أكد المغني الفرنسي أنريكو ماسياس، ذي الاصول الجزائرية، أنه زار الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة الأسبوع الماضي بمستشفى فال دوجراس العسكري بباريس، ووجده في "حالة صحية خطيرة"، مؤكداً أنه لم يقو حتى على الكلام. وأشار ماسياس، واسمه الحقيقي هو غاستون غريناسيا، في تصريحات خص بها جريدة العرب القطرية أنه "خائف جدا على حياة الرئيس الجزائري بسبب المرض الذي ألمّ به منذ أزيد من شهر".
وقال ماسياس إنه تناول مع محيط الرئيس مسألة منعه من زيارة الجزائر سابقا، مؤكداً أن "الأمور ليست سيئة"، وقال إنه لا تزال تربطه علاقة جيدة مع الرئيس الجزائري، لكن المعلومات التي لديه عن صحة بوتفليقة ليست جيدة للأسف.
ويعد ماسياس أول شخصية دولية يكشف عن زيارته لبوتفليقة، ويدلي بتصريحات صحافية بعد لقائه الرئيس الجزائري في مشفاه، في وقت يسود جدل سياسي وإعلامي حول حقيقة الحالة الصحية لبوتفليقة، ومدى قدرته على العودة لاستئناف مهامه على رأس السلطة في الجزائر.
ويذكر أن إنريكو ماسياس ولد بشرق الجزائر في مدينة قسنطينة التي كان دائم التغني بها. ومعروف عنه أنه يتخذ مواقف مساندة لإسرائيل والجيش الإسرائيلي، وقام بترؤس حملة تبرعات لصالح إسرائيل. ورغم شعبيته كفنان تقابل زيارته إلى الجزائر شعبيا وحكوميا بالرفض منذ سنوات عديدة، حيث لم تسمح له السلطات الجزائرية بزيارة مسقط رأسه أبدا.
وارتبطت قصة منع ماسياس من زيارة الجزائر بتصريحات للأمين العام السابق لجبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، قال فيها "لن نقبل صهيونيا بيننا".
وهذه هي المرة الثانية التي يتسرّب فيها خبر حول صحة الرئيس بوتفليقة من داخل مشفى "فال دوغراس" على لسان فنّان، حيث كان السبق للشاب مامي في ديسمبر 2005، تاريخ أول انتكاسة صحية لبوتفليقة، وخرج مامي وقتها وقال للجزائريين "لقد زرت الرئيس، وجدته مبتسما كالعادة، إنه بخير. لقد قال لي إنه سيعود إلى الجزائر خلال يومين أو ثلاثة".
هذا واعتبرت الصحف الجزائرية الصادرة أمس أن الصمت الرسمي حول صحة الرئيس "لا يطمئن الجزائريين"، كما دانت منع صدور صحيفتين بسبب تطرقهما لهذا الموضوع.
وتحت عنوان كبير "ممنوع الكلام" في الصفحة الأولى عادت صحيفة "جريدتي" إلى موضوع منع صدور عددها يوم الأحد واتهام مديرها بالمساس بأمن الدولة بعد نشرها خبرا حول تدهور صحة بوتفليقة وإعادته فجر الأربعاء إلى الجزائر وهو في "غيبوبة عميقة" بعكس الرواية الرسمية التي تحدثت عن "تحسن حالته وقرب عودته إلى أرض الوطن".
أما صحيفة الخبر فعنونت صدر صفحتها الأولى ب "الشعب يريد.. ظهور الرئيس". وأكدت الصحيفة المعروفة بانتقاداتها لسياسة الحكومة وللرئيس بوتفليقة أنه "لم يعد أمام أجهزة الدولة سوى حجة دامغة، وهي إظهاره بالصورة والصوت، لإنقاذ ما بقي لها من مصداقية في تسيير ملف مرض الرئيس". صحيفة "ليبرتي" من جهتها انتقدت تعامل وزارة الاتصال مع الحدث "الذي ينم عن أزمة حقيقية في الاتصال الرسمي".
كما فسرت صحيفة الوطن منع الصحيفتين بإرادة السلطة "فرض السكوت" حول مرض الرئيس.