رصدت الصحف العربية الصادرة٬ اليوم الخميس٬ بالخصوص٬ تطورات الأزمة السورية٬ ومستجدات الأوضاع السياسية في مصر والعراق واليمن. كما تناولت ملف الأسرى الفلسطينيين٬ بمناسبة الذكرى السنوية ليوم الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي٬ وقضايا عربية ودولية مختلفة. وفي غياب حدث بارز على الصعيد المحلي٬ تنوعت المواضيع التي تناولتها الصحف المصرية وكان من بينها الإعلان عن موعد جديد لمحاكمة الرئيس السابق٬ حسني مبارك٬ ونقله إلى مستشفى السجن بعد أن كان يقضي سجنه الاحتياطي بمستشفى عسكري وكذا التكهنات بتغيير الحكومة وقضايا اقتصادية متنوعة. وكتبت صحيفة (المصري اليوم) تعليقا على قرار النائب العام بإعادة مبارك إلى مستشفى السجن٬ أن "ابتسامة مبارك تعيديه إلى (سجن)طرة" في إشارة إلى الابتسامة والتحية التي وجهها مبارك إلى أنصاره في قاعة المحكمة السبت الماضي. وأشارت الصحيفة إلى أن محكمة الاستئناف بالقاهرة حددت تاريخ 11 ماي المقبل كموعد لإعادة محاكمة الرئيس السابق بتهمة قتل المتظاهرين في الثورة والإضرار بالمال العام. أما صحيفة (الحرية والعدالة) فكان عنوانها الرئيسي "الشعب يحاكم المخلوع" في إشارة إلى الدعوة لتنظيم مليونية غد الجمعة والتي أعلنت جماعة الإخوان المسلمين المشاركة فيها إلى جانب قوى سياسية أخرى من أجل "تطهير القضاء" بعد صدور قرار الإفراج عن مبارك على ذمة قضية قتل المتظاهرين (استمر حبسه على ذمة قضايا أخرى). أما صحيفة (اليوم السابع) فواصلت متابعتها لاحتمالات تغيير الحكومة في مصر والذي كان من بين الشروط التي وضعتها المعارضة للمشاركة في الانتخابات. ونقلت الصحيفة تصريحات للمتحدث باسم الرئاسة أكد فيها أن تغيير حكومة هشام قنديل مجرد تكهنات. وبالرغم من ذلك فإن (اليوم السابع) واستنادا إلى مصادر لم تكشفها أكدت أن التعديل الحكومي سيشمل من 3 إلى 6 وزارات. وبخصوص الوضع الاقتصادي٬ كان الخبر الأبرز ما نشرته صحيفة (الحرية والعدالة) على صفحتها الأولى عن اعتزام تركيا تحويل مليار دولار كقرض لمصر٬ موضحة أن تحويل الأموال سيتم في غضون شهرين. وفي السياق نفسه نقلت (الأهرام) عن المتحدث باسم الرئاسة نفيه الأخبار التي نشرتها وكالات أنباء عن اتفاق مع الصين والهند روسيا٬ التي يزورها محمد مرسي غدا٬ على قروض بقيمة ستة مليارات دولار. وبالنسبة للصحف العربية الصادرة من لندن٬ نقلت صحيفة (القدس العربي) جانبا من التصريحات الأخيرة للرئيس السوري٬ بشار الأسد٬ التي أكد فيها أنه لا خيار له سوى الانتصار في الحرب الدائرة في بلاده منذ سنتين٬ وحذر من أن الفشل في ذلك سيعني نهاية سورية ككل٬ مضيفا أن الغرب سيدفع ثمن تمويله لتنظيم (القاعدة) في سورية٬ و"سيدفع الثمن لاحقا في قلب أوروبا وفي قلب الولاياتالمتحدة". كما نقلت (القدس العربي) عن الرئيس السوري قوله إنه أرسل مبعوثين إلى الاردن للإطلاع "على حقيقة ما وردنا من تقارير حول دور عمان في النزاع السوري٬ والمعلومات تؤكد وجود معسكرات تدريب ودخول آلاف المسلحين من الأردن الى سورية". أما صحيفة (الحياة) فنقلت عن وزير الخارجية الروسي٬ سيرغي لافروف٬ تحذيره من "أي تدخل عسكري" في سورية باعتبار أن ذلك