اهتمت الصحف الجزائرية الصادرة هذا الصباح في العاصمة بالوضعية الصحية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، الذي تم نقله إلى باريس، لإجراء المزيد من الفحوصات الشاملة. وفي هذا السياق،قالت صحيفة الوطن ان السلطات "كانت مضطرة الى إعلان مرض الرئيس لتفادي التأويلات التي ستصدر عندما يلاحظ الجزائريون غيابه عن نهائي كاس الجزائر الأربعاء" وهو تقليد لم يغب عنه منذ توليه الحكم في 1999 واستبق رئيس الوزراء ذلك بإعلانه مساء السبت من بجاية (250 كلم شرق الجزائر) ان صحة الرئيس "لا تبعث على القلق", لكنه أضاف في تصريح للاذاعة "اقول لكم الحقيقة حتى لا تصدقوا الكلام الذي ياتيكم من الخارج..ليس لدينا شيء نخفيه". وأردفت صحيفة الوطن التي نشرت في الأيام الماضية عدة تحقيقات حول تورط الرئيس وشقيقه السعيد في قضايا فساد, إن "إعلان مرض الرئيس بشكل رسمي يكشف عما كان يتداوله الشارع الجزائري وهو ان الرئيس مريض فعلا وان صحته تكبح ممارسة سلطته في بلد صعب كالجزائر". وأوضحت أن تدهور صحة الرئيس قبل سنة من الانتخابات الرئاسية المقررة في ابريل 2014 "يفسد مشاريع الداعين الى ترشحه لولاية رابعة". واستطردت "حتى وان حاول البيان الرسمي التأكيد على أن الرئيس سيعود قريبا لنشاطه فانه من الصعب إقناع الشعب بذلك كما أن أحزاب المعارضة سستنقض على هذه الفرصة في حملتها ضد الولاية الرابعة". لكن صحيفة ليبرتي استبعدت اي نقاش حول المستقبل السياسي "للرئيس والوطن في مثل هذا الوقت خاصة مع رجل قوي مثل بوتفليقة سبق ان كذب كل الإشاعات" عن وفاته." وكثيرا ما تتحدث الصحف الجزائرية عن مرض الرئيس واقتصار ظهوره على استقبال الرؤساء والوزراء الذين يزورون الجزائر. ولم يتنقل بوتفليقة كعادته الى المطار لاستقبال الرئيس الجنوب افريقي جاكوب زوما الذي زار الجزائر في 15 ابريل. وكان آخر ظهور رسمي لبوتفليقة في جنازة الرئيس السابق علي كافي في 17 ابريل, وبدا فيها متعبا لكنه رافق الجثمان سيرا على الأقدام وحضر صلاة الجنازة وانتظر حتى ووري الثرى. وخضع بوتفليقة نهاية 2005 لعملية جراحية لعلاج "قرحة أدت إلى نزيف في المعدة" في مستشفى فال دوغراس العسكري في باريس حيث قضى ثلاثة اسابيع اضافة, ما فتح النقاش حول إمكانية إكمال الثلاث سنوات الباقية ولايته الثانية والأخيرة بحسب دستور 2006. وبعد سنة من ذلك أكد بوتفليقة انه كان فعلا "مريضا جدا" لكنه تعافى تماما, وبدأ التحضير لتعديل الدستور وخاصة المادة التي تحدد الولايات الرئاسية باثنتين, حتى يتمكن من الترشح لولاية ثالثة في 2008 وهو ما حصل. وكانت صحيفة +لوكوتيديان دورون+ المقربة من الرئاسة أفادت السبت ان بوتفليقة أزاح شقيقه السعيد من منصب مستشار في الرئاسة, بينما تحدثت عدة صحف عن صراع بين مؤسسة الجيش والرئاسة بسبب تحقيقات حول الفساد وترشح بوفليقة لولاية رابعة. وكانت الصحف الجزائرية تساءلت عن احتمال تورط السعيد بوتفليقة الاستاذ الجامعي والنقابي السابق في قضايا فساد في قطاع الطاقة الكهربائية. وأشارت الى صفقات لانجاز محطات لتوليد الكهرباء تفوق قيمتها خمسة مليارات دولار فازت بها شركتا +الستوم+ الفرنسية و +جنرال الكتريك+ الامريكية "بفضل علاقاتها مع الرئيس بوتفليقة وشقيقه المستشار". وربطت صحيفة الوطن بين فضائح الفساد ومرض الرئيس الذي سببه الأساسي بحسب المختصين "ارتفاع في ضغط الدم". وقالت :"وما زاد من خطورة مرض الرئيس هو انه يشاهد أقرباءه يتهمون في فضائح الفساد دون أن يستطيع فعل إي شيء .. وفي هذه الحالات فانه من الطبيعي أن يفقد أعصابه دون سابق إنذار".