قال مسؤول حكومي يوم الأربعاء ان المغرب زاد اهتمامه بالحياة الدينية لأبنائه الذين يعيشون في الخارج بغرض ابعاد شبح التطرف الإسلامي ودعم التجمعات المسلمة المحرومة في كثير من الأحيان من التمويل والدعم. "" وتعتزم المملكة إرسال 176 إماما وواعظا مسجلين لدى الدولة منهم تسع نساء الى 13 دولة فيها تجمعات سكانية مغربية خلال شهر رمضان الذي يحل هذا العام في سبتمبر أيلول. وسيؤم هؤلاء المبعوثون المصلين وسيتلون القران ويلقون خطبا ويجيبون على أسئلة المسلمين الذين يزورون المساجد بأعداد كبيرة في شهر رمضان. وأرسل المغرب مئة امام وواعظ في مهام مماثلة العام الماضي. وقال حكيم الغساسي عضو الحكومة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ان هذه هي البداية لعملية أكثر تنظيما فهي ستتيح للناس أن يعرفوا دينهم بصورة صحيحة. وأشار الى أن هذه هي الطريقة التي سيتجنب بها المغرب التطرف والتهميش. والمغرب بلد معروف بأنه مسالم واسلامه معتدل ولكن المغاربة في الخارج وجهت اليهم اتهامات بالمسؤولية عن هجمات مثل تفجيرات مدريد عام 2004 وقتل المخرج الهولندي الذي ينتقد الاسلام ثيو فان جوخ. وأضاف الغساسي في مقابلة مع رويترز ان المغرب لا يألو جهدا حتى لا يوجه اليه اللوم على مثل هذه الاعمال. وتابع أن الامر ليس متعلقا بالتلقين ولكن باستخدام كل الوسائل اللازمة لنشر الوعي بالممارسات الدينية المعتدلة. ويلقب ملك المغرب رسميا بلقب "أمير المؤمنين" في البلاد التي تشرف فيها الدولة على الحياة الدينية بما في ذلك تدريب رجال الدين وبناء المساجد. وزادت أهمية هذا الدور منذ التفجيرات الانتحارية التي أسفرت عن مقتل 45 شخصا في الدارالبيضاء قبل خمسة أعوام. وألقي اللوم في تلك الهجمات على المتشددين الذين لقنوا الشبان الفقراء وغير المتعلمين أيديولجية الجهاد ضد الكفار. وتقول السلطات المغربية انها فككت أكثر من 55 خلية "ارهابية" منذ تلك التفجيرات وتعمل في الوقت الراهن مع أجهزة المخابرات الغربية على وقف مساعي الخلايا الراديكالية الرامية لنقل متطوعين مغاربة لقتال القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق. ورصدت الحكومة 120 مليون درهم (16.42 مليون دولار) لجهودها الدينية في الخارج بما في ذلك تدريب الائمة وتمويل بناء مساجد جديدة. وقال الغساسي انه لا توجد أماكن عبادة كافية للمسلمين في أوروبا. وأشار الى أنه كان هناك مشروع لانشاء سلطة دينية اسلامية على مستوى أوروبا مشابهة للمجلس الاعلى للعلماء في المغرب. ويعود ملايين المغاربة المغتربين كل عام لزيارة ذويهم وتعتمد البلاد كثيرا على الاموال التي يحولونها كمصدر رئيسي للعملة الاجنبية. وحاول المغرب في السنوات الاخيرة توطيد الصلات بمغتربيه وتشجيعهم على الاستثمار في بلادهم أو العودة واستغلال المهارات المكتسبة في الخارج لتعزيز الاقتصاد المغربي. وقال الغساسي ان هناك عنصرا اخر مهما هو تحفيز الناس على حب وطنهم مشددا على أن اقتلاع المرء من جذوره يجعله عرضة للتطرف.