واصلت الصحف العربية٬ الصادرة اليوم السبت٬ تسليط الضوء على تطورات الأوضاع في كل من سوريا والعراق٬ إلى جانب عدد من القضايا العربية والدولية المختلفة. وفي تطورات الأزمة السورية٬ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط) عن إعلان جماعة الإخوان المسلمين٬ المحظورة في سوريا٬ قرب فتح مكاتب لها في "المناطق المحررة" والخارجة عن سيطرة النظام السوري٬ وذلك في محاولة لإحياء هياكلها التنظيمية٬ وإعادة بناء قاعدة شعبية لا تتمتع بها في الوقت الحالي بسبب غيابها عن الساحة السياسية السورية لأكثر من ثلاثة عقود. وأشارت الصحيفة إلى أن الجماعة كانت منعت من ممارسة العمل السياسي والنشاط الاجتماعي في نهاية سبعينيات القرن الماضي٬ وقد توج التضييق عليها بصدور قانون سنة 1980 يقضي بإعدام أي منتسب لجماعة الإخوان المسلمين. وكتبت صحيفة (القدس العربي)٬ من جهتها٬ عن ارتفاع وتيرة الاتهامات الموجهة للحكومة السورية باستخدام السلاح الكيماوي خلال الصراع الذي تشهده البلاد منذ أكثر من سنتين٬ مؤكدة على وجود بوادر بخصوص مواجهة عسكرية تبدو احتمالاتها ضعيفة لكنها غير مستبعدة تماما. وأبرزت الصحيفة أن النظام السوري بدأ يستعد لاحتمال شن ضربة عسكرية أمريكية غربية ضده "تحت ذريعة السلاح الكيماوي المزعوم الذي تمتلكه المؤسسة العسكرية السورية والذي قيل إنها استخدمته على نطاق محدود في بعض المناطق المتوترة". وبخصوص تطورات الأوضاع في العراق٬ الذي يشهد موجة أعمال عنف تحمل طابعا طائفيا منذ اقتحام اعتصام سني مناهض لرئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي في الحويجة (55 كلم غرب كركوك)٬ كتبت صحيفة (القدس العربي) عن تحذير المرجعية الشيعية في العراق برئاسة علي السيستاني أمس الجمعة من جر البلاد إلى مزالق خطيرة٬ مشددة على ضرورة أن يتحمل البرلمان العراقي مسؤوليته باعتباره ممثلا للشعب في حل المشاكل التي تواجه البلاد. وأشارت الصحيفة إلى ارتفاع حصيلة قتلى أعمال العنف في الأيام الأربعة الأخيرة في العراق إلى أكثر من 200 قتيل. من جانبها٬ نقلت صحيفة (الزمان) عن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في العراق مارتن كوبلر قوله أمس إن البلاد تقف عند مفترق طرق وتتجه نحو المجهول ما لم تتخذ إجراءات حاسمة وفورية لوقف انتشار العنف. ووجه بهذه المناسبة الدعوة لجميع الزعماء الدينيين والسياسيين لتغليب صوت الحكمة٬ معتبرا أنهم يتحملون مسؤولية تاريخية في تولي زمام الأمور والقيام بمبادرات شجاعة. وكتبت صحيفة (الحياة)٬ من جهتها٬ عن توجه شيوخ العشائر في العراق إلى بدء تشكيل قوات عسكرية "تحمي السنة من اعتداءات القوات الأمنية والجيش". ولاحظت الصحيفة أن مواقف شيوخ العشائر٬ في أعقاب "مجزرة الحويجة"٬ أضحت تعتبر الجيش العراقي "قوة احتلال" وهو ما دعاهم إلى "إعلان الجهاد لإخراجه من المدن السنية"٬ مشيرة إلى أن بيانا لعشائر الأنبار أكد رغبتها في تحويل المحافظة إلى "ملاذ آمن لأهل السنة في العراق٬ من ظلم حكومة بغداد". كما انتقدوا ارتباك التباس خطاب الحكومة٬ حيث يصف ضحايا الحويجة بأنهم إرهابيون مرة وبأنهم شهداء مرة أخرى. وشددت (الحياة) على أن الوسط السياسي العراقي لا يعول كثيرا على إمكان إقدام المالكي على مبادرات كبيرة تنزع فتيل الأزمة المتصاعدة٬ فيما