بعد البلاغات الرسمية الفرنسية التي تفيد بأن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لا يزال متواجدا في إحدى مراكز العلاج التابعة للجيش الفرنسي لاستكمال فترة نقاهته، تأتي شهادات شخصيات فرنسية لتكشف عكس ما تروجه الأوساط الرسمية من تطمينات على أن صحة الرئيس تتحسن، وأنه سيعود لمهامه من جديد. بنجامين ستورا، المؤرخ الفرنسي المعروف بصداقته الكبيرة مع الجزائر، قال في تصريحات لإذاعة "فرنسا أوروبا 1"، ونقلتها صحيفة "لوفيغارو" في عددها يوم أمس، إنه "يصعب جدا القول أن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مازال على قيد الحياة". واعتبر ستورا بأن "غياب رئيس الدولة الجزائري عن الساحة السياسية يفتح مجالا واسعا للتساؤل حول من هو خليفته المحتمل، خاصة أنه لا يفصلنا سوى سنة واحدة عن موعد الانتخابات الرئاسية". وتابع المؤرخ الفرنسي مداخلته تلك بالقول إن "التعتيم الإعلامي حول قضايا سياسية، ليس جديدا على رموز النظام في الجزائر، وفي هذه المرحلة يؤشر ذلك على ترتيبات حول المرحلة المقبلة تتم في الخفاء"، مشيرا إلى أنه "لو تمت هذه الترتيبات في هدوء لكان التواصل الإعلامي أسهل وأسرع، وأكثر شفافية حول صحة الرئيس بوتفليقة". وبرر ستورا سلوك فرنسا المتحفظ إزاء إعلان الحقيقة كاملة حول الوضعية الصحية لبوتفليقة بكون "الجزائر تبقى شريكا سياسيا واقتصاديا كبيرا خاصة منذ حرب مالي، كما أن فرنسا لا تريد أن تخاطر باتخاذ أي قرار يمكن أن يهدد مصالحها بالجزائر". وشكك المؤرخ الفرنسي في تصريحات المسؤولين الجزائريين التي تطمئن بتحسن حالة بوتفليقة، حيث أشار إلى أن وضيعته "قد تكون اكثر خطورة مما يتم التصريح به، وأن هذه الأزمة تفتح المجال أمام عديد الأسئلة حول خلافته". وفي سياق ذي صلة، كان المغني الفرنسي اليهودي، أنريكو ماسياس، قد صرح لإحدى الصحف القطرية بأنه زار الرئيس الجزائري في مستشفى "فال دوكراس" العسكري بباريس، ووجده في "حالة صحية خطيرة وحرجة، وأنه لم يقو حتى على الكلام". وتراجع ماسياس، الذي تربطه علاقة صداقة ببوتفليقة، عن تصريحاته تلك حيث نفى لصحيفة جزائرية، أمس الثلاثاء، ما قيل على لسانه، مؤكدا بأنه حاول زيارة الرئيس بوتفليقة بالمستشفى أكثر من مرة، غير أنه لم يسمح له بذلك، كما اتصل مرارا بالهاتف ولم يتسن له ذلك"، مضيفا بأنه ""قلق بشأن الرئيس، لأنه رئيس الجزائر التي توجد بها ولاية قسنطينة التي أحبها كثيرا" وفق تعبير ماسياس.