الغلاء وغياب الرقابة يدفعان المغاربة لاقتناء منتجات مقلدة ومغشوشة صمت حكومي أمام غزو سلع تفتقد الشروط للأسواق الوطنية وجدت المنتجات الصينية في الأسواق المغربية فضاء خصبا للترويج، أمام غياب الرقابة و تدهور القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة مع توالي موجات الغلاء في مختلف المواد الأساسية بما فيها الألبسة. "" فالارتفاع الصاروخي للأسعار جعل المغاربة ،خاصة من الفئتين المتوسطة والضعيفة غير قادرين، على اقتناء منتجات أصلية ، ووجدوا في البضائع المقلدة ، سيما المصنوعة بالدول الأسيوية بديلا يفي بالغرض. فإذا كان التجار يتخوفون اليوم من صعوبة اقتناء المنتجات الأصلية التي تمتاز بجودتها العالية بعد غزو البضائع الصينية للسوق الوطنية، من جهتهم يشتكي المنتجون المحليون من المنافسة غير الشرعية للسوق الموازية الممونة بالبضائع المقلدة والمغشوشة التي تضر بالإنتاج الوطني و بصحة الإنسان بالدرجة الأولى ، فإن العديد من المختصين في مجالات صحية متعددة يحذرون من تزايد الإقبال على استهلاك المواد المقلدة التي تشهد رواجا كبيرا من طرف المواطنين بعد ما أصبحت تباع على قارعة الطريق و بأسعار جد مغرية تشد معها انتباه الطبقة المتوسطة والضعيفة. و يحذر المختصون في الأمراض الجلدية والحساسية من استعمال بعض الجوارب الصينية المصنوع من ألياف صناعية "البوليستر" والتي تسبب أمراضا جلديا خطيرة غالبا ما تتطور إلى سرطان. وقال الدكتور جمال الحكيم المختص في الأمراض الجلدية والحساسية، إن المعطيات المتوفرة لديه والتي استقاها من مختلف مستشفيات المملكة، سواء كانت عامة أم خاصة، بينت أن مئات من المغاربة أصيبوا بأمراض جلدية والتهابات على مستوى الرجل جراء ارتدائهم لجوارب صينية ، تباع بالأسواق الوطنية بثمن لا يتجاوز 5دراهيم. وأوضح الحكيم في تصريح ل" الحركة" أن هذه الجوارب التي يعتقد أنها تدخل إلى الأسواق الوطنية بشكل غير قانوني ، تساعد على انتقال العدوى بفطريات تدعى ( التينيا ) و تنشط بوجود العرق وانعدام التهوية، قائلا إن تحلل العرق الزائد بهذه الميكروبات يعرض مرتدي هذه الجوارب التي لا تسمح بمرور الهواء بين الأصابع مما يخلق مجالا للبكتيريا والفطريات التي تنمو في المنطقة الرطبة، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور تسلخ وتشقق بين أصابع القدمين مع بقع بيضاء أو صفراء نتيجة التهابات جلدية، والتي غالبا ما تتطور إلى عاهات أو تحدث تغيرات في خلايا الجلد وتصبح سرطانا لمفاويا. وحذر الطبيب المختص المغاربة من ارتداء هذا النوع من الجوارب التي تتكون من أزيد من 80 بالمائة من الألياف الصناعية وحوالي 20 بالمائة فقط من الألياف الطبيعية لكونها تعرض القدمين للتعرق و لا تمتصه وتسبب رائحة مزعجة، قائلا "صحيح أن المواد المهربة تخفف عن المواطنين كابوس الغلاء الذي أصبح يجتاح كل الحاجيات الضرورية للحياة بما فيها الألبسة، لكن ذلك لا يجب أن يتم على حساب صحتهم " إذ المفروض يضيف المختص المغربي أن تتدخل الجهات المعنية لحماية المواطنين خاصة الفئات المتوسطة والضعيفة التي غلبها الغلاء، وأصبحت تقضي "بلّي كاين" ولو على حساب صحتها، وذلك بمحاربة مثل هذه المواد التي تتجاهل الشروط القانونية أو بتوعية المواطنين من خلال إطلاق حملات تحسيسية خاصة بالأحياء الشعبية التي تقبل بشكل كبير على اقتناء هذه المنتجات". [email protected]