يقف حلفاؤه وخصومه على حد سواء على مسافة بعيدة منه٬ في انتظار أن تطيحه الأحداث٬ وتسببت تصريحاته في تفاقم الأزمة. أما صحيفة (الشرق الأوسط) فأشارت إلى إعلان لجنة تقصي الحقائق في أحداث الحويجة توصلها إلى قناعة عن ضلوع ضباط كبار في المؤسسة العسكرية العراقية في ما وقع من مجزرة في الحويجة عن طريق إصدار أوامر بالقتل والإعدام والاستخدام المفرط والممنهج للسلاح. وانصب اهتمام الصحف القطرية حول المستجدات التي تشهدها القضية السورية في ضوء اتهام نظام دمشق باستعمال الأسلحة الكيماوية٬ علاوة على تطرقها للوضع الأمني في العراق حيث تنامي الاحتجاجات وأعمال العنف. فقد أكدت صحيفة (الوطن) أن استعمال النظام السوري للأسلحة الكيماوية "يكشف بما لا يدع مجالا للشك أن هذا النظام ما كان ليمكن أن يتجرأ على العالم ويستخف بكل القوانين الأممية لو أن هذا العالم كان قد أخذ بمنتهى الجدية صرخات الشعب السوري منذ البداية مأخذ جد". وأضافت الصحيفة٬ في افتتاحيتها تحت عنوان "الوقفة الصارمة .. حتمية"٬ أن ما يحدث الآن في سوريا "يتطلب وقفة أممية٬ سريعة جدا .. وموقفا صارما٬ وتفويضا أمميا للغرب باستعمال القوة٬ لحماية شعب بأكمله أصبح الآن في وجه الموت الفظيع٬ بالغازات السامة". في الشأن العراقي٬ طالبت صحيفة (الراية)٬ في افتتاحيتها تحت عنوان "العراق في مفترق الطرق"٬ حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي بأن تعيد النظر في مطالب المتظاهرين السلميين٬ وأن تحقق خطوات ملموسة نحو تحقيق الأمن والاستقرار بالعراق بعد أن ظل في حروب طيلة 20 سنة مضت. ودعت المالكي إلى أن يتبنى "مبادرة لإنقاذ البلاد"٬ مشيرة إلى التحذير الذي أطلقته الأممالمتحدة في العراق على لسان مارتن كوبلر من أن العراق يقف على مفترق الطرق "يجب أن ينظر إليه العراقيون بجدية حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة". بدورها٬ حثت صحيفة (الشرق) "عقلاء العراق على أن يتحملوا في هذه الظروف الحساسة والخطيرة مسؤوليتهم الكاملة٬ بعيدا عن العنف والطائفية"٬ مشددة على "ضرورة الاستجابة للمطالب المشروعة للمتظاهرين السلميين في البلاد". وأوضحت أن "الوضع العراقي الذي أصبح عند مفترق طرق خطير٬ يحتم على المالكي وجميع الزعماء العراقيين إطلاق مبادرات جريئة وفورية من أجل السلام وإعادة اللحمة إلى الطيف الشعبي بجميع ألوانه٬ لأن الوقت أصبح حرجا والوضع اخذ بالانفلات". واهتمت الصحف الأردنية بلقاء القمة الذي جمع٬ أمس في البيت الأبيض في واشنطن٬ العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس الأمريكي باراك أوباما٬ وتناول تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط٬ خصوصا الأزمة السورية وتداعياتها وجهود تحقيق السلام بالمنطقة. ففي ما يتصل بالأزمة السورية٬ نقلت صحيفة (الغد) عن الملك عبد الله الثاني قوله في تصريحات صحفية قبل القمة "إن القضية الأساسية التي سنبحثها هنا في واشنطن هي هذه الأزمة السورية وتحدياتها"٬ معتبرا أن "تفكك وتفتت المجتمع السوري المتزايد بفعل الأزمة٬ أصبح أمرا ينذر بالخطر بشكل أكبر يوما بعد يوم"٬ مؤكدا أن الأردن والولاياتالمتحدة يعملان بشكل جاد حيال الوضع في سورية ليكون الحل سياسيا جامعا٬ يشمل جميع السوريين٬ و"هذا الحل يعطينا الأمل٬ خاصة في ظل ما نشهده