تسبب حضور بعض اليهود إلى مؤتمر حوار الأديان، الذي انتهت فعالياته الخميس الفائت في العاصمة القطرية الدوحة، في مقاطعة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لهذا المؤتمر، سواء خلال دورته الحالية أو حتى في بعض دوراته السابقة. وشدد القرضاوي، الذي كان يتحدث في خطبة الجمعة التي ألقاها أول أمس في أحد مساجد مدينة الدوحة، على أنه "لا يمكن أن يوجد حوار مع الذين يهودون القدس ويهدمون المسجد الأقصى، ويريدون أن يبتلعوا الديار المقدسة". وقال القرضاوي إنه لا جدوى من حضور هذه المؤتمرات مادام اليهود حاضرين فيها، كما أنها "لم تأت بجديد، ولم تحقق شيئا"، لافتا إلى أنه "لا فائدة من الحوار مع من يؤيد قيام إسرائيل، ويريد أن تبقى وتتوسع". وأبرز عالم الدين بأنه "لا يشارك في مؤتمر يضم يهودا ظالمين، ولا يمكنه أن يضع يديه في أيديهم الباطشة القاتلة الملوثة بالدماء"، موضحا بأنه "لا جدال بين المسلمين واليهود الظالمين، مستدلا بقول الله عز وجل: "ولا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ" وإذا كان القرضاوي قد أعلن مقاطعته لمؤتمر حوار الأديان بسبب ضمه لليهود ورفضه التطبيع مع إسرائيل، فإن هذا المؤتمر شهد مشاركة لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الشيء الذي اعتبره البعض "خرقا" لمبدأ مناهضة التطبيع مع الكيان الإسرائيلي الذي مافتئ حزب العدالة والتنمية يحث عليه. واعتبر الداودي بأن حضوره لمؤتمر الأديان هذا يدخل في سياق "تبني المغرب لهذا المبدأ عبر قرون"، مشيرا إلى أن "سلفستر 2 أول بابا درس بالقرويين سنة ،996 أي في أواخر القرن العاشر الميلادي، وابن ميمون كان من الديانة اليهودية درس بجامعة القرويين في القرن الثاني عشر قبل أن يذهب طبيباً لصلاح الدين الأيوبي، وهذا يدل على أن المغرب بلد الانفتاح واحترام الآخر"، وفق حوار للوزير المغربي أدلى به لجريدة العرب القطرية في عددها أمس السبت.