يقوم وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، بجولة إفريقية تتمحور أساساً حول ملف الصحراء المغربية، وذلك بعد الهزائم الدبلوماسية التي منيت بها جبهة البوليساريو الانفصالية. وبعد جنوب إفريقيا، توجه وزير الخارجية الجزائري، الأربعاء، إلى مملكة ليسوتو، حيث ناقش تطورات ملف الصحراء المغربية مع الوزير الأول مويكيتسي ماجورو، ونظيره ماتسيبو راماكواي. وكانت ليسوتو علقت اعترافها بالجمهورية الوهمية، لكنها تراجعت عن ذلك بعد تنصيب الحكومة الجديدة، وهو ما أثار حينها انزعاج المغرب بعدما تبين أن مواقف هذا البلد الإفريقي متذبذبة وتخضع لضغوطات جنوب إفريقيا. وأكدت الجزائر وليسوتو "ضرورة أن يعمل الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة بالتشاور من أجل إطلاق مسار حقيقي من شأنه استكمال مسار تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية". كما اتفق الطرفان على "ضرورة تعميق التنسيق داخل المنظمات الإقليمية والدولية للدفاع عن مبادئ القانون الدولي وتحقيق أهداف المنظمة القارية في مجالات السلم والأمن". وتركز جولة وزير الخارجية الجزائري على الدول المعادية للمغرب، إذ يقوم الوزير صبري بوقادوم اليوم الخميس في ثالث محطة له بزيارة إلى أنغولا، وهي دولة تعترف بالجمهورية الوهمية وتقيم علاقات دبلوماسية معها. وكشفت مصادر جزائرية أن تحرك وزير الخارجية بوقادوم يأتي عقب الزيارة التاريخية التي قام بها وفد أمريكي رفيع المستوى إلى مدينة الداخلة المغربية، لتنزيل إجراءات افتتاح قنصلية واشنطن وإطلاق استثمارات بملايير الدولارات. ويبدو أن الجزائر استنفرت دبلوماسيتها لتجييش دول إفريقية ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية، لاسيما بعدما بات المنتظم الدولي مقتنعاً بمبادرة الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية، خصوصا بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية، وهي الخطوة المرتقب أن تشجع دولا كبرى على تبني موقف داعم للمملكة بدل التموقع إلى جانب مقاربة الأممالمتحدة التي فشلت في إيجاد حل لهذا النزاع الإقليمي. وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وجه من مدينة الداخلة رسائل إلى من يهمهم الأمر، وأكد أن المغرب ملتزم باتفاق وقف إطلاق النار بالصحراء المغربية لكنه سيرد بقوة على أي تهديد لاستقراره وطمأنينة ساكنته. وفي كلمة له خلال زيارة الوفد الأمريكي إلى مقر قنصلية واشنطن المؤقت بالداخلة، شدد بوريطة على أن المسلسل الأممي لحل نزاع الصحراء له محدداته وعناصره غير القابلة للتفاوض والنقاش، مضيفا أنه "لا حل لهذا النزاع المفتعل إلا في إطار مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية".