شهد الأحد 28 أبريل 2013 بث القناة الثانية لبرنامج وثائقي عن إسرائيل ، وهو الثاني من نوعه بعد " تنغير جورزاليم " لكمال هشكار ، قدمت الشريط الوثائقي الجديد المدعوة ليلى غاندي ، دار محور هذا البرنامج حول إبراز مدى تعلق الإسرائيين من أصل مغربي " بوطنهم الأم " ، وكذا حنينهم لذكريات الماضي معه ، لكن الملاحظ عند مشاهدة الشريط الوثائقي الإستطلاعي ، يكتشف المشاهد أن البرنامج إنما اختلف اختلافا بينا و واضحا عن مضمونه الرئيس ، حيث الجميع يعلم أن كثيرا من " اليهود المغاربة " – و ليس طبعا اليهود الذين يعيشون بيننا في سلم و وفاق اجتماعيين ، والذين رفضوا الهجرة إلى فلسطين المغتصبة - يقطنون في مستوطنات بَنَتْها حكومة نتنياهو ، التي تضم في تشكيلتها وزيرين " من أصل مغربي" و هما عامر بيريتس وزير البيئة ، ومائير كوهين وزير الرعاية الاجتماعية . لكن ما أثار اندهاش المشاهد المغربي ، هو تلك الصورة الوردية و المشرقة التي رسم من خلالها البرنامجُ للكيان الغاصب ، حيث لم يكن هذا الوثائقي أمينا للواقع السياسي و الإجتماعي و الإنساني لإسرئيل كما هو ، و من قبيل ذلك مثلا ، أنه لم تَبْدُ مظاهر الحياة اليومية التي تعيشها الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ( أو ما تسمى إسرئيل ) من انتشار ذؤوب و مكثف لجنود الإحتلال ، المدججين بالأسلحة في المعابر و القدسالشرقية و بخاصة الأماكن المقدسة و المسجد الأقصى ، إذ أخفت القناة الثانية ومعها " الرحالة غاندي " تلك المشاهد المعروفة و المألوفة لدى الرأي العام الوطني و الدولي ، و التي تتجلى في المنع الصارم لجنود الإحتلال المدججين بالأسلحة من دخول المسلمين لأداء الصلوات بالحرم الأقصى ، حيث و على النقيض من ذلك ، أبرزت غاندي و قناتها الثانية مدينة القدس هادئة ، لا ينتشر فيها الجنود بشكل مكثف ، وعند الأماكن المقدسة ، و بخاصة عند حائط البراق الذي و بالمناسبة - و هو ما أثار استغرابي بشدة – فإن المقدمة غاندي لم تنعته كما نعتقد نحن جميعا المغاربة و باقي المسلمين بالبراق ، وهي تلك الدابة التي ارتبطت بمعجزة الإسراء و المعراج ، التيأقلت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ، والتي امتطاها رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام أثناء عودته بعد معراجه إلى السماء ، حيث وصفته بالحرف حائط المبكى !! لكن ما أثار الشكوك أكثر ، هو الظهور المفاجئ لأربعة أشخاص ، جوار المسجد الأقصى ، إذ دخلوا في حوار مع المقدمة ، و قدموا أنفسهم مسلمين أتوا من ابريطانيا ، ملتحين بلحى طويلة أشيه ما تكون بملتصقة غير طبيعية ، و مرتدين ملابس على طراز أفغاني ، ولجوا القدسالشرقية ، و الأماكن المقدسة على تلك الهيأة .. يا لسلاسة النظام الإسرائيلي و مرونته مع المسلمين .. !! و الغريب أيضا أنه عندما تلفظت المقدمة بكلمة " حائط المبكى " لم يقم أحد من الأربعة بتصحيح الخطإ .. كل هاته المشاهد و هاته القرائن لمن شأنها أن توصلنا إلى نتيجة واحدة وهي أن هذا البرنامج لم يكن سوى تمثيلية أبدع في إنتاجها و توصيفها كل من القناة الثانية و الكيان الإسرائيلي ، هذا هو التطبيع بأحرفه البارزة الذي تعلنه قناة الشيخ و أبنائه . نقول في الأخير لسليم الشيخ و معه رئيسه و مديره العام العرايشي ، إنكما تعبثان بقناة المغاربة الثانية ، وتخترقان كل الحواجز و ثوابت الأمة ، في بلد يرأس لجنة القدس الشريف ، يجب تحمل كامل المسؤولية من قبل هاذين المسؤولين عن هاته السياسات اللامسؤولة و الطائشة ، التي تطبع من خلالها تطبيعا واضحا مع الكيان الإسرائيلي .. كما ندعو السلطات المغربية إلى إسقاط الجنسية عن اليهود الغاصبين التي تلطخت أيادهم بدماء أشقائنا الفلسطينيين ، إذ لا معنى من إبقاء الجنسية لهؤلاء السفكة ، و لا ما ينسجم مع موقف المغرب الرسمي من القضية الفلسطينية .. ونخص بالذكر هنا من تقلدوا مناصب رسمية ، كوزير الدفاع السابق و البيئة الحالي عامر بيريتس و كذا قائد القوات في جنوبفلسطين الجنرال سامي ترجمان ، وكذا الوزير الخارجية الأسبق شلومو بن عامي و اللائحة أكبر من سرد أسمائها .. و لكن لن يستقيم ذلك إلا بترجمته على صعيد إعلامنا الرسمي و العمومي .