اعترف سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بأن اتخاذ قرار الإغلاق الليلي خلال شهر رمضان، تفاديا لانتشار فيروس "كورونا"، كان صعبا، وأن القرار جاء "بعد تفكير طويل". وقال العثماني، في الجلسة الافتتاحية لأشغال اللجنة المركزية لشبيبة حزب العدالة والتنمية، اليوم السبت، إن "قرار الإغلاق مؤلم؛ ولكنه اتخذ بعد تفكير عميق، بناء على آراء اللجنة العلمية التي تتكون من عشرين خبيرا، ولجنة القيادة، والجهات الصحية والجهات الأمنية". وفيما لا تزال شرائح واسعة من المواطنين تنتقد قرار الإغلاق الشامل من الساعة الثامنة إلى السادسة صباحا من أيام رمضان، خاصة الشرائح التي ستتضرر اقتصاديا، قال العثماني: "بصراحة، ليس هناك بديل عن هذا القرار". وأكد رئيس الحكومة أن القرارات التي يتخذها المغرب في مجال التعاطي مع جائحة فيروس "كورونا" تكتسي طابعا استشرافيا، "تحسبا لتدهور الوضع، وحتى لا نصل بالأنظمة الصحية إلى وضعية صعبة قد تؤدي إلى ارتفاع المصابين وأعداد الوفيات". وأضاف: "أغلب الدول الشريكة والصديقة أغلقت المدن والمدارس وأغلقت الحدود فيما بينها، وقد حصل هذا حتى في الدول الأوروبية التي هي داخل مجال جغرافي واحد". ودعا العثماني منتقدي قرار الإغلاق الليلي في رمضان إلى الإنصات إلى ما يقوله الخبراء المتتبعون لوضعية انتشار جائحة فيروس "كورونا"، قائلا: "تطور الوباء هو علم له خبراؤه، والعمل الذي نقوم به هو عمل استشرافي، وهذا يحتم أن نقف مع القرارات الصائبة التي تتخذها الدولة". وبالرغم من انخفاض عدد الإصابات بفيروس "كورونا" في المغرب بشكل ملحوظ منذ أسابيع، وتموقع المملكة ضمن الدول العشر التي حققت نسبة عاليا من تطعيم مواطنيها ضد الفيروس، شدد العثماني على "ضرورة الاستمرار في الاستنفار". وعبر رئيس الحكومة عن رفضه للإجراءات الجزئية، معتبرا أن الإغلاق الليلي الشامل كان ضروريا، وزاد موضحا: "كيف يمكن أن تتخذ جميع الدول إجراءات شاملة ونكتفي نحن فقط بالترقيع؟"، ذاهبا إلى القول إن الوضعية الراهنة "تحتاج إلى "القرارات الحاسمة التي تنقذ الوضعية الصحية العامة". وخصص العثماني حيزا في كلمته أمام المكتب المركزي لشبيبة حزبه، لانتقاد "خصوم" العدالة والتنمية، معتبرا أنهم "يشنون حملات للتشويش على الجهود التي تبذلها الحكومة لمواجهة الوباء، فقط ضدا في حزب العدالة والتنمية، ولا يفكرون في مصلحة الوطن"، معتبرا أن الحكومة "نجحت في تدبير الجائحة، وما يدعيه خصومنا يفنده الواقع". رئيس الحكومة حذر من التراخي في مواجهة وباء "كورونا"، وقال: "نحن في وضع وبائي مقلق ليس دوليا فقط بل وطنيا. ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بما سيؤول إليه الوضع، وما هي تأثيراته في العلاقات الدولية، وعلى المستوى الاقتصادي العالمي أو داخل الدول". وتابع أن ما تمكن المغرب من تحقيقه على مستوى مواجهة الجائحة "ليس بسيطا، والدليل هو الإشادة الدولية، رغم وجود صعوبات وتأثيرات سلبية على شرائح من المواطنين"، قبل أن يستدرك: "ولكن التحدي لا يزال قائما، وتوقعات بتطور سلبي للحالة الوبائية إذا لم تتم المواظبة على الاستمرار في الجهود المبذولة".