أخي و زميلي العزيز السي أحمد الفوحي أولا و قبل كل شيء، أطلب منك و من كل زملائي المعذرة عن لغتي العربية التي لا ترقى إلى لغتك المتينة التي تعصى علي. أريد كذلك أن أعيد نفس الطلب، أي المعذرة منك و من الزملاء الذين سيقرؤون هذا الرد عما سيصدر مني من كلام و فضح لحقيقة لطالما سكت عنها احتراما لمنصبي كعميد و لزملائي (أساتذة و موظفين) و لطلبتي. كنت دائما أقول و أومن بأن مهمتي هي أن أعمل في اتجاه أن تسير الأمور إلى ما فيه خير كل مكونات هذه الكلية المعطاءة. اسمح لي زميلي الفوحي، و لأنني شاركتك و شاركتني في عدة أشياء في هذه المؤسسة لن أنساها أبدا، (هذا ليس من باب الظهور بالعفيف و مظهر "الخروف الوديع" و الصالح). اسمح لي أن أطلب منك المعذرة بصفة خاصة لأنه ليس من شيمي و لا من طبيعتي أن "أضرب في الوجه" بكلام ربما يسيء. لكن ردك بكتابات كلما جد جديد فيما حدث في الكلية بعد "إقالتي" من طرف السيد الوزير بسبب ذهابي و نائبي إلى الديار المقدسة للقيام بمناسك الحج -التي أتمنى أن تحتضنك قريبا إن شاء الله- و طريقة تلفيقك لمعطيات ربما يفهمها البعض أنها حقيقة رغم أن جل المنتمين إلى هذه الكلية على علم بما جرى و يجري. فمعذرة إذا بحت بحقائق يمكن أن تراها مسيئة، ولكن إساءتك كانت أكبر مما قمت به أنت في الخمس سنوات الماضية. و سبب "فتح فمي" هذه المرة آت من كوني لم أبق عميدا لكي أخاف على سمعة زملائي و طلبتي و تماديت في غيك تجاهي رغم انتهاء "ولايتي"، فالآن أصبحت أستاذا مثلك و لن أقبل، و أنت تعرفني جيدا، أن "يمشي أحد فوق رجلي" (كما يقول الفرنسيون) و أن يصبح بطلا على أكتافي أحد أنا الذي احترمت كل عنصر في هذه المؤسسة و لم أسئ إلى أحد قط طوال 26 سنة من وجودي بها. أرد عليك و أنا أعاني حقيقة لأنه لم و لن يكون من طبعي المناوشة كما سميتها في إحدى رسائلك الإلكترونية الموجهة إلي، و لا أحب إضفاء جو الصراع في الفضاء الذي أعمل فيه. لمدة أربع سنوات و نيف، كتبت ما كان يحلو لك و لم أحرك ساكنا، لكن وصل السيل الزبى و قلت سأحاول الرد على كتابك الأخير "واللي ليها ليها" كما يقول المغاربة. تأكد زميلي الفوحي أنني لن أعيد هذه الفعلة لأنني لا أومن بجدواها سوى مرحليا، أي أن هدفي ليس الإساءة إليك أو لأي زميل آخر، بل فقط لإظهار ما يمكن إظهاره من حقيقة نسبية أمتلكها نظرا لأن مسؤوليتي السابقة كعميد كانت تسمح لي بالاطلاع على هذه الحقائق و أريد أن أشارك بعض من هذه الحقائق مع زملائي الأساتذة و الموظفين و الطلبة. - أخي الفوحي، أريد أن أبدأ بالقول إن "القناع قناعك و السقوط سقوطك"، لأنك سقطت في فخ الصراعات الفارغة التي لا تسمن و لا تغني من جوع بل تزيد الوضع تأزما و تزيد الطين بلة، و نحن في هذه المؤسسة في حاجة إلى جو أكاديمي و علمي لفتح المجال إلى أساتذة و إداريين و طلبة للخلق و الإبداع و العطاء، الأهداف التي