موسم الصيف، هو الموسم الذي يعرف أكبر عبور للمغاربة المقيمين بالخارج نحو وطنهم الأم، عبور لا ينتهي بسلام بالنسبة لعدد من فتيات المغرب اللواتي حلمن بالاقتران بمهاجر يقيم في الديار الأجنبية منبهرات بالعالم الغربي، ومتلهفات الى إغاظة أقرانهن عندما تزفين على واحد من هؤلاء الذين تحمل سيارتهم إشارة الاتحاد الأوروبي، دون أن يكون الأساس هو التأكد من نزاهة العريس وحسن أخلاقه، فيكون الثمن تحول الحلم إلى كابوس. سعاد، شابة في مقتبل العشرين، طالما منت نفسها بالاقتران بزوج مقيم في الديار الأوروبية، وهو الحلم الذي اختارته لنفسها بعيدا عن إكمال دراستها وتحقيق ذاتها في عمل مناسب. حلم الهجرة إلى الخارج، ساهم في تغذيته أخواتها اللواتي كن يشاركنها في نفس الأمنية، ولم يتوقفن عنه إلا بعد أن اختفت سعاد لأيام، لتظهر من جديد بقلب منكسر، وعقل مصدوم وفوقه، عذرية مفقودة، والسبب، لقاؤها بمن حلمت بالاقتران به، مهاجر مغربي مقيم في الديار الفرنسية، استغل لهفتها على الهجرة من المغرب فأقنعها بالذهاب معه للتعرف على أسرته، فكان أن انقض عليها وهتك عرضها وأبقاها سجينة لرغباته طوال أيام، ليرميها في الأخير في منتصف الطريق إلى حيث وجدها أول مرة، ويختفي. حال علياء لم تكن أحس حالا من سعاد، وإن كان الحلم قد أتى برفقة أسرته واستأذن في طلب يدها، لتتم الخطبة وخلال الاستعداد لمراسيم الزواج، وقع ما لم يكن في الحسبان، نسيت علياء نفسها مع خطيبها واعتبرته زوجا ولم تفقه إلى أن الخطبة مجرد وعد بالزواج، فسلمت نفسها له، بقي الخطيب على حاله لا يبدر منه أي شيء يثير شكوكها، وكانت آخر مكالمة تلقتها منه وهي في محل تزيين العرائس تستعد لأن تزف إليه، لتجد بعدها الهاتف الخليوي مقفلا، عندما اتصلت به تستعجله المجيء هو وعائلته خاصة وأن المدعوين بدأوا يتساءلون عن سبب التأخر. هاتف الخطيب الهارب بقي مقفلا منذ آخر مكالمة تلقتها علياء منه وأسمعها فيه كلمات غزل لم يسمعها لها من قبل، لتظل حبيسة الألم وكلام الناس ونظرات عائلتها المشفقة. خداع بعض المهاجرين المغاربية المقيمين بالخارج لبنات وطنهم من المنبهرات بالغرب، لا يتوقف فقط عند التغرير ببعضهن أو عند الوعود الكاذبة، بل منهم من يختار الرباط الشرعي مطية له لكي ينال ما يريده حلالا لكن لا تتجاوز مدته فصل الصيف فقط متناسيا أن الزواج ميثاق غليظ....وضع نتج عنه ما يسمى ب"زواج الصيف"، وهو ما كانت إلهام ضحية له. إلهام اقترنت بزوجها المهاجر بمباركة من أهلها وأهل الزوج، ليرحل بعد أيام من الزفاف إلى الديار الإيطالية ويتركها تنتظر إتمام مراسيم الإجراءات القانونية للالتحاق بالزوج، وتدرس في نفس الوقت اللغة الإيطالية، وفي انتظار ذلك كان الاتصال هاتفيا أو عب الانترنت مع زوجها الوسيلة الوحيدة للتواصل معه، في انتظار الالتحاق به، انتظار طال أمده ومع المدة بدأت الاتصالات تقل، لتختفي نهائيا وتبقى زوجة معلقة لا هي بالمطلقة ولا هي بالمتزوجة وينطبق عليها وضعية زوجة مع وقف التنفيذ. زوجة مع وقف التنفيذ نفس الوضعية التي آلت إليها سناء التي اقترنت بابن خالتها المقيم في فرنسا، زفت سناء إلى قريبها وسط فرحة أهلها بقرب ذهابها إلى الخارج وهي فرصة لتحسين وضعهم الاجتماعي والبحث عن عمل هناك لإخوتها ولم لا عن زوج مهاجر لأخواتها. فرح أهل سناء كثيرا ومنوا أنفسهم بالكثير من الأحلام مطمئنين إلى أن سناء ترتبط بقريب لها مما لا يثير أي شك في نواياه، لكن اطمئنان والحلم العائلة دفعت سناء ثمنه، حيث بقيت تنتظر الزوج أن يلحقها به لكن عائلته كانت تقابل رغبة سناء في الالتحاق بزوجها بالرفض إلى أن واجهوها يوما بحقيقة زواجها منه وهي أن يستقدم لوالدتها التي زوجت بناتها وبقيت وحيدة من يرعاها ويسليها فكان اختيار قريبته سناء باقتراح من والدته. حقيقة رفضت سناء تصديقها لتزيد من هولها أنها أنجبت طفلها "أمين" ولم يكلف زوجها المجيء لمشاركتها فرحة الولادة، بل فضل البقاء في فرنسا، لتقرر سناء بعد فقدان كل أمل لها في استرجاع زوجها وتحقيق حلمها وحلم عائلتها، وتذهب إلى بيت عائلتها وتصبح مطلقة بطفل حرمه أبوه من نعمة الأبوة، وتحاول سناء إعادة بناء حياتها في بلدها بعد أن خانها حلم الهجرة منه. ""