من موجة متزايدة من الإرهاب هناك". وحول عملية السلام في الشرق الأوسط٬ قال الملك عبد الله الثاني إن الأردن سيستمر بالتنسيق عن كثب مع الفلسطينيين والإسرائيليين والأمريكيين٬ "لنبحث عن طرق لتقريب الأطراف المعنية بالسلام من بعضها بعضا"٬ بهدف إطلاق مفاوضات الوضع النهائي. من جهتها٬ ذكرت صحيفة (العرب اليوم) أن العاهل الأردني حث الإدارة الأمريكية من أجل التنسيق مع الجانب الروسي للتوصل إلى مقاربات لحل الأزمة السورية٬ التي ستكون نتائجها كارثية على المنطقة٬ والدفع باتجاه توحيد وتهذيب موقف المعارضة السورية٬ مع التأكيد على رفض التدخل الأجنبي في سورية. من جانبها٬ كتبت صحيفة (الدستور) أن القمة الأردنية - الأمريكية "جاءت من ناحية التوقيت والمضمون٬ هامة بكل تفاصيلها٬ حيث عقدت في لحظة حرجة تمر بها منطقتنا"٬ مشيرة إلى أن الملك عبد الله الثاني قدم الأزمة السورية٬ برؤية واضحة٬ ومفهوم راسخ منذ اندلاعها٬" لا للتدخل العسكري مع دعم الحل السياسي بضغط دولي تحت قيادة واضحة٬ يحفظ سورية من الانزلاق نحو هاوية الصراع الطائفي٬ والتقسيم٬ وبالتالي التناحر٬ كما يحفظ المنطقة من اندلاع النار السورية خارج الحدود٬ الأمر الذي يهدد أمن المنطقة بكاملها". وفي افتتاحية بعنوان "قمة واشنطن .. مواقف أردنية واضحة وصريحة"٬ كتبت صحيفة (الرأي) أن مباحثات العاهل الأردني مع الرئيس الأمريكي "جاءت لتضيء طبيعة مواقف الأردن إزاء ملفات وقضايا وحرائق المنطقة٬ مواقف أردنية مبدئية وراسخة تلحظ٬ في جملة ما تلحظه٬ أهمية أن تأخذ الولاياتالمتحدة في الاعتبار الأوضاع الإقليمية المتفجرة وأن يبدي المجتمع الدولي حذرا وحيطة إزاء سرعة اتخاذ قرارات دولية تعود بسورية إلى الوراء أو تؤسس إلى تقسيم وبروز حركات أصولية تكون أكثر دموية وخطورة من المأساة القائمة". واستأثر باهتمام الصحف التونسية عدد من القضايا الداخلية من بينها تعثر الحوار الوطني وظاهرة العنف٬ بالإضافة إلى الأزمة السورية. بخصوص الحوار الوطني تناولت صحيفة (التونسية) أن عددا من الأحزاب السياسية علقت مشاركتها في جلسات الحوار بسبب الخلافات حول طبيعة النظام السياسي الذي يجب الأخذ به في الدستور الجديد الذي يجري إعداده من قبل المجلس التأسيسي. ونقلت الصحيفة عن الناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري المعارض عصام الشابي قوله إن المفاوضات مع حزب حركة النهضة٬ التي تقود الائتلاف الحاكم "وصلت إلى طريق مسدود٬ مما اضطر كل الأطراف المشاركة إلى اتخاذ قرار التعليق المؤقت للمشاركة في الحوار في انتظار رد من النهضة التي طلبت مهلة للتفكير". وأضاف الشابي أن الخلافات طالت موضوع القانون الانتخابي وطبيعة النظام السياسي القادم٬ مشيرا إلى أن معظم الأحزاب السياسية ترى ضرورة اعتماد النظام الرئاسي المعدل٬ فيما تتمسك حركة النهضة بضرورة اعتماد النظام البرلماني المعدل. بخصوص ظاهرة العنف٬ اعتبرت جريدة (الصحافة) أن استخدام العنف هو "ظاهرة مرضية خطيرة تزج بالمجتمع التونسي في حالة من التشنج والاحتقان". وأضافت الصحيفة٬ في افتتاحيتها تحت عنوان "من أجل القطع مíœع ثقافة العنف"٬ أن "النسق التصاعدي في استخدام العنف من قبل البعض هو مؤشر على أن منظومة القيم التي تأسست عليها الثورة التونسية تتعرض إلى الانتهاك الأمر الذي يهدد أهداف