نظمت تنسيقية الطريقة التيجانية في دكار، السبت، الدورة الأربعين ل"الأيام الثقافية الإسلامية"، وهي تظاهرة سنوية تقام تحت رعاية الملك محمد السادس، والرئاسة الشرفية للرئيس السنغالي ماكي سال. وبسبب الوضعية الوبائية الناجمة عن كوفيد-19، أقيمت نسخة 2021 من هذا الحدث الديني المهم أيضا تحت رعاية الخليفة العام للطريقة التيجانية، سيرين باباكار (مباي) منصور سي، عبر الإنترنت من خلال "مؤتمر كبير" متلفز. وتميز حفل افتتاح هذا الحدث بمشاركة وفد مغربي ضم على وجه الخصوص طالب برادة، سفير المغرب في دكار، ومحمد رفقي، الأمين العام لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، وعبد اللطيف بغدوري أشكاري، مسؤول كبير في مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، فيما حظي أعضاء الوفد المغربي، كالعادة، بترحيب حار من قبل القيمين على الطريقة التيجانية وممثلي مختلف عائلات الطريقة. وفي بداية هذا الحفل، التمس الحاج تيديان غاي، رئيس تنسيقية الطريقة التيجانية في دكار، من أعضاء الوفد المغربي نقل خالص الشكر وامتنان أعضاء التنسيقية إلى الملك محمد السادس، أمير المؤمنين، على الرعاية السامية والاهتمام الخاص الذي أحاط به على الدوام الطريقة التيجانية في دكار، وكذلك جميع العائلات الدينية في السنغال. وقال المتحدث ذاته إن الرعاية السامية التي ما فتئ الملك محمد السادس "يحيطنا بها تعكس الاهتمام الكبير لأمير المؤمنين ودعمه المستمر لانعقاد الأيام الثقافية الإسلامية في دكار في أفضل الظروف"، مبرزا المبادرات النبيلة والجهود التي يبذلها الملك للدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين حول العالم. وبعد أن أبرز الدور والدعم الكبيرين اللذين ما فتئ الملك محمد السادس يقوم بهما لخدمة الإسلام والحفاظ على تراثه وتعزيز القيم السامية للدين الحنيف، أكد على بعد نظر وحكمة الملك، الأمر الذي أدى على وجه الخصوص إلى إنشاء مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، التي تبشر بنهضة حقيقية للقارة الأفريقية. وفي كلمة باسم الوفد المغربي، شدد بغدوري أشكاري على الاهتمام الخاص والرعاية السامية للملك محمد السادس لفائدة مريدي الطريقة التيجانية في السنغال، ومختلف الطرق والعائلات الدينية في هذا البلد الإفريقي الشقيق، مبرزا "متانة وعمق أواصر الأخوة القائمة بين الشعبين المغربي والسنغالي، والتي يحرص قائدا البلدين، الملك محمد السادس وشقيقه رئيس جمهورية السنغال، ماكي سال، حاليا على توطيدها". وتحظى الأيام الثقافية الإسلامية في دكار، التي تصادف نسختها الأربعين هذا العام، بمباركة الملك، أمير المؤمنين، وتشكل موعدا سنويا للتقوى والأجواء الروحانية المفعمة بالورع والخشوع والذكر. وأشاد خليفة لو، عضو المجلس الأعلى لمؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة والسكرتير الإداري للقسم السنغالي بالمؤسسة، بمشاركة الوفد المغربي في هذا الحدث، مؤكدا على الرمزية العالية لهذه المشاركة التي تجسد، مرة أخرى، عمق العلاقات العريقة القائمة بين السنغال والمغرب والروابط المتينة بين ملوك المغرب والطريقة التيجانية في السنغال وإفريقيا، مشيرا إلى أن الجميع ممتن للملك محمد السادس على كل ما يقوم به كملك للأمل والعمل، من أجل تكريس قيم الإسلام الوسطي. وكان حدث "الأيام الثقافية الإسلامية" في دكار، الأكