وصلت آثار التلوث الذي مس وادي أبي رقراق إلى الميناء الترفيهي "مارينا" بمدينة سلا، حيث تغير لون المياه إلى الأسود وباتت الرائحة الكريهة تنتشر في الأجواء؛ ما أثر على الإقبال على المقاهي والمطاعم المتواجدة في الميناء. ومنذ أيام، تم رصد تلوث كبير في الوادي الفاصل بين مدينتي الرباطوسلا، ورجح مستشارو فيدرالية اليسار الديمقراطي بمجلس العاصمة الإدارية للمملكة أن يكون ذلك التلوث راجعا إلى عصارة الليكسيفيا لمطرح أم عزة البعيد بحوالي 30 كيلومترا شرق العاصمة. في المقابل، أشار مستشارون جماعيون بمدينة سلا إلى سبب آخر وراء تلوث وادي أبي رقراق يتعلق بإمكانية وجود تسرب من إحدى قنوات المياه العادمة بالقرب من مجرى النهر؛ لكن، إلى حدود الساعة، لم يصدر أي معطى رسمي حول السبب المباشر لهذا التلوث. وأثار التلوث الذي لحق مياه وادي أبي رقراق حفيظة عدد من سكان العدوتين والعابرين لقنطرة الحسن الثاني، بسبب انتشار رائحة كريهة. وقد وجهت انتقادات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي إلى المنتخبين المحليين في الرباطوسلا وإلى وكالة الحوض المائي لأبي رقراق والشاوية جراء هذه الوضعية. وتفاعل عدد من سكان سلاوالرباط مع هذا الموضوع، حيث اعتبروا أن تلويث وادي أبي رقراق "جريمة بيئية بكل المقاييس"، وطالبوا في تدوينات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بمحاسبة المسؤولين عن هذه الوضعية والعمل على حماية المنظومة الإحيائية للوادي. وقد أثر هذا التلوث على الصيادين التقليديين والهواة الذين يلجؤون إلى وادي أبي رقراق كل يوم لاصطياد الأسماك، ناهيك عن خطر تضرر مكونات النهر بسبب هذا التلوث نظرا للكميات المركزة من المعادن الثقيلة والميكروبات الموجودة في عصارة الليكسيفيا. وأصدرت الشبكة البيئية رقراق، التي تضم أربع جمعيات تشتغل في ميدان البيئة، بلاغا بخصوص هذا التلوث الذي لحق وادي أبي رقراق دعت من خلاله الوزارات والسلطات المعنية إلى تدارك الوضع بسرعة واتخاذ التدابير الضرورية لوقف هذا التدهور البيئي. وسبق للشبكة أن نبهت السلطات المعنية إلى التلوث الناتج عن تسرب المياه العادمة من سجن العرجات ومياه الصرف الصحي للسوق الأسبوعي الخميس ومدينة سيدي علال البحراوي التي ما زالت تصب في النهر رغم وعود السلطات منذ سنة 2018، حسب الشبكة. وعلاقة بهذا الموضوع، وجهت ابتسام عزاوي، البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة، سؤالاً كتابياً إلى وزير الطاقة والمعادن والبيئة قالت فيه إن مصدر التلوث قد يكون مطرح أم عزة التي تسربت منه عصارة الأزبال المخزنة به منذ سنوات. ودعت البرلمانية، في سؤالها الكتابي، وزارة الطاقة والمعادن والبيئة إلى الكشف عن الإجراءات الاستعجالية المتخذة لمعالجة هذا المشكل البيئي، بعد بروز هذا التلوث الكبير الذي نتج عنه انبعاث رائحة كريهة وتغير في لون مياه الوادي. وليست المرة الأولى التي يثار موضوع مطرح أم عزة، الذي يعالج حوالي 850 ألف طن من النفايات سنوياً ل13 جماعة في الرباطوسلا وتمارة؛ فقد سبق لفيدرالية اليسار الديمقراطي أن نبهت سنة 2019 إلى خطورة التخلص من عصارة الليكسيفيا المخزنة فيه، عبر رميها في البحر. والعصارة التي تُسمى (lixiviat) جد خطيرة على البيئة، لاحتوائها على مواد عضوية سامة ذات تركيز عال وعلى معادن ثقيلة سامة تضر بشكل كبير بسلامة الإنسان والمياه وجميع الكائنات الحية التي تتصل بها.