توج المغربيان يونس الزواين، وهو أستاذ جامعي ومترجم وأستاذ الأدبين الفرنسي والمقارن والترجمة بالكلية متعددة التخصصات بتازة – جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، وعبد الحق بتكمنتي، وهو شاعر ومترجم ومصطلحي، وأستاذ بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس- مكناس، بجائزة ابن خلدون – سنغور للترجمة في دورتها الثالثة عشرة 2020. وفاز المغربيان بهذه الجائزة الدولية للترجمة، التي تمنحها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) والمنظمة الدولية للفرنكفونية، عن ترجمتهما، من الفرنسية إلى العربية، كتاب "الجهادية: عودة القربان"le Djihadisme: retour du sacrifice للفيلسوف الفرنسي المعاصر jacob rogozinski جاكوب ركوزينسكي، الصادر سنة 2017 عن دار النشر Desclée de Brouwer بفرنسا، فيما صدرت الترجمة عن مؤسسة "مؤمنون بلاد حدود" سنة 2020 بلبنان. وأعلنت لجنة التحكيم بالإجماع فوز المغربيين، مشيدة بجودة الترجمة وقيمة الكتاب وأهمية الموضوع. وتتكون هذه اللجنة من محمد محجوب، أستاذ الفلسفة التأويلية بالجامعة التونسية والمدير السابق لمعهد تونس للترجمة، وبسام بركة، لساني لبناني وأمين عام سابق لاتحاد المترجمين العرب، وفائزة القاسم، أستاذة بالمدرسة العليا للمترجمين بباريس، وزهيدة دريوش جبور، أستاذة الأدب الفرنسي بالجامعة اللبنانية، وهناء صبحي، مترجمة وأستاذة الأدب الفرنسي بجامعة السوربون بباريس. ويعد الكتاب المترجم أول دراسة فلسفية للظاهرة الجهادية، يقدم من خلاله الكاتب قراءة عميقة للحركات الجهادية، كاشفا انغراسها في العمق الأنثربولوجي والتاريخي والسياسي والديني للمجتمعات، قديمها وحديثها، معتمدا في مقاربة الموضوع، من ناحية أجهزة الإيمان وأجهزة الترهيب، على مفهوم الجهاز الفوكوي dispositif بنوع من التجديد والتطوير والاجتهاد. ويؤكد الكاتب في معالجته لهذه القضية أن "الجهاديين يتصورون موتهم هبة قربانية، أي هبة الذات التي يجب أن تمر بتدمير ذاتي، مما يحقق "عودة القربان" في شكل جديد مكتسبا دلالته ومكتسبا أبعاده عبر تنشيطه للخطاطات الحاضرة في النصوص المقدسة الممتدة عبر التاريخ". وعلى سبيل تجاوز الوضع، يقترح الكاتب "استعادة الكنوز المفقودة للإسلام كفصل الإسلام الأول للدين عن الدولة، والعقلانية الرشدية والصوفية.. وغير ذلك".