يعزز دور مجموعات قريبة من تنظيم (القاعدة) في أوساط المعارضة٬ متهما في السياق ذاته مجموعة "أصدقاء سورية" بأنها تلعب دورا سلبيا في النزاع السوري. وبخصوص الوضع السياسي في مصر٬ نقلت صحيفة (العرب) عن مصادر مطلعة قولها إن الرئيس محمد مرسي يستعد للتخلي عن رئيس وزرائه٬ هشام قنديل٬ بعد صدور حكم قضائي بسجنه عاما وعزله من منصبه بتهمة الفساد وعدم تنفيذه حكما قضائيا سابقا في حقه. وأشارت الصحيفة إلى أن مرسي يستعد لتكليف محمد علي بشر٬ وزير التنمية المحلية٬ والذي ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين٬ بتشكيل حكومة جديدة خلفا لقنديل٬ مبرزة أن الرئيس مرسي كان ينتظر فرصة لإقالة قنديل الذي لم يحقق ما أرادته جماعة الإخوان المسلمين منه في ملفات كثيرة أهمها تفويت شركات حكومية لرجال أعمال من الجماعة. ومن جهة أخرى٬ كتبت صحيفة (الحياة) أن جماعة الإخوان المسلمين تستعد لحشد أنصارها غدا أمام دار القضاء العالي للاحتجاج على السلطة القضائية. وأوضحت أن الجماعة تعتبر أن القضاء المصري يستهدف حكم الرئيس مرسي ولاسيما بعد صدور قرار قضائي بإخلاء سبيل حسني مبارك على ذمة قضية قتل المتظاهرين بعد استنفاده مدة الحبس الاحتياطي المقررة قانونا٬ وصدور قرار أخر بحبس رئيس الوزراء هشام قنديل. وفي موضوع آخر٬ كتبت صحيفة (الشرق الأوسط)٬ أنه بينما كان الأمريكيون ينتظرون نتائج التحقيق في التفجيرين اللذين استهدفا ماراطون بوسطن الاثنين الماضي٬ استفاقوا أمس على قضية جديدة تفجرت بشكل مفاجئ٬ وتمثلت في تلقي السلطات رسالة تحوي "مادة مشبوهة" موجهة إلى الرئيس باراك أوباما٬ وأخرى موجهة إلى سيناتور جمهوري بها مادة "الريسين" السامة. وأشارت الصحيفة إلى إعلان أدوين دونوفان٬ المتحدث باسم الجهاز السري المكلف حماية الرئيس٬ أن مركز فرز بريد البيت الأبيض تلقى الثلاثاء رسالة موجهة إلى الرئيس تحتوي على مادة مشبوهة٬ من دون أن يقدم تفاصيل حول طبيعة المادة. من جهتها٬ ركزت الصحف الإماراتية اهتمامها على مستجدات الأوضاع السياسية في العراق واليمن. وأعربت صحيفة (الخليج) عن أملها في أن "تتجاوز القوى السياسية في اليمن خلافاتها التي تشكل مصدر تعثر للانطلاق نحو المستقبل المرجو للبلاد٬ مستقبل يصوغه اليمنيون بحكمتهم التي أظهروها بشكل جلي في الفترة الأخيرة". وقالت الصحيفة إن القرارات العسكرية الأخيرة التي اتخذها الرئيس اليمني وأزاح من خلالها الكثير من رموز التوتر العسكري في البلاد٬ "عكست حالة من الإدراك والوعي ولاسيما في مثل هذه الظروف الحساسة والمهمة التي يمر بها اليمن في الوقت الحاضر". لكن الأهم٬ تؤكد (الخليج) يتمثل في "ترك الأطراف السياسية اليمنية للرئيس هادي فرصة معالجة بقية الملفات الساخنة التي تواجه البلد من أبرزها إعادة توحيد أجهزة الأمن من أجل إعادة الأمن والاستقرار الذي افتقده المواطن اليمني خلال السنوات الماضية إضافة إلى معالجة الملفات الأخرى التي لا تقل أهمية عن الجيش والأمن والمتمثلة في معالجة الأوضاع الاقتصادية والأزمات في الجنوب وصعدة". من جانبها٬ أكدت صحيفة (البيان) أن وضع عراق ما بعد الاحتلال "لا يقل تعقيدا عن وضعه أيام وجوده٬ إذ رغم