بعد مرور أربع وعشرين ساعة ، على انطلاق الدورة التاسعة والعشرين ، للألعاب الأولمبية في بكين ، زوال يوم الجمعة الماضي ، عادت القناة الأولى المغربية ، يوم السبت الموالي ، لإعادة تقديم حفل الإفتتاح ، الذي سبق أن شاهده الناس على القنوات الفضائية ، وشاهده الذين لا يملكون البارابول على شاشة القناة الثانية . "" حفل الافتتاح البائت ، الذي تمت إعادته ، علق عليه حسن الحريري ، بصوته المرتخي كما العادة ، في تحد كبير ، لمن ما يزالون يشاهدون قناة دار البريهي ، رغم أنها لا تستحق المشاهدة ، ولو للحظة واحدة ! إعادة البرامج والمسلسلات والأفلام والمنافسات الرياضية بلية يختص بها التلفزيون المغربي . ينتجون أفلاما ومسلسلات قليلة ، ويظلون يعيدون تقديمها على مدار السنة ، عملا بمقولة "كور وعطي للعور" . منذ سنوات ، أنتجت القناة الثانية سلسلة "للا فاطمة" ، وقدمتها للمشاهدين ذات رمضان ، وأعادت تقديمها في مناسبة أخرى ، وعندما اعتقدنا أنها دخلت إلى أرشيف القناة ، أخرجوها مرة أخرى ، وشرعوا في تقديم حلقاتها التي صارت ، أكثر مللا ، منذ بداية الصيف . ويوم الأربعاء الماضي ، أعادت القناة الثاية دائما ، سهرة سبق أن قدمتها رفقة إحدى القنوات الفرنسية ، قبل ثلاث سنوات ، تم تصوريها في مدينة مراكش . أحد الظرفاء قال بأنهم سيجدون أنفسهم في يوم من الأيام عاجزين عن تقديم أي جديد ، ليس لكونهم لا يملكون الامكانيات المادية ، بل لأنهم يفتقرون إلى حاسة الابتكار والابداع ، وينعدم لديهم الخيال ، علما أن القناة الأولى لوحدها ، يسيرها أكثر من ثلاثين مديرا ومديرة ! وقبل أن يغلقوا أبواب قنواتهم العمومية ، بعد ان يهجرهم الجميع ، سيكتفون ببث الأفلام والمسلسلات والسهرات التي سبق لهم أن قدموها في القرن الماضي ، للذين لم يفتح الله عليهم بعد لشراء بارابول . إنها تلفزة الديشي . ميزانية القنوات العمومية لا يتم صرفها من المال الخاص لمديري هذه القنوات ، بل يتم استخراجها من جيوب المواطنين ، لذلك يجب علينا أن نصرخ في وجه وزير الاتصال الثرثار ، والمدير العام للشركة الوطنية للاذاعة والتنلفزيون ، قائلين بصوت عال : كفى من تبذيرأموالنا أيها السادة ... كفى من استغباء عقولنا . ونصرخ أيضا في وجه رئيس الهاكا ، أو ما يسمى بالهيأة العليا للاتصال السمعي البصري : أوقفوا هذا العبث رجاء . للاشارة فقط ، هناك الآن حملة من أجل جمع مليون توقيع حول ما تقدمه القنوات العمومية ، ويشرفني أن يكون توقيعي واحدا من بين المليون توقيع التي سنقول بواسطتها للقائمين على شؤون التلفزيون : راكوم غير كاتضيعوا فلوسنا على والو ، وكاتفقصونا بلا فايدة !