أظن أن من أجلها أحدثت هذه المؤسسة. إنك تعلم في قرارة نفسك، كما كنت دائما تعلم، أن تصرفك معي لم و لن ينال مني بحول الله و قوته وذلك لسبب بسيط، هو أنني كنت دائما أفكر خيرا و أعمل خيرا. و ما سأبوح به سيفهمه مائة و ستون أستاذا و تسعون إداريا و كل طلبة هذه الكلية. - تشير يا زميلي العزيز إلى الخروقات القانونية التي ارتكبتها خلال مدة "ولايتي" (و أنت تعلم إنني أكره هذه الكلمة) و التي كنت تنصحني لكي لا أرتكبها. كلام جميل إذا أخذنا بعين الاعتبار أن كلمة "نصح" تعني أن تهدف إلى ما فيه خير الناس أجمعين، و ليس إلى عرقلة السبر نحو مستقبل يمكن أن يكون أحسن إذا تجاوزنا عن أخطائنا بالنصح الحقيقي. ألم تعي أن نصائحك كانت محاولة لفرض وصايتك علي و على مسار الكلية؟ - إن تطبيق القانون الذي يبدو أنك تدافع عنه، و الذي لم أخرقه أبدا، لأن القانون يؤول لما فيه مصلحة المؤسسة و ليس الأشخاص انطلاقا من ظرفيات معينة (أعطيك إشارة هنا بإحالتك على أستاذ تطوع لتحمل ساعات عمل لأستاذ غادر للديار المقدسة و بعد ذلك قبل الأستاذ المتطوع شيكا لتعويضه عن الساعات التطوعية التي قام بها. هنا أؤكد أن هذه العملية كانت إيمانا مني بنبل التطوع و لطف الموقف لكي لا يضيع الطلبة في ست حصص متتالية). "فلسفتي" (رغم أنني أعلم جيدا أنني لست في مقام أن تكون لدي فلسفة) في هذه الواقعة هو التعامل بمرونة مع النصوص القانونية دون خرقها و تحت مظلة حسن النية و الاستعمال و الهدف. - الأستاذ الفوحي المحترم (و لا أنافقك هنا لأنك أستاذ و نعم)، كم مرة أردت فيها أن أبوح لك أمام الملإ بما كنت أحتفظ به داخلي و أقول لك أنك تضيع وقتك في أشياء لا هي تنفعك و لا هي تنفع جارك و مؤسستك التي أعلم أنها في قلبك. هل يوما حاسبت نفسك و قلت أن كل محاولة رأب الصدع كانت تلاقي اعتراضا منك لا لسبب إلا لأن الحل أتى من جهة أخرى دون جهتك؟ قلت أنني كنت من المسيئين إليك و لكن هل قلت مرة لنفسك أن الأستاذ ملكي الزميل الذي صاحبته و صادقته لمدة ست و عشرين سنة لا يمكن أن يقوم بما أراه صادر منه دون الرجوع إلى الإشاعات و الافتراءات و أن تأتي إلي و تقول فعلت هذا و لم أوضح أمري؟ - أنسيت أنني كنت دائما أتعامل بصفتي عميدا لكلية الآداب و العلوم الإنسانية و ليس عميدا لفصيل أو مجموعة ضد أخرى؟ لتذكيرك فقط، و ليس للمن أو أي شيء من هذا القبيل، من كان وراء إدخالكم مكتب السيد مستشار الوزير آنذاك؟ من الذي ساهم ماديا و معنويا و لوجيستيكيا في تنظيم مؤتمرين متتالين لنقابتك؟ من الذي كان يعطي نقابتك منحة سنوية دون الدخول في أي اعتبار رغم كتاباتكم المسيئة آنذاك؟ من الذي منحكم مكتبا مجهزا من ألفه إلى يائه؟ من الذي منحكم سبورة نقابية من الألومينيوم قبل أي نقابة أو جمعية أخرى؟ هل عارضت يوما مشاريعك التصحيحية التي طرحت في مجلس المؤسسة و التي كانت فعلا نتاجا لمحاولة إصلاح اختلالات كانت تعرفها المؤسسة؟ أنسيت أنني كنت من المساندين الرسميين لفكرة عدم تطبيق عملية الاستدراك لكل الطلبة التي فرضت على مؤسسات أخرى بالجامعة؟ و في مسيرة هذه الأذكار، لا أريد أن أذكر المساوئ التي كنت معها و التي مست كرامة زملاء و خلقت جوا من الرعب و الإهانات داخل المؤسسة، و لا تصرفكم اللاقانوني يوم انتخابات الهياكل و تنتهي باتهامي بتزوير الانتخابات و أنت لم تبرح قاعة الاقتراع و أنا غائب عن المؤسسة في اجتماع بالرئاسة طوال اليوم، و تعتمد على إشاعات يطلقها أشخاص أنت تعلم حق العلم أنهم ليست لهم أي مصداقية داخل و خارج المؤسسة. الآن، هاأنذا أفتح فاي حين أردت أن أقول خيرا و لم أكن أنتظر أن تأمرني بفتحه. فلم أعتبر نفسي أبدا فوق هودج لأنني ابن الشعب و أعتبر نفسي زميلا وسط زملاء سأعيش معهم و بينهم حتى سن التقاعد إن أطال الله في عمرنا جميعا. هذا هو الوازع في تعاملي دائما و هنا أطلب منك أن تعطيني مثالا واحدا لتعاملي معك أو مع غيرك بطريقة ليست طريقة الزملاء في خدمة الزملاء. ربما لم تنتبه قط لهذه الخاصية لأن قلبك هو الذي كان أعمى و ليست عيناك. كم نبهتك مرارا أنني لست "عزيزك العميد" بل زميلك عبدالله ملكي. إن قولك "إن اللعبة قد انتهت"، فعلا لقد انتهت و لكن لعبتك أنت هي التي انتهت، لأنني لم أعتبر قط أن ما قمت به بصفتي عميدا و أقوم به بصفتي أستاذا لعبة، لأنني أنزه المؤسسة و العاملين بها و طلبتها عن هذا النعت البئيس. أذكرك أنني كنت دائما أصرح بما في دواخلي كلما قمت بخرجاتك و شطحاتك اللغوية التي فعلا تمتلكها و لكن لاستعمال غير مفيد. أتريد أن أذكرك و القارئ بالسب و القذف و النعوت التي كنت تنعتني بها في كتاباتك طوال الخمس سنين الأخيرة؟ الكتابات لا تفنى يا زميلي، و أنت تعلم هذا بصفتك أستاذا جامعيا يؤمن بكتابة و نشر العلم و البحوث. لهذا لم أكن أرد كتابة على اتهاماتك و ما كنت تزعمه، لأنني كنت دائما أقول لنفسي أن خط الرجعة ضروري و سأعود إلى المدرج و هويتي الأصلية. لذا، قررت ألا ألزم علي طبيعة ليست طبيعتي و لم و لن أظهر بوجهين مختلفين كالدكتور جيكيل و مستر هايد في رواية الكاتب العالمي ستيفنسون (Dr. Jekyll and Mr. Hyde). أما فيما كتبه بعضهم ردا أو تساؤلا عما نشرته أنا، فلم أضع السيف على أعناقهم و لا أعرف حتى من كتب تلك الردود، و لكن ظاهر أنهم أناس عارفون بما وقع و يقع في الكلية. السؤال الذي كان يجب أن تطرحه على نفسك بعد نشرك لمقالك ردا على "بيان حقيقة" كان قد نشره صحفي في موقع "هسبريس"، هو: أيهم قال فيك خيرا أو ساندك في أفكارك؟ و لماذا قال هؤلاء ما قالوه؟ أنت تعلم أخي الفوحي حقيقتي و طبعي و هويتي و لكن قلبك لا يريد أن يعترف أنك أدخلت نفسك في دوامة بعيدة عن حقيقة تعرفها. "و كل إناء بما فيه يرشح". في تعليقك على ما قيل في حقي حول مقال "هسبريس"، فإنك تكشف حقدك مرة أخرى و تضيف إلى ما عبرت عنه حين توصلي برسالة شكر من السيد الوزير بالرسالة المستفزة. و لو لم تكن ضغينة في قلبك و كنت فعلا تعاملني كزميل تحمل المسؤولية لمدة و أخطأ و الآن أصبح أستاذا مثلك و الذي وجب عليك الدفاع عنه بصفتك نقابي كما عبر عن ذلك الأخ عمرو إيديل في عدة مناسبات و نحن في مكةالمكرمة، لما فكرت بهذه الطريقة و عوض أن تقول أنني أستفزك لقلت "الحمد لله أن زميلي خرج من مهامه الصعبة بسلام و شهادة الوزير هي شهادة للكلية و مكوناتها". من هنا تفسيرك لكلمة "حقد" و المعنى المعجمي الذي تفضلت به، ألا ترى أنه ينطبق عما تقوم به تجاهي؟ ألم تتربص الفرص للتشويه بسمعتي و المساس بي و اتهامي بكل التهم؟ أما الوداعة و العفة، فهذه خصال أفتخر بامتلاكها و لا ينفع هنا التواضع لأنك تعلم خصالي و الكل و الحمد لله يشهد إنني لم أمسس أحدا يوما بسوء و لم أنهر طالبا يوما و لم أشتم زميلا يوما و لم أرفض طلبا يوما كان في استطاعتي تلبيته للأستاذ و الإداري و الطالب، و هذا من فضل الله سبحانه و تعالى. أما إحالتك الهستيرية غلى "العمرين"، فحاشى لله أن أشبه نفسي بهما و لكن آخذهما و كثير من الأنبياء و المرسلين قدوة في حياتي و معاملتي مع طلبتي و زملائي و عائلتي، و التاريخ يشهد على ما أقوله و إن لم يشهد الآن سيشهد مستقبلا. أما ما قلته في حقي عند إشارتك إلى أنني تحينت الفرصة لكي أضع ملفي للترشيح "لولاية" ثانية رغم ما كنت أزعمه من رغبة في مغادرة المنصب، فهذا حقي أولا أن أتخذ القرار الذي أراه مناسبا لي و ثانيا ألا يكشف هذا الاستنتاج الذي خلصت إليه أن وجودي يخلق لك مشكلا و ذلك لتتبعك لكل خطواتي و كلما أقوم به؟ لا يبدو أن لك شغل آخر سواي. هذا من جهة لأنه حقي في التصرف كما أريد طالما أن هذا القرار لا يمسك و لا يعنيك في حاجة. أما من جهة أخرى، فاعلم زميلي العارف بالحقيقة و كل خبايا الأنفس أن ملفي وضع في الرئاسة و أنا موجود في الديار المقدسة (غادرت المغرب يوم 8 أكتوبر 2012 و بداية وضع الملفات في الرئاسة كان هو يوم الاثنين 14 أكتوبر 2012) من طرف ابني عن طريق الخطأ لأنه وجد ملفا كنت قد وضعته من قبل في مرحلة ألغيت فيه الترشيحات و سحبته و تركته فوق مكتبي بالمنزل و تاريخه قديم حيث كان يحمل تاريخ نونبر 2011. فظن ابني أنني نسيت الملف فذهب به إلى الرئاسة التي قبلته رغم أن القانون واضح في هذا المجال حيث يجب وضع الملف من طرف صاحبه و سحبه من طرف صاحبه كذلك. فعند نشر الإشاعة بخبر إقالتي في الجرائد، كان رد فعل ابني حفظه الله أن ذهب و سحب الملف الذي وضعه ثلاث أسابيع من قبل و أنا لازلت في الحج آنذاك (كان تاريخ رجوعي بسلامة الله و حفظه يوم 15 نونبر 2012). في حديثك عن جمعية الموظفين و الأساتذة، اعلم يا أخي أن الجمعية قد عرفت صراعات بين بعض أعضائها و حاول بعض الزملاء الذين قاموا بمساع حميدة إعادة