بحيوية وبجماس شبابي، افتتح المغني الأمريكي جورج بينسون سهرات اليوم الثاني من مهرجان موازين إيقاعات العالم، الذي انطلقت فعالياته يوم أمس الجمعة، وتستمر إلى غاية فاتح يونيو القادم، بسهرات وأنشطة فنية يحتضنها عدد من فضاءات مدينة الرباط. المسرح الوطني محمد الخامس، الذي احتضن سهرة جورج بينسون، بدَا مختلفا تماما عمّا اعتاده عليه جمهوره. على جنبات السياج الحديد المحيط بالمسرح يصطف ما يقارب ثلاثين عنصر أمن، من الشرطة والقوات المساعدة، فيما البوابة الحديدية محروسة من طرف حراس أمن خاص. المراقبة دقيقة، ولا يُسمح لأحد بالدخول إلا إذا كانت بحوزته تذكرة أو "بادج" خاص بالمهرجان. بعد تجاوز البوابة الخارجية، يمرّ الداخل إلى المسرح عبر آلة مراقبة، ثمّ يُبرز التذكرة أو "البادج" مرة أخرى أمام الأمن الخاص، قبل ولوج قاعة العروض. داخل المسرح، وفي حدود الساعة السابعة والنصف، كانت القاعة غاصة عن آخرها بالجمهور، من مختلف الأعمار، على الرغم من أنّ أسعار التذاكر حُدّد في ألف درهم بالنسبة للقاعة، وستمائة درهم ل"البالكون"، وفي الخارج كانت جنبات الشوارع القريبة من المسرح غاصة بالسيارات. جورج بينسون، ببذلة كاكية وقميص أبيض وروح شبابية مرحة، أحيا الحفل رفقة خمسة عازفين قدموا معه من أمريكا، وستّة من "الكورال"، فيما يتشكّل باقي الجوق الذي أحيا معه الحفل، والذي بلغ عدده خمسين عنصرا، من الأوركسترا السمفونية الملكية. الجمهور الذي حضر الحفل، والذي اضطر عدد منه للوقوف نظرا لعدم وجود مقاعد شاغرة، تفاعل بشكل كبير مع جورج بينسون، الذي نال تصفيقات حارة عقب انتهائه من أداء كل أغنية؛ تفاعل استمرّ لساعة ونصف، قبل أن يحوّل المغني الأمريكي الأسمر المسرح إلى ساحة ل"الجدبة"، عندما أدّى أغانيه القديمة التي يحفظها الجمهور. ففي حدود الساعة التاسعة، أي بعد ساعة ونصف الساعة من بداية الحفل، حمل بينسون، الذي استطاع أن يشدّ الجمهور إلى غاية نهاية الحفل، قيثارته الصفراء، وما أن شرع في أداء إحدى أغانيه حتى قام جمهور القاعة عن آخره للرقص، كبارا وصغارا، وبعد أن أنهى الأغنية أعاد قيثارته الصفراء إلى مكانها، ثم غادر المنصّة، ليعود بعد لحظات وقد استبْدل بدلته الكاكية بقميص أسود وسروال أبيض، ليعيد المسرح إلى فضاء للجدبة مرة أخرى، استمر إلى غاية نهاية الحفل، بعد ساعتين من التفاعل بينه وبين الجمهور. بينسون، الذي حيّا الجمهور بعبارة "Bonsoir" عندما علا المنصة في بداية الحفل، ودّع الجمهور بعبارة فرنسية أيضا، إذا تمنى للجميع ليلة سعيدة بعبارة "Bonne nuit "، قبل أن يغادر المنصة تحت هدير التصفيقات، محتضنا بين يديه باقة ورد أهديت له من طرف الجمهور.