"المجاملة" ، "الشك" ، "انعدام الثقة"، "التوتر" ، "العداء" ..كلها توصيفات حفل بها قاموس العلاقة بين الملك المغربي الحسن الثاني والحكام المتعاقبين على حكم الجزائر، بداية بالاصطدام مع بن بلة وصولا إلى بوتفليقة كان الحسن الثاني يجد في كل مرة نفسه في مواجهة رئيس جزائري لا يمكنه الوثوق به وبما يقوله، كان الحسن الثاني في تعامله مع الجزائريين رجلا يتصرف حسب تقديراته الخاصة، تقديرات لم تكن دائما صائبة، فكم من مرة شعر الحسن الثاني أنه بالغ في الثقة بالجزائريين وأن ظنه فيهم قد خاب. رغم ذلك وكما ستقرأون في ملف العدد 20 من مجلة "هسبريس"، والذي أعده الزميل عماد استيتو، فقد حافظ الرجل على شعرة معاوية مع الجيران رغم كل التجاذبات التي عرفتها العلاقة بين الطرفين، كان قد اختار شن أول حرب على الجزائر المستقلة واختار بعدها أن يثق في بومدين قبل أن يخذله هذا الأخير، وحينما وصل الشاذلي بن جديد كان الجرح غائرا وصعبا الاندمال، أما صديقه بوضياف فلم تمهله رصاصات غادرة ليرمم ما هدم، "هسبريس" تعيد تركيب حكاية الحسن الثاني مع رؤساء تعاقبوا على الجزائر، وتطرح السؤال لأول مرة: "هل حكم الحسن الثاني الحزائر؟". وقد انطلقت منذ الساعات الأولى لصباح الخميس 16 ماي 2013 عملية توزيع العدد 20 ل"مجلة هسبريس"، والذي من المتوقع أن يكون في أكشاك مدن الرباطوالدارالبيضاء والنواحي، بعد زوال هذا اليوم، على أساس أن يكون عند باعة الصحف في كل ربوع المملكة ابتداء من يوم غد الجمعة 17 ماي 2013. كما تنشر "مجلة هسبريس"، في عددها العشرين، بورتريها عن الراحل إدريس بنزكري، والذي اختار له الزميل عدنان أحيزون عنوان: "إدريس بنزكري.. آخر المحترمين"، فقد مرت ست سنوات على رحيل هذا المناضل الصلب، إدريس بنزكري الذي اختار التصالح مع أعداء الأمس وطي صفحة الماضي، خلف وراءه إرثا حقوقيا وتجربة استثنائية في تاريخ المغرب المعاصر اسمها "هيئة الانصاف والمصالحة"، واليوم وقبل أيام قليلة على الاحتفاء بذكرى رحيله يقرر بعض الجبناء العبث بقبره في ظلمة الليل، أما "هسبريس" فقد قررت الاحتفاء بالرجل على طريقتها في العدد الجديد. في العدد 20 لمجلة "هسبريس" أيضا يكشف الزميل خالد ماهر عن آخر الأرقام المرتبطة بعدد كاميرات المراقبة البوليسية في شوارع المملكة ويحذر المغاربة من أن كل سكناتكم أو حركاتكم سوف تحصى عليهم بالتدقيق.. لأن الجميع صار مراقبا ب"أعين" إلكترونية لا تطرف البتة. "DOME" و"IP" و"عين السمكة".. إنها كاميرات المراقبة، المثبتة في الشوارع المغربية والتي أصبحت أعين الأمن التي لا تنام. هذه الأعين تلتقط الصور ذات اليمين وذات الشمال.. انسجاما و"استراتيجية أمنية استباقية".. لكن الأمر يطلق جدلا حول النجاعة الأمنية والحرية الشخصية. كما تتابع الزميلة زهور باقي، في هذا العدد، قضية المتاجرة في الرضع المغاربة تحت عنوان: "ملائكة في المزاد العلني"، هذه الفضيحة المغربية الجديدة، والتي كشفتها الصحافة الإسبانية، أثارت فصولها ردود فعل متباينة، وانتقلت من مادة لوسائل الإعلام، إلى عملية أمنية تجري بشأنها مجموعة من التحريات والتحقيقات من مختلف الأجهزة الأمنية الإسبانية، مقابل تجاهل غريب من السلطات الأمنية المغربية. من جهة أخرى، تنشر مجلة "هسبريس" في عددها الجديد تحليلا سياسيا حول قرار حزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة تحت عنوان "ثورة السيكليس"، كما تنشر ايضا نتائج استطلاع الرأي الذي أجرته جريدة "هسبريس" الإلكترونية الأسبوع الماضي حول: "هل تعتقد أن الإعلام العمومي المغربي يقدم مواد تخل بالحياء؟"، إذ صوت 86 في المائة من المشاركين ب"نعم"، مقابل 11 في المائة التي أجابت ب"لا"، وشارك في الاستطلاع أكثر من 40 ألف مغربية ومغربي، وعلق على هذه النتائج في المجلة كل من المنتج نور الدين عيوش، وعادل الصغير، عضو المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية. في العدد 20 أيضا ل"مجلة هسبريس" الأعمدة الصحافية لكل من: فؤاد مدني، إدريس كسيكس، أحمد المرزوقي، نبيل ادريوش ومحمد الراجي، وصفحة الكاريكاتير التي خصها الفنان خالد كدار لموضوع صراع شباط وبنكيران، بالإضافة إلى صفحة بريد القراء، والتي استقيناها من تعليقاتكم، أنتم قراء جريدة "هسبريس" الإلكترونية، على غلاف العدد 19 والذي نشرنا صورته وملخصه الأسبوع الماضي. ملحوظة: جزء من تعليقاتكم على هذا المقال سوف ينشر في العدد ال21 ل"مجلة هسبريس"، لا تخطوا كلمات كثيرة لكي يكون بإمكاننا إدراج أكبر عدد من التعليقات في المجلة.