دعا الأكاديمي عبد الصمد بلكبير، في حلقة دراسية نظمت مساء أمس الاثنين بالرباط حول مستجدات الموقف الأمريكي بشأن قضية الصحراء المغربية: الدلالات والآثار الجيوستراتيجية"، المواطنين المغاربة إلى الخروج في مظاهرات تملأ 100 مدينة مغربية، ضدا على المقترح الأمريكي المُتعلِّق بتوسعة مهام بعثة المينورسو في أقاليمنا الجنوبية، الذي يهدد المغرب في استقراره وكيانه" حسب بلكبير الذي يعتبر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية " دولة عدُوَّ" للمغرب. وربط عبد الصمد بلكبير، خلال ذات الندوة التي نظمها المركز المغربي للدراسات والأبحاث المعاصرة، بين مقترح القرار الأمريكي الأخير وبين أحداث مخيم " اكديم إزيك"، مؤكدا على كونها "مؤامرة أمريكية جزائرية مُدبَّرة بِليْل"، معتبرا أن ما وقع من ارتباك في تسوية المشكل كان جراء "التناقض الحاصل داخل الإدارة المغربية الذي استغله أعداؤنا بذكاء". "المغرب أخطأ حين وضع جميع بيضه في سلة الولاياتالمتحدة قصد حل قضية الصحراء" على حد تعبير المتحدث؛ الذي أضاف أنها "قبضت الثمن دون إسْداء خدمات لنا بالمقابل". مؤكدا أن الحرب من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية مُبيَّتة تُجاه المغرب وصحرائه، والجديد هو إعلانُها". وأضاف المتحدث، أن النية كانت مبيتة عند روس الذي انحرف عن الحيادية، معتبرا أن خطوة سحب الثقة منه كانت خطوة شجاعة ليتم إعادته بدعوى عودته إلى الصراط القويم، مشددا على كون زيارة الرئيس الفرنسي فرونسوا هولاند الأخيرة للمغرب كانت " عهد حماية" جديد بالمغرب ضد استراتيجية مسبقة للولايات المتحدة، مرَدُّها "استشعار فرنسا للمواقف الأمريكية مسبقا". من جانبه، أكد الأستاذ في معهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة محمد الخامس السويسي خالد الشكراوي، أن المواقف التي تنتجها الولاياتالمتحدة حاليا نحن من نوفرها لها، مؤكدا تأخر المغرب في التعامل مع الموضوع، ومنتقدا غياب متخصصين ومتتبعين مغاربة لخطاب جبهة "البوليساريو" الذين بإمكاننا التحاور معهم بعيدا عن اعتبارهم ذاك "الآخر". وشدد الأستاذ الجامعي، على أن موقف المغرب ضعيف جدا حاليا، متسائلا عن ذريعة المغرب عند قول "لا" لمطلب حقوقي، علما أن "الجبهة ومنذ 10 سنوات أدخلت المسألة الحقوقية في أجندتها السياسية في حين أن المغرب لم يدخلها إلا قبل عامين". وأكد الشكراوي، تواجد عناصر الجبهة بكثافة في الولاياتالمتحدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والروابط المحيلة على أطروحتهم الانفصالية، بالإضافة إلى تواجد العديد من الطلبة الانفصاليين بالولايات؛ داعيا من ذات المنطلق إلى تعزيز الجهود الرامية إلى التعريف بقضيتنا الوطنية في مختلف بقاع العالم وفق خطة موحدة يتعاون فيها الديبلوماسي والسياسي والإعلامي وفعاليات المجتمع المدني.