على الرغم من الضغوطات التي يقودها اللوبي الأمريكي الداعم لمواقف الجزائر والبوليساريو بمجلس الشيوخ الأمريكي، فإن إدارة الرئيس جو بايدن أكدت أنه لا يوجد أي جديد بخصوص مراجعة السياسة الأمريكية تجاه الاعتراف بمغربية الصحراء. جاء ذلك في جواب للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على سؤال صحافي: "هل هناك أي تحديث حول المراجعة التي تجريها إدارة بايدن بمنطقة الصحراء الغربية؟"، بتعبير من طرحه. ورد المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، في المؤتمر الصحافي المذكور، بالقول: "لا يوجد أي تحديث في الوقت الراهن. ما قلناه على نطاق واسع لا يزال ساري المفعول بشأن ملف الصحراء". وأضاف المسؤول الأمريكي أن واشنطن "ستواصل دعم مسار الأممالمتحدة لتطبيق حل عادل ودائم لهذا الخلاف طويل الأمد في المغرب. وسندعم عمل بعثة الأممالمتحدة بالصحراء الغربية (المينورسو) في مراقبة وقف إطلاق النار وتفادي العنف بالمنطقة". ورحب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية باستئناف العلاقات بين المملكة المغربية وإسرائيل، وقال في الصدد ذاته: "ستكون لعودة العلاقات بين المغرب وإسرائيل فوائد طويلة الأمد لكلا البلدين". ويأتي موقف الإدارة الأمريكية تزامنا مع إرسال 27 نائبا في الكونغرس رسالة إلى الرئيس جو بايدن، تطالب بإلغاء قرار دونالد ترامب القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء وفتح قنصلية في مدينة الداخلة. ومنذ تسلم الإدارة الأمريكية السلطة واللوبي الموالي للجزائر في واشنطن بقيادة السيناتور جيم إنهوف، أكبر داعم لمطالب البوليساريو، يحاول جاهداً دفع بايدن إلى التراجع عن قرار سلفه دونالد ترامب؛ لكن ذلك، وفق مراقبين، يبقى بعيد المنال بالنظر إلى العلاقات التاريخية بين الرباطوواشنطن والمصالح الإستراتيجية بينهما، لأن القرار التاريخي لم يكن وليد اللحظة بل جاء نتيجة دراسات عميقة من قبل خبراء في الإدارة الأمريكية. وكان القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في إسبانيا كشف أن واشنطن تجري مباحثات مع أطراف متعددة بشأن ملف الصحراء المغربية، مضيفا في حوار مع صحيفة "الباييس": "نحن نعلم أنها قضية مهمة لإسبانيا. إنها إحدى القضايا العديدة التي تجري مراجعتها. هناك محادثات مع جميع الجهات الفاعلة في إطار الأممالمتحدة؛ ولكننا لم نتخذ أي قرارات. قال الوزير بلينكن إنه يريد فهم السياق والالتزامات التي تم التعهد بها". وتواصل السفارة الأمريكيةبالرباط، في عهد الرئيس بايدن، القيام بزيارات إلى الأقاليم الجنوبية، إذ قام وفدا عنها أمس الاثنين، بزيارة إلى مدينة الداخلة وأجرى لقاءات مختلفة مع مسؤولين محليين.