أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها مختلف حواضر وقرى المملكة حقينة السدود، التي تراجع مخزونها المائي خلال الأشهر الماضية بسبب ضعف الأمطار وتأخرها؛ وهو ما تسبب في عودة "شبح العطش" الذي بات يهدد مجموعة من الجهات، لا سيما المتمركزة في جنوب ووسط المغرب، من قبيل سوس ودرعة تافيلالت. ووفقاً لشهادات محلية متتبعة للمجال البيئي، فقد ساهمت التساقطات المطرية والثلجية في رفع نسبة ملء بعض السدود الكبرى؛ الأمر الذي أدى إلى تحسن مستوى المخزون المائي في الأيام الماضية، ما سيضمن انطلاقة جيدة للموسم الفلاحي في الدوائر السقوية. بخصوص الحقينة اليومية للسدود، تفيد البيانات الأخيرة التي أصدرتها مصالح قطاع الماء بوزارة التجهيز بأن مخزون المياه في بعض السدود عرف انتعاشاً نسبياً، اليوم الاثنين؛ من قبيل سد واد المخازن الذي بلغت نسبة ملئه 79.1 في المائة، ووصلت نسبة الملء أيضا إلى 55.9 في سد طنجة المتوسط، وسد "سمير" الذي بلغت نسبة ملئه 65.8 في المائة. وعلى الرغم من أهمية التساقطات المطرية في بعض السدود خلال الأيام الأخيرة، فإن المستوى الإجمالي لحقينة السدود ما زال ضعيفاً، حيث بلغت، اليوم، ما قدره 35.6 في المائة، أي ما يوازي 5.5 مليارات متر مكعب، مقابل 45.8 في المائة في اليوم نفسه من العام الماضي، الذي تجاوز 7.1 مليار متر مكعب. وما زالت مجموعة من السدود المائية تعرف نقصاً كبيرا في نسبة الملء، لعل أبرزها سدود أحمد الحنصالي ويعقوب المنصور ولالة تكركوست والمسيرة وعبد المومن والمختار السوسي والحسن الداخل، بفعل التداعيات المناخية التي تعرفها منطقة شمال إفريقيا. ويتوقع الخبراء استمرار تراجع حقينة السدود خلال فصل الصيف من العام الجاري بسبب العوامل الطبيعية المرتبطة بالتبخر، والاستهلاك المكثف لهذه المادة الطبيعية، سواء في الوسط الحضري أو القروي أو في القطاع الزراعي. يشار إلى أن المغرب يتوفر حاليا على 145 من السدود الكبرى، و250 سدا صغيرا، وينتظر أن يتم تشييد 20 سدا جديدا خلال الفترة الممتدة ما بين 2020 و2027، بسعة تصل إلى 5.38 مليار متر مكعب، بغلاف مالي قيمته 115 مليار درهم.