الثورة ومسار عملية الانتقال الديمقراطي". واعتبرت أن أحداث العنف التي شهدتها تونس خلال الفترة الأخيرة٬ وإن كانت تعكس "هشاشة المرحلة الانتقالية وضعف الثقافة السياسية٬ فإنها تمثل ناقوس خطر موجه إلى جميع القوى السياسية يؤكد على أن حماية المسار الديمقراطي تستوجب وعيا سياسيا عميقا وجهودا مضنية من أجل حماية مصالح تونس الداخلية والخارجية". وبالنسبة للأزمة السورية٬ كتبت يومية (الصباح)٬ في افتتاحيتها تحت عنوان "مخاطر تكرار السيناريو العراقي"٬ أن الأزمة السورية٬ وبعد التصريحات الأمريكية والبريطانية الأخيرة حول استعمال النظام السوري للأسلحة الكيماوية في حربه ضد المعارضة٬ بدأت "تأخذ منعرجات تدعو إلى أقصى حدود التشاؤم بشأن قادم التطورات سواء بالنسبة لسوريا أو باقي المنطقة العربي". وأعربت الصحيفة عن اعتقادها بأن هناك "مخططا يجري نسجه في واشنطن ولندن قد لا يكون مختلفا عن السيناريو المروع الذي سبق أن أخضع له العراق قبل عقد من الزمن بحجج وأدلة واهية وأدى إلى نتائج مدمرة"٬ معتبرة أن الواجب القومي يحتم على الدول العربية والجامعة العربية "التنبه إلى هذا الخطر وتغيير إستراتيجية حل الأزمة السورية في اتجاه إعطاء الأولية للدبلوماسية". وتناولت الصحف الإماراتية عدة مواضيع سياسية دولية٬ أبرزها مستجدات الأزمة السورية ومستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط. وكتبت صحيفة (البيان) أن الأزمة السورية "باتت اليوم على موعد مع فصل جديد عنوانه هذه المرة لن يقف عند الحدود الجغرافية لهذا البلد مثلما لم تقف تداعياتها ونيرانها التي تكتوي بها العديد من البلدان المجاورة .. وعنوان هذا الفصل هذه المرة هو السلاح الكيماوي السوري الذي يقال إن النظام استخدمه ضد شعبه". وأضافت الصحيفة أن "الدلائل والقرائن التي تتحدث عنها بعض المنظمات الدولية وكذلك دبلوماسيون في الأممالمتحدة تقول إن النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي ضد معارضيه وضد المدنيين مما يعني أن نظام دمشق بات رهن محاولة أخيرة للبقاء وإن تطلب ذلك اللجوء إلى أسلحة محرمة دوليا". وأشارت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وجه نداء عاجلا للحكومة السورية "لكي تسمح لفريق تابع للأمم المتحدة بالتحقيق في الاتهامات بشأن استخدام أسلحة كيميائية"٬ مبرزة أن مطلب الأممالمتحدة الذي جاء بناء على معلومات من قبل الولاياتالمتحدة تفيد بأن النظام السوري استخدم أسلحة كيماوية "سيضع النظام السوري في اختبار جاد إذا كان يريد حقاً التبرؤ من استخدام أسلحة كيماوية لقمع شعبه". من جانبها٬ قالت صحيفة (الخليج) إن وفدا عربيا سيتوجه يوم غد الاثنين إلى واشنطن لبحث مصير عملية السلام في الشرق الأوسط٬ مشيرة إلى أن الوفد الذي يضم عدداً من وزراء الخارجية العرب إضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي "سيبحث مع المسؤولين الأمريكيين أفضل الطرق والوسائل للخروج من الجمود الذي تعرفه عملية السلام بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي". وتساءلت الصحيفة حول دواعي هذه الزيارة وهل ستكون كافية لإقناع واشنطن وتل أبيب بتغيير موقفيهما من الحقوق الفلسطينية٬ خاصة وأن الوفد العربي يعرف مسبقا مواقف الإدارة الأمريكية التي تعرف هي الاخرى مواقف الدول