قال علي شرود، خبير مناخي، إن التساقطات المطرية والثلجية وموجة البرد التي عرفتها المملكة لا تعتبر استثناء وإنما هي حالة عامة لنظام توازنات تتبعه الطبيعة. وأوضح شرود، ضمن تصريح لهسبريس، أن موجات البرد والتيارات الهوائية القادمة من الشمال والشمال الشرقي ومن القارة العجوز، وبالأخص إسبانيا مؤخرا، هي سبب هذه التساقطات المطرية والثلجية. وقال المتحدث ذاته: "الكل لاحظ أن مدريد تعرف تساقطات لم تعرفها منذ خمسين سنة.. ومن الطبيعي أن تكون هناك تأثير على الجارة الجنوبية، أي المملكة المغربية". وأكد الخبير المناخي أن التيارات الهوائية الباردة الصاعدة تمكن من تكتل هواء بارد؛ وهو الهواء الذي يمكنه أن يتكتل عبر التيارات الصاعدة ليصل إلى المنطقة الشمالية من قارة إفريقيا. وتابع: "نعاني من نفس البرد، ونستمتع بمقدار من الأمطار لم تعرفها المملكة من قبل؛ وفي وقت وجيز". وأشار شرود إلى أن "التساقطات الثلجية، في مناطق كثيرة وليس في المرتفعات وحدها، تكوّن لنا مخزونا مائيا في البحيرات والضايات والأنهار فضلا عن السدود". وأشاد الخبير بسياسة المغرب المائية التي قضت بإنشاء السدود منذ عهد الحسن الثاني، قائلا إنها "سياسة حكيمة توفر لنا المخزون المائي، وتوفر الماء من أجل السقي ومن أجل الشرب". كما قال شرود، في التصريح نفسه، إن "التساقطات المطرية الأخيرة مكنت المملكة من أن تعرف ،في بعض من سدودها، الوصول إلى حقينة مائية مهمة". وأضاف أن "الحصيلة الأكثر أهمية تبرز في المياه الجوفية، وهي مياه متحركة مكنت الناس من العيش آلاف السنين دون التأثر بعوامل كثيرة؛ بينها الجاذبية والصخور التي تمر بها". وأشار شرود إلى أنه "بعد التراجع المخيف في السنوات الفارطة في مخزون السدود وسنوات الجفاف، عادت الأمطار لتنعش حقينة السدود والأرض"، مشددا على أن "كل شيء له علاقة بالتأثيرات المناخية بصفة عامة، وتقلبات الطقس بصفة خاصة". وأشار شرود إلى أن "التساقطات الأخيرة أعطت آمالا بتخزين مياه الأمطار؛ مما سيوفر الأمن الغذائي عبر ضمان حاجيات سقي آلاف الهكتارات الزراعية". كما اعتبر المتحدث ذاته أنه "ليس المغرب فقط ولكن دول العالم بصفة عامة تركز على المخزون المائي الذي يضمن السيادة الغذائية. الماء هو سر الحياة، وهو الذي يمكن أن يوفر لبلد أمنه في الحياة والغذاء". جدير بالذكر أن حقينة السدود على المستوى الوطني وصلت 6057.2 مليون متر مكعب، حتى 8 يناير الجاري، مسجلة بذلك نسبة ملء تقدر ب38.8 في المائة، مقابل 7681.6 مليون متر مكعب (49.3 في المائة) خلال الفترة نفسها من السنة المنصرمة. وحسب معطيات حول الوضعية اليومية الخاصة ب63 سدا، نشرها تطبيق "موردام" التابع لوزارة التجهيز والنقل واللوجستيك والماء بعد التساقطات المهمة التي تعرفها المملكة، فإن 5 سدود بلغت مستوى قياسيا بمعدل ملء يعادل 100 في المائة.