بعد الصفعة الثانية التي تلقاها الصهاينة من طرف رئيس وزراء تركيا السيد الطيب أردوغان برفضه لحضور مؤتمر المناخ في حالة حضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. وبعد الصفعة القوية التي تلقاها هذا الكيان من طرف جلالة الملك محمد السادس وذلك برفضه استقبال شيمون بريس في المنتدى الاقتصادي المزمع عقدة نهاية الشهر الجاري في المغرب. وبعد هذين الصفعتين جاءت صفعة العلامة الدكتور القرضاوي بإعلانه عدم المشاركة فى مؤتمر الدوحة الثامن لحوار الأديان المزمع عقده فى قطر، بسبب مشاركة اليهود لا بصفتهم «الدينية» بل بصفتهم "السياسية". وأصدر مكتب الدكتور القرضاوى بيانا، أمس، جاء فيه أنه سبق له المشاركة فى المؤتمرات الأول والثانى والثالث، حينما كان الحوار إسلاميا - مسيحيا، لكن حينما تقررت مشاركة اليهود، قرر الشيخ مقاطعة المؤتمر لأنه يرى ذلك مخالفاً لقول الله تعالى: «وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِى هِى أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ» (العنكبوت:46) وأضاف مكتب القرضاوى «فعلام نتحاور مع اليهود، وقد غصبوا الأرض، وسفكوا الدماء، وانتهكوا الحرمات، وأحرقوا المزارع، ودمروا المنازل، فلابد أن تحل قضية فلسطين أولاً، قبل أن نجلس معهم على منصة واحدة" وقالت مصادر مقربة من الدكتور القرضاوي إنه متواجد حاليا فى البوسنة، مؤكدة فى الوقت نفسه عدم مشاركة الشيخ فى المؤتمر. وأشار المصدر إلى أن الدكتور القرضاوى لا يرفض الحوار مع اليهود بسبب ديانتهم، لافتا إلى لقاءاته السابقة بوفد من جماعة "الناطورى كارتا"، وهم من اليهود الرافضين لمبادئ الصهيونية ولاحتلال أراضى المسلمين، إلا أن «الغالب من اليهود حاليا مع أعمال القتل فى فلسطين". ولاقى موقف الدكتور القرضاوى تأييدا من علماء الأزهر، حسب ما نشرته جريدة المصري اليوم حيث صرح الدكتور عبد المعطي بيومي، عضو مجمع البحوث الإسلامية قائلا: «لا أرى داعيا للحوار مع الصهاينة، أما إذا كانوا من اليهود الرافضين لمواقف إسرائيل، فعلينا أن نتحاور معهم، لأن منهم من قابل الشيخ القرضاوى نفسه قبل ذلك وأيدناه فى هذا". وأضاف بيومى: «ليس من المقبول أن نغلق باب الحوار تماما مع اليهود، وعلينا أن نترك الأبواب مفتوحة مع الرافضين للأطماع الصهيونية"يبدو من خلال كل هذه الصفعات المتتالية التي يتلقاها الصهاينة مصاصي الدماء وقاتلي الشيوخ والأطفال، تبشر بقدوم سنوات جمر وحصار وتوحيد المواقف ضد العدو المغتصب لأرض الإسراء .. كما تسير في اتجاه تحقق نبوءة رسول الله صلى الله عليه وسلم بتآزر الإنسان المسلم مع الحجر والشجر لإزالة هذه البقعة السوداء المظلمة التي تلطخ مناخ الأرض الطاهرة التي جعلت للمسلمين مسجدا وطهورا.