الانسحاب الأمريكي من الأراضي العراقية المثخنة بالجراح٬ إلا أن التركة الثقيلة الملقاة على عاتق أي نظام سياسي حاكم أو سيحكم هذا البلد لن تجعل إدارة الدفة والإبحار بالسفينة إلى بر الأمان أمرا يسيرا". وأضافت الصحيفة أن مجمل العوائق والأزمات التي تقف في طريق التعافي الكامل للجسد العراقي المنهك حاليا تندرج في معظمها تحت عاملين أساسيين لا ثالث لهما٬ يتمثلان في "انعدام وازع الثقة بين كافة الكيانات السياسية العراقية بفعل تنامي مظاهر التخوين والإقصاء والتهميش والتشكيك بينها٬ وفي صعوبة إعادة بناء المجتمع العراقي على أسس جديدة قوامها المواطنة والحس الوطني بعيدا عن المحاصصة الطائفية البغيضة التي خلفها الاحتلال". وانصب اهتمام افتتاحيات الصحف القطرية على ملف الأسرى الفلسطينيين٬ بمناسبة الذكرى السنوية ليوم الأسير الفلسطيني في سجون الاحتلال الاسرائيلي. واعتبرت صحيفة (الشرق) أن الأهم في هذه الذكرى "هو إثارة قضية الاسرى في الأممالمتحدة ومجلس الأمن بالتحديد٬ وضرورة أن تخرج قضيتهم إلى كافة المستويات الداخلية والخارجية" ٬ مشددة على أن يكون طرح هذه القضية "على قاعدة أنهم أسرى حرب٬ ومقاومة احتلال استيطاني توسعي قائم على القتل والتشريد والاعتقال والنفي والإبعاد لشعب عن أرض وطنه". وترى الصحيفة أنه على الفلسطينيين "العمل ضمن خطة منظمة٬ والاتفاق على كلمة سواء بشأن اعتبار قضية الأسرى هي محور النضال السلمي والعسكري للشعب الفلسطيني٬ وليست قضية ملحقة بأجندة التفاوض". وبلغة الارقام٬ ذكرت صحيفة (الراية) أن "قرابة خمس الشعب الفلسطيني دخل السجون منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي .. حيث يقدر عدد عمليات الاعتقال ضد الفلسطينيين منذ عام 1967 ب 800 ألف٬ أي أن أكثر من 20 في المائة من أبناء الشعب الفلسطيني دخلوا سجون الاحتلال لفترات وبطرق مختلفة". وأشارت الى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تزال تعتقل أكثر من 4500 معتقل٬ موزعين على أكثر من 27 معتقل٬ ومعسكرا لجيش الاحتلال٬ ومراكز إيقاف٬ مضيفة انها "اعتقلت أيضا ما يقارب 500 امرأة فلسطينية بقي منهن 120 أسيرة يقبعن في سجن (تلموند) الإسرائيلي كما اعتقلت نحو 50220 طفلا قاصرا أعمارهم أقل من 18 عاما لا زال 350 منهم داخل السجن". وبدورها٬ كتبت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها أنه "برغم كل ما ظلت تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من محاولات مستمرة للتغطية على جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان في فلسطين٬ إلا أن ضمير العالم ظل يقظا٬ تجاه كل تلك المحاولات"٬ مبرزة أن المواقف التضامنية العديدة٬ التي تتجسد حاليا على الساحتين الإقليمية والدولية٬ مع قضية الأسرى الفلسطينيين٬ كقضية تحتل الآن جهة الأحداث٬ "تمثل اعترافا من العالم أجمع بعدالة القضية الفلسطينية". وأكدت (الوطن) أن التضامن القوي٬ في الداخل الفلسطيني٬ مسنودا بمؤازرة الحكومات والشعوب في الساحتين العربية والدولية٬ والمواقف الدولية التي لا تتوانى في الاعتراف بفداحة الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين٬ "كل ذلك يعطي