصرنا ليس حصر الدين في المساجد بل جلب المجتمع كله للمسجد و مناقشة مواضيع العصر في خطب الجمعة من السياسة للاقتصاد مرورا بكل جوانب الحياة و الكف عن الدعوة باندثار الروس في الشيشان و نحر السوفيات في افغانستان فريغن توفي قبل عشر سنين و تاتشر ماتت قبل اشهر و حرب الشيشان وضعت اوزارها منذ ازيد من 13 عاما * طالب بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية بليون