العربية ووفدها٬ مؤكدة أن نتيجة أية مفاوضات بين الجانبين تحددها موازين القوى والقوي هو الذي يفرض ما يريد وعندما يذهب العرب إلى واشنطن محملين بحسن النوايا والمواقف المحقة فذلك لن يغير في الأمر شيئاً ولن يثني الولاياتالمتحدة عن دعمها المطلق لاسرائيل ولن يجعل منها راعيا نزيها لمفاوضات لم تحقق إلا الخيبة والفشل طوال أكثر من عقدين". واهتمت الصحف الجزائرية بعدد من القضايا الآنية بالبلاد أبرزها المسألة الاجتماعية في ظل الحركات الاحتجاجية المتزايدة في كافة القطاعات٬ وزيارة الوزير الأول الجزائري لمنطقة القبايل من حيث هدفها وتوقيتها. وعلقت صحيفة (الخبر) على الرد الحكومي إزاء هذه الاحتجاجات بالتساؤل "هل تكفي الزيارات التفقدية للوزراء٬ لبعض الدقائق٬ لمعرفة ما يجري في القطاع بدقة وهل تكفي التصريحات الفضفاضة٬ لكسب صبر المواطنين أو تمييع مطالبهم٬ كي تحلí¸ المشاكل وتزول العراقيل ". وقالت تحت عنوان "الحكومة تعلن انتصارات على الورق"٬ إن "الأكيد أن الوعود الكاذبة والالتزامات غير المنفذة التي خالفها أكثر من وزير في الحكومة٬ تكون وراء التصعيد الذي تعيشه الجبهة الاجتماعية في أكثر من قطاع٬ بل وتقف أيضا وراء +تصلب+ مواقف المواطنين وعدم اقتناعهم بأي خطاب٬ ما عدا شيء اسمه +الملموس+. حدث هذا مع النقابات٬ ومع بطاليي الجنوب٬ ومع طالبي الترحيل من السكنات الهشة الذين سمعوا +انتصارات+ حكومية على الورق٬ ولم يعثروا لها على أي أثر في الواقع". من جهتها٬ نشرت صحيفة (المحور) تصريحا لقيادي في جبهة العدالة والتنمية بالجزائر قوله بخصوص الحراك في الجنوب أن الحكومة "تعاملت معه عن طريق الإدارة بالأزمة بدلا عن إدارة الأزمة"٬ مقرا ب"وجود إهمال واضح لسكان الجنوب". وبخصوص زيارة الوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال لبجاية بمنطقة القبايل٬ كتبت صحيفة (الشروق) "بعد 19 سنة٬ من +جفاء+ أصاب علاقة السلطة بولاية بجاية٬ ينزل اليوم الوزير الأول في زيارة عمل إلى قلعة بني حماد٬ هذه الزيارة ذات الطابع التنموي الاقتصادي في شكلها٬ تحمل في طياتها ومضمونها خطابا ورسالة سياسية واضحة تفرض التساؤل٬ عما إذا كانت السلطة قررت فعلا الالتفات إلى هذه الولاية وإصلاح ذات البين معها٬ أم أن الزيارة كانت بدافع الحنين الذي راود سلال ابن هذه الولاية وتحديدا منطقة إيغيل علي ". ورأت أن "ولاية بجاية٬ التي تميل في انتمائها وتمثيلها السياسي إلى جبهة القوى الاشتراكية ويزاحمها على وعائها الانتخابي جبهة التحرير الوطني٬ ويشكل التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية القوة السياسية الثالثة بها بنسبة مئوية صغيرة٬ يعتقد أبناؤها أن منطقتهم دفعت فاتورة معارضتها للسلطة بحرمانها من المشاريع التنموية على نقيض ما حظيت به ولايات أخرى٬ كما تذهب قراءات أخرى إلى أن السلطة قلمت أظافر معارضيها بهذه الولاية بطريقة سلمية٬ وعلى نفس النهج السلمي للمعارضة التي تمارس بها"٬ مضيفة أن المتابعين للشأن السياسي "ينظرون إلى المعارضة الممارسة بهذه الولاية للسلطة ومقاطعتها على أنها لم تخرج يوما عن صبغتها السياسية٬ كما لم تشهد يوما دفعا أو انزلاقا قادها إلى الشارع أو العنف٬ هذا المؤشر قد يكون مبعث اطمئنان لدى سلال٬ في إقدامه على 'فتح' هذه الولاية بعد 19 سنة من المقاطعة".