إشارات قوية بأن القضية الفلسطينية ستظل باستمرار موعودة بالمساندة المستمرة من كل أصحاب الضمائر المتيقظة في العالم الحر٬ في مشاركتهم للفلسطينيين في التعبير عن عدالة قضيتهم". ومن جانبها٬ اهتمت الصحف الأردنية بالمقابلة التي أجراها الرئيس بشار الأسد٬ أمس٬ مع قناة (الاخبارية) السورية٬ وبملف الأسرى الفلسطينيين٬ وبالصعوبات التي تواجهها حكومة عبد الله النسور لنيل ثقة مجلس النواب٬ بعد يومين من شروعه في مناقشة التصريح الحكومي. فبخصوص مقابلة الرئيس الأسد٬ كتبت صحيفة (السبيل) أن الرئيس السوري حذر "من امتداد الحرب المستمرة في سورية منذ أكثر من سنتين الى الاردن"٬ ونقلت عنه قوله "الحريق لا يتوقف عند حدودنا٬ والكل يعلم أن الاردن معرض كما هي سورية معرضة له". وعلى صعيد متصل٬ كتبت صحيفة (الرأي) في تحليل بعنوان "كيف نصمد أمام الزلزال السوري"٬ أن "الأردن لا يستطيع أن يرحل من جوار سورية ولا أن يغلق أبوابه على المروعين والمنكوبين السوريين٬ كما لا يستطيع أن يتقي خطط الارهاب المبيتة بعد سقوط النظام السوري"٬ مضيفة أن "القادم أعظم وخطير ويحمل في طياته الكثير من المفاجآت٬ وهناك أكثر من حبل من المشانق يتدلى٬ والمهم أن يظل عنقنا بعيدا وأن نخرج من هذه المحنة كما خرجنا من محنة العراق٬ وأن نراهن على إرادة شعبنا٬ الذي علينا أن نعطيه الأولوية في إعادة بناء توافقه الوطني". وفي موضوع الأسرى الفلسطينيين٬ كتبت صحيفة (الدستور) في افتتاحية تحت عنوان "إنقاذ الأسرى أولوية لا تحتمل التأخير"٬ أن قضية هؤلاء الأسرى "كشفت مأساة الشعب الفلسطيني٬ ومأساة أبنائه في سجون الاحتلال٬ وأسقطت القناع عن وجه العدو الصهيوني العنصري القبيح٬ ووضعت الأمة كلها أمام مسؤولياتها القومية والإنسانية٬ لإنقاذ أبنائها من الموت الصهيوني المحقق". وفي ما يتعلق بالصعوبات التي تواجهها حكومة النسور لنيل ثقة مجلس النواب٬ ذكرت صحيفة (الغد)٬ أن اليوم الثاني من مناقشات مجلس النواب للتصريح الحكومي "أظهر صعوبات حقيقية٬ تواجه الحكومة لتتمكن من عبور اختبار الثقة٬ حيث يرى نواب أن الحكومة في وضع حرج٬ وأن عدد الحاجبين يرتفع يوميا٬ وخاصة في ظل وجود فريق نيابي واسع٬ يعمل على إفشال الحكومة برلمانيا وعدم منحها الثقة". وأشارت إلى أنه في الجهة المقابلة٬ يتوقع تيار ثان أن تجتاز الحكومة اختبار الثقة٬ بأصوات ضئيلة٬ تلامس حاجز ال77 صوتا٬ أو أكثر بصوتين٬ فيما تتواصل اتصالات ومشاورات متناقضة٬ بين مناصري إسقاط الحكومة برلمانيا٬ وبين من يدعون لدعمها٬ للحصول على أدنى حد ممكن لنجاة الحكومة من السقوط. ومن بين المواضيع التي استأثرت باهتمام الصحف التونسية٬ متابعة الحوار الوطني بين أحزاب الأغلبية والمعارضة٬ وعودة التوتر إلى شوارع مدينة بنزرت على إثر الاحتجاجات وأعمال الشغب التي عرفتها المدينة بعد إقصاء النادي البنزرتي من الصعود إلى المرحلة النهائية من منافسات دوري كرة القدم٬ بالإضافة إلى الوضعية الحالية التي تشهدها جامعة الدول العربية. بالنسبة للحوار الوطني٬ الذي دعت إليه رئاسة الجمهورية للاتفاق حول أهم الاستحقاقات السياسية القادمة وفي مقدمتها تاريخ الانتخابات والانتهاء من كتابة الدستور٬ قالت