الجمعية إلى نشاطها، لكن لم تتمكن نظرا لاختلالات مالية و تسييرية فيها. و بما أنني كنت المسؤول الأول و الرئيس الفعلي للجمعية، ارتأيت أن أجمد نشاطها حتى تتضح الأمور و يعيد بعض أعضائها قروضا كانوا قد أحرزوها. في انتظار أن تعاد تلك القروض، نشأت خلافات حادة بين أستاذ و موظف و رفض كل منهما أن يتنازل و تعقدت الأمور. عندها قمت بثلاث محاولات لتكوين مكتب جديد عبر انتخابات تمت بالفعل، لكن رئيس المكتب السابق رفض أن يعيد المفاتيح بسبب سرقت زعم انها تمت في مكتبه حيث اختفى طابع الجمعية. و ارتكز الاتهام على عملية كانت الإدارة قد قامت بها لاسترجاع مخزن كان في مكتب الجمعية بحضور 5 موظفين و الكاتب العام للمؤسسة و نائب العميد و العميد. و أؤكد أن العملية اكتفت فقط بتحويل الخزان الفارغ إلى مكتب جانب مكتب الجمعية. و يمكن للأستاذ عمرو إيديل أن يعطي تفسيره للحالة لأنه كان من أعضاء المكتب الجديد الذي لم يتمكن إلى حد الآن من مزاولة مهامه. لتذكيرك فقط زميلي الفوحي أن هدفي كان هو الدفع بالجمعية إلى التعامل مع المنحة الضخمة التي كانت تحرز عليها من كراء المقصف و مراكز النسخ لكي تستفيد منها كل مكونات المؤسسة و ليس فقط لحل المشاكل المالية لبعض أعضائها.وللتذكير فقط، لقد كنت أول عميد يوصل تلك المنحة إلى 90000 درهما في السنة و أعترف أن الجمعية قامت بأعمال جليلة بقيت في رصيد المؤسسة و تاريخها، لكن سوء التعامل مع الميزانية في بعض الأحيان كان يؤدي إلى سوء تفاهم فيما بين بعض أعضائها. أما كلامك اللامعقول و العبثي حول فكرة استنجادي بالسفير الأمريكي لتقويتي ملفي، فاعلم رغم أنك عارف بكل شيء و مالك للحقيقة أن زيارة السفير الأمريكي أتت بطلب من طلبة المؤسسة من خلال جمعيتهم التي تنشط في مجال التواصل الثقافي. و اعلم أنني لو ترشحت مرة أخرى لاعتمدت على ملفي الواقعي و مؤهلاتي التواصلية و التسييرية و العلمية التي تظهرها إنجازاتي، رغم أن هذا ليس هو المهم، و لاعتمدت خصوصا على مشروعي لتطوير المؤسسة و الذي لا أظن أنك عارفه أو مطلع عليه. و لعلمك فقط، أقول لك أن سفراء آخرين زاروا المؤسسة و نوهوا بما يقوم به طلبتها و إداريوها و أساتذتها و يمكنك الاطلاع على الشهادات المصورة لهذه الأنشطة. أذكر من بين السفراء الذين شرفوا كلية الآداب و العلوم الإنسانية لكونها أول مؤسسة جامعية يزورها هذا العدد من السفراء: سفير ماليزيا و سفير أندونيسيا و سفير مصر و سفير المجموعة الأوروبية بالرباط. لن أنكر بأن هذه الزيارات تمت بتزكية مني و بمجهود تواصلي أخد مني كثيرا من الوقت و كذلك بمجهوداتي و قدراتي التواصلية لإقناع هؤلاء السفراء بالفعل الإيجابي لزيارتهم. ماذا أتيت به أنت لهذه المؤسسة؟ اسأل نفسك و أجبني. وزيارة السفير الأمريكي ربحنا من ورائها 500 كتاب في العلوم الإنسانية البعيدة عن كتب الدعاية (البروباكاندا) الأمريكية، كما تمت استفادة بعض الطلبة من منح كانت حكرا على الجامعات القريبة من الرباط و لازال بعضهم يستفيد من نلك الزيارة. فنظرتك الضيقة لتقوية الملفات لازالت لصيقة العصور القديمة. أما الآن، فلا ينفع إلا العمل الصالح و الذي ينفع العباد و البلاد، و لا يدوم في الحقيقة إلا وجه الله عز و جل، أما ماعدا ذلك فمآله الزوال. أما حديثك عن اللجنة الوزارية فاعلم، وأنت سيد العارفين، أن اللجنة لم تزر الكلية تحت طلبي، بل استجابة لتقرير و طلب رئيس الشعبة، و الذي كان وقتها عضوا مؤسسا لنقابتك، و الذي راسلها مباشرة اقتداء بك. فإذا كان لديك دليل على "نشوتي" و أنا أقول الكلام الذي تنسبه إلي فآتي به و لكن اعلم أن أخلاقي و تركبتي النفسية لا تسمح لي و لا تعطيني الأمر بالتلذذ بمشاكل الآخرين. لكنني اعتدت افتراءاتك و اتهاماتك المجانية المسيئة. في هذه النقطة بالذات أتحداك أن تأتي بجملة من التقرير لكي توضح للزملاء أنك اطلعت عليه أو تعرف فحواه، لأن القناع سقط فعلا عن طبيعتك الخبيثة كما عبرت عنها في إحالاتك و أوصافك التي تنم عن عقدك تجاه زميلة في المؤسسة لم تمسسك قط بسوء عند مناقشتها شهادة الأهلية الجامعية. أما التقرير الذي تحدثت عنه و الذي أرسلته فعلا إلى السيد الوزير و السيد رئيس جامعة مولاي إسماعيل في 7 من يوليوز 2012، فأثرته في مجلس المؤسسة ولم أثره في مجلس الجامعة لأنني أومن بأن مشاكل الكلية يتم حلها في كلية الآداب و لم أجرؤ قط الكتابة كما تفعله أنت للتشهير و الوشاية للرئيس بما يحدث في المؤسسة. إن التقرير الذي أرسلته كان جوابا على مراسلتك للوزير بطريقة مباشرة و التي تعرض فيها نظرتك السوداوية لعملي و البطولية لما قمت به ضدي بصفتي رئيس المؤسسة لمرحلة ما بين 2008 و 2012. و تم التذكير بما قمت به كعميد دفاعا عن عمل لم أقم به وحدي في هذه المؤسسة بل كان ثمرة تضحيات الزملاء الأساتذة و الإداريين الذين آمنوا بالعمل الإيجابي و الكف عن الانتقاد من أجل الانتقاد. و كان جوابي يعرض لما عرفته الكلية من إنجازات و من مشاكل معتمدا على وثائق و صور و تقارير و ليس على افتراءات و إشاعات. و كما قلت في تقريري، و الذي قلت أنت أنه استفزك لأنك رأيت فيه أمرا يمسك، إن ما ينفع الناس يمكث في الأرض، فهل يمكنك أن تمحي بكلامك مكاتب السادة الأساتذة المكيفة الهواء و القاعات الجديدة لتكوينات الماستر و الدكتوراه و المكتبة الجديدة و موقف السيارات المغطى و الفضاء الأخضرو تثنية ذخيرة المكتبة، هذه المنجزات التي تستفيد منها و تستعملها يوميا و التي لم تذكرها و لو مرة واحدة في كتاباتك و مداخلاتك السلبية . أليس لديك ثقافة الاعتراف يا زميلي و أنت الذي يؤمن بقولة "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" رغم أنني لم أكن أنتظر منك لا جزاء و لا شكورا. و فيما يخص دفاعك عن القوانين و قولك أنني علمت بالخروق