عمل المجلس الوطني لحزب الاستقلال، خلال التئامه اليوم بدورة عادية ثالثة، إلى جوار اتخاذه لقراره المثير للجدل بالانسحاب من الائتلاف الحكومي الذي يقوده عبد الإله بنكيران، على دعوة الحكومة إلى "التعجيل بالإلتجاء إلى إعمال القانون الدولي للمطالبة بإسترجاع الصحراء الشرقية التي تحتلها الجزائر، بداية من طرح القضية على أنظار اللجنة الرابعة للأمم المتحدة". ويأتي هذا الموقف السياسي لحزب شباط بعد تصريحات ذات السياسي، من تحت قبّعته النقابيّة الحاملة لألوان الاتحاد العام للشغالين بالمغرب، التي طالب من خلالها، أثناء الاحتفاء العمّالي الأخير للUGTM، ب "استرجاع كافة الصحراء الشرقيّة التي تُبسط عليها السيادة الجزائريّة، بداية من منطقة تندوف". وكانت ذات التصريحات التي صدرت عن الكاتب العام للاتحاد العامّ للشغالين بالمغرب، والذي ليس إلاّ حميد شباط، قد تلتها ردود فعل عديدة من أوساط النشطاء السياسيّين بالجزائر إلى درجة اعتباها "مسّا بالسيادة الجزائريّة" و"تطاولا على حوزة البلد".. ويتوقّع أن يكون للأمر تداعيات إضافيّة عقب إصرار المجلس الوطني لحزب الاستقلال على إلصاق صفة "المحتلّ الجزائريّ" ب "الصحراء الشرقيّة". من جهة أخرى أفاد "برلمان حزب الاستقلال"، من خلال البيان الختاميّ لدورته الثالثة، ب "الإغلاق النهائيّ لملف الوحدة الترابية منذ عودة الأقاليم الجنوبيّة إلى حظيرة الوطن"، قبل أن يزيد: "جميع المناورات التي يقوم بها أعداء حق هذا الشعب في وحدته السيادية الوطنية لن تنال منه.. والمجلس الوطني لحزب٬ الاستقلال يهنئ الشعب المغربي على الإنتصار الدبلوماسي الذي حققته قضيتنا الوطنية الأولى خلال اجتماع مجلس الأمن الأخير٬ وهو المكسب الذي تحقق بفضل أجواء التعبئة الوطنية التي شاركت فيها القوى الوطنية السياسية والنقابية والحقوقية والمدنية ٬ وأثمرت نتائج كرست أجواء الثقة في نفوس المواطنات والمواطنين". وثيقة نفس المجلس عبرت أيضا عن "الاعتزاز والفخر تجاه الجهود الكبيرة التي قادها الملك محمّد السادس"، معتبرة أنّها "توجت أجواء التعبئة الوطنية لمواجهة كافة التحديات".. ثمّ أضافت: "حزب الاستقلال يدعو من جديد إلى حتمية تفعيل مقترح الحكم الذاتي في أقاليمنا الجنوبية، لأن المراهنة على اقتناع الخصوم والأعداء بالتوصل إلى تسوية سياسية، متفاوض في شأنها ومقبولة من جميع الأطراف، لم تعد ذات جدوى".