صحيفة (الصريح) نقلا عن مصادر الأحزاب المشاركة أنه تم الاتفاق حتى الآن على تنظيم الانتخابات التشريعية والرئاسية خلال الثلاثة أشهر الأخيرة من السنة الجارية على أن يكون 29 ديسمبر الموعد الأقصى لذلك. وأضافت أن الأوضاع الأمنية في البلاد ومقاومة العنف سيكون من بين أبرز المواضيع التي سيركز عليها الحوار في جلساته القادمة٬ والتي تشارك فيه تسعة أحزاب سياسية من بينها ثلاثة مشاركة في الائتلاف الحاكم. بخصوص الوضع في مدينة بنزرت٬ كتبت ذات الصحيفة في تقرير لها تحت عنوان: "بنزرت تحت كف عفريت.. المدينة تحترق والمواطنون يطلبون النجدة"٬ أن الأوضاع تنفجر من جديد وقوات الجيش تنتشر في المدينة بعد أن تواصلت لليوم الثالث على التوالي الاشتباكات في الشوارع بين رجال الأمن من مختلف الوحدات وبين مجموعات المشاغبين المحسوبين على أنصار النادي البنزرتي. وأضافت أن قوات الأمن أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع مما أدى إلى حالات إغماء وإصابات بين المواطنين٬ كما تعرضت العديد من المحلات الخاصة والعامة إلى الاعتداءات وعمليات السرقة والنهب وتهشيم السيارات والواجهات الزجاجية للمحلات التجارية٬ مشيرة أيضا إلى أن مدرعات الحرس الوطني (الدرك) انتشرت وسط المدينة التي وصلتها تعزيزات ودوريات للقيام بمعليات تمشيط موسعة لفرض الأمن والقبض على مثيري الشغب. من جهة أخرى٬ خصصت يومية (الصباح) افتتاحيتها تحت عنوان "حين تحيد الجامعة العربية عن الثوابت" للتعليق على طلب الأخضر الإبراهيمي٬ المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة إلى سوريا٬ تعديل دوره كوسيط دولي للسلام في الصراع الدائر في هذا البلد ليصبح مبعوثا أمميا دون أي ارتباط رسمي بالجامعة. واعتبرت الصحيفة أن في ذلك "رسالة واضحة عن مدى الإحباط الذي أصابه إزاء أداء الجامعة التي كان مرادا منها أن تكون جامعة للدول العربية وموحدة لها على جملة من المبادئ والثوابت (..) في مقدمتها تعزيز العمل العربي المشترك وخدمة المصالح العربية الشاملة خارج كل أجندات أجنبية والسعي إلى إيجاد حلول للمشاكل التي قد تطرأ سواء بين بعض الدول العربية الأعضاء أو داخل إحداها بالوسائل السياسية قبل أية وسائل أخرى بما يحفظ وحدة تلك البلدان وسيادتها واستقلالها". وقالت إن هذه الثوابت "بتنا نشهد بصورة جلية تراجعا في الالتزام بها من قبل الجامعة الموقرة منذ تفجر ثورات الربيع العربي٬ حيث حل محلها الارتجال واتخاذ قرارات ذات طابع انفعالي". وخلصت الصحيفة إلى أن الوضع الحالي للجامعة العربية هو "إقرار صريح بفشل المنظومة العربية بصيغتها الحالية في الاضطلاع بالمهام وتحقيق الأهداف التي تأسست من أجلها الجامعة". أما الصحف الجزائرية فقد اهتمت بالإضرابات القطاعية التي تجتاح الجزائر٬ ورحيل رئيس المجلس الأعلى للدولة سابقا٬ علي كافي٬ الذي ووري الثرى أمس بالعاصمة الجزائر. ونشرت الصحف نسب نجاح الإضرابات القطاعية٬ فيما علقت صحيفة (الشروق) على ذلك بأن "الحكومة تواجه غضبا وسط الجبهة الاجتماعية هذه الأيام٬ بانتفاضة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وموظفي قطاعي التربية والصحة٬ حيث تجسدت بإضرابات