البيداغوجية في ماسترين، فهذا كذب و افتراء لأن تقريري يشير إلى تجاوزات شخص معين في ماستر واحد و تعامله "الشخصي". و هذا الأمر يعلمه السيد الرئيس لأن كتابات عدة وصلته في هذا الموضوع و لم يكن لي السبق في إثارة ذلك المشكل. يمكنني، إذا أحببت، أن أرسل لك مراسلتي و سيتضح لك أنني لم أتهم أحدا و لم أعمم ملاحظاتي أبدا. أما رجوعك العجيب غلى الماضي و الذي يشبه طريقة تفكيرك العجيبة، فيمكنني أن أقول لك أنك لن تتمكن أبدا حجب الحقيقة على الزملاء، لأنك تعلم علم اليقين أن الصراع كان بين زملاء و لن أتجرأ بذكر الأسماء أو الأحداث لأن قناعتي أن الرجوع إلى الماضي شيء مكروه إذا كان سيعيد أوجاعا و أحداثا أساءت بطريقة مؤلمة جدا للمؤسسة بكل مكوناتها. أما رجوعك مرة أخرى إلى أحداث 2009 و رفض الطلبة اجتياز المراقبات و ما ترتب عن ذلك من نتائج، أطلب منك أن تسأل نفسك فيما حدث و أنت الذي تدعي أنك مربي و تبحث عن خير الطلبة. ألم تتذكر المراسلة التي توصلنا بها من مكتب التشريع بالوزارة بخصوص احترام دفتر الضوابط البيداغوجية؟ عجيب أمرك أيها الزميل العزيز حين تريد أن تتناسى شيئا. إن "كوضوك" (ton Godot) أكيد لن يظهر رغم أنه ظهر في مسرحية بيكيت بطريقة من الطرق. فيما يتعلق بقراءتك ل"ولايتي" و حرصك على ربط المسؤولية بالمحاسبة، فاقرأ تقريري و ردي على كتابتك للوزير و ستجد أننا لا نختلف في هذا. فهل رفضت يوما أي عملية افتحاص؟ و اعلم أنني طلبت هذا من السيد الوزير حين تشرفت بلقائه و أنني قمت بما لم يقم به مسئولون آخرون حين زارت اللجنة الوزارية الكلية و ذلك بترحيبي باللجنة و منحها كل الوثائق و المستندات التي تظهر طريقة اشتغالي كرئيس لمؤسسة كانت تعرف صراعات و تطاحنات لا تبدو للعيان. و أظن أن ما آلت إليه نقابتك هو نتيجة لتلك الصراعات. كيف يعقل أن تقوم نقابة بنشر بلاغات و بيانات تقريبا كل أسبوع دون الرجوع إلى القواعد؟ أهذه هي الديموقراطية في نظرك و أنت تطلب المحاسبة؟ من يحاسبك أنت على كتاباتك التي لم يكن يتفق معها جل أعضاء نقابتك؟ لكن التاريخ هو الذي يحاسب. أما إثارتك لملف التأهيل الجامعي لزميلة لنا (و كلمة "حورية" تعبر فيها عن عقدك الدفينة و عقليتك الخاصة بك) في شعبة اللغة الإنجليزية و حديثك عن التخصص، فاعلم زميلي العزيز أن التأهيل الجامعي هي شهادة مهنية و ليست دبلوم جامعي و مفهوم التخصص لا يطبق حتى في لجن الدكتوراه. في هذا الباب، أذكرك أن التدخل في التأهيل يكون من طرف أي أستاذ ينتمي للشعبة (إما بالمؤسسة أو من جامعة أخرى حسب القوانين الجاري بها العمل) و الذي يستجيب لمعاير التجربة و الكفاءة البيداغوجية و العلمية الرصينة المشهود بها. و هذا ما تأتى في اللجنة المختارة حيث أصغر المتدخلين لديه 18 عشرة سنة من التجربة كأستاذ جامعي. و للإضافة، فإن مسألة التخصص لا تعني التخصص الضيق ما دام أن الأعضاء كلهم درسوا في جميع مستويات الإجازة و ما فوق لأنهم أساتذة مشهود لهم بكفاءتهم البيداغوجية و اللغوية و يتقنون لغة التخصص. أضف إلى معلوماتك أنني و بصفتي رئيس المؤسس آنذاك كنت حريصا على تعيين لجنة ترفع من قدر الأستاذ المعني بالتأهيل طبقا للقانون. إن اللجنة المعينة كانت ذات نزاهة علمية و كفاءة بيداغوجية ، و لو كنت خارقا للقانون وقتها لتدخل السيد الرئيس الذي كان بعلم بالملف نظرا لأنه توصل برسالة إلكترونية ليلية توشي له بالحدث و تحكم على العملية بأنها خارقة القانون. أهذا تعامل يقوم به من كان من المفروض عليه الدفاع عن مصلحة الزملاء و ليس نعتهم بنعوت يندى لها الجبين؟ أما "الحلاوة" التي تحدثت عنها، فذقتها معظم أوقاتي التي قضيتها في هذه المؤسسة التي أعطتني الكثير و عرفت فيها أجمل أوقات حياتي المهنية و العلمية. لولا تلك المتعة في خدمة المؤسسة بكل مكوناتها لما قضيت 14 ساعة في اليوم منذ أن توليت المسؤولية كنائب للعميد و كعميد و أهدافي كلها مليئة بحسن نية لا يضاهيها إلا إيماني بالله. أعترف أنني أخطأت كسائر بني آدم الذي يريد أن يعمل، و لم أخطأ قط بنية الإساءة لا إلى زميل و لا إداري و لا طالب. و قد فحت بكلمة أتفق معك فيها تمام الاتفاق حينما قلت أن ما فعلته أنت و أنا سيبقى محفورا في ذاكرة هذه الكلية و أسوارها، و أضيف حتى في بناياتها و مرافقها الجديدة، و هذا ما سيشهد به التاريخ حينما نرحل، ولن يبقى إلا وجه الله و العمل الصالح. أما فيما يخص السرقات التي تمت بالكلية و التي أعتقد حسب الأعراف و القوانين أنني قمت فيها باللازم، فلم أتوصل بأي تقرير في الأمر من السلطات التي قامت بواجبها حينما قامت بزيارة لأماكن السرقة. أخبرني زميلي العزيز متى قلت لك أنني أعرف الجاني؟ قلت بالحرف في مجلس للكلية أن لدي شكوك لما توصلت إليه بعد تحرياتي الشخصية و التي كان من الواجب القيام بها و لكن الشكوك تبقى كذلك و ليست حقيقة و لا يمكنني أن أتهم أحدا انطلاقا من شكوك كما كنت تقوم به أنت في عدة مناسبات. فالمشكل مشكل من يتحرى في الموضوع و دوري ليس هو التطاول على اختصاص الآخرين. يكفيك زميلي العزيز أنني قمت بكل شرف و اعتزاز و مسؤولية وطنية و مهنية بدوري كرئيس لهذه المؤسسة المعطاءة، فكنت العميد و الأستاذ و الإداري و الباحث و المربي و المنظم للندوات و الناشر و المقاول و المحاسب المالي و المراقب و الكاتب و المساعد و العامل الاجتماعي و الطالب و الإعلامي، كل هذا و أنا كلي شغف و اعتزاز لأنني كنت في خدمة وطني أولا و مؤسستي بكل مكوناتها ثانيا، هذه المؤسسة التي أعطتني الكثير من الزملاء و الأصدقاء و التي ساعدتني على أن أرتقي في مهنتي و مسؤولياتي. و الحمد لله رب العلمين على نعمه و أولها نعمة الصحة و راحة البال. *أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب بمكناس عميد سابق بنفس الكلية