متوالية للمطالبة بجملة من الانشغالات المهنية والاجتماعية وفي مقدمتها المطالبة ببعض المنح". وفي خضم هذا الحراك الاجتماعي الذي يتزامن وأزمة سياسية تمر بها البلاد حيث تعاني مجموعة من الأحزاب الجزائرية خاصة العريقة منها مشاكل داخلية٬ نقلت صحيفة (المواطن) أن مجموعة من الأحزاب للدفاع عن الذاكرة والسيادة حملت٬ أمس٬ السلطة "مسؤولية الفشل في تسيير الأزمات التي تعرفها البلاد واللجوء إلى الحلول الظرفية بذل الاتجاه نحو الحلول الجذرية٬ واتباع سياسة الهروب إلى الأمام". ودعت هذه الأحزاب "إلى فتح حوار سياسي لمعالجة الأوضاع الراهنة٬ وبلورة مشروع وطني جامع تساهم فيه جميع مكونات الساحة السياسية". وتركز اهتمام الصحف الليبية على قضايا داخلية تستأثر باهتمام الرأي العام المحلي وتهم مجالات الامن والسياسة والاقتصاد. ففي الجانب الأمني٬ أبرزت (صحيفة البلاد الآن) الدعوة التي وجهها رئيس الاركان العامة للجيش الليبي٬ اللواء يوسف المنقوش٬ الى جميع العسكريين ب "الامتناع عن المشاركة في أي نشاطات سياسية أو تحركات شعبية مهما كانت الدواعي لها"٬ مشيرة الى أن هذه الدعوة جاءت على خلفية قيام إحدى الطائرات العسكرية بإلقاء مناشير تدعو الى مظاهرة شعبية في مدينة بنغازي. ونقلت الصحيفة عن المنقوش قوله إن المؤسسة العسكرية "مؤسسة وطنية وليست محسوبة على أي كان٬ وتقف على مسافة واحدة من الجميع"٬ معتبرا أن المظاهرات والاعتصامات "أعمال مدنية بحتة ولا علاقة للعسكريين بها". من جهتها٬ اهتمت صحيفة (الغد) بالتعاون الأمني بين ليبيا ودولة الامارات العربية المتحدة٬ مشيرة الى أن هذا الموضوع كان مثار بحث في لقاء جمع وزير الداخلية الليبي٬ عاشور شوايل٬ وسفير الإمارات لدى ليبيا. كما واكبت الصحيفة العملية التي تنفذها قوة أمنية مشتركة بالعاصمة طرابلس والتي تروم "إزالة الأبنية والمحلات العشوائية التي يستغل بعضها لتصريف مواد غذائية منتهية الصلاحية وترويج المخدرات". على المستوى السياسي٬ اهتمت صحيفة (ليبيا الجديدة) بمطالبة المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام٬ عمر احميدان٬ ب"الالتزام بما تصدره دار الافتاء من آراء وفتاوى فقهية"٬ مؤكدا أن هذه الأخيرة "هي جزء من مكونات الدولة وتؤدي المهام الموكولة اليها على أكمل وجه". ونقلت الصحيفة عن المتحدث قوله "لا ينبغي إصدار أي قانون أو تشريع يخالف ما جاءت به الشريعة الاسلامية"٬ دعيا الى احترام الآراء التي تصدر بهذا الشأن عن دار الافتاء. أما صحيفة (فبراير) فتناولت قضية اعتقال الصحفي الليبي٬ عمارة الخطابي٬ على خلفية اتهامات بالإساءة الى سلك القضاء. ونقلت عن محامي الخطابي قوله إن هذا الاخير يعاني من وضع صحي سيء. ودعت (فبراير) الصحفيين والإعلاميين الليبيين الى المشاركة بكثافة في الوقفة الاحتجاجية التي ستنظم اليوم أمام (مجمع المحاكم) بالعاصمة طرابلس للمطالبة بالإفراج عن الخطابي. على الصعيد الاقتصادي٬ تداولت الصحف تصريحات لوزير الاقتصاد كشف فيها أن الاقتصاد الليبي سيحقق خلال السنة الجارية نسبة نمو تقدر بثلاثة في المئة مدعوما في ذلك بمستوى إنتاج ليبيا من النفط الذي يصل حاليا الى 5ر1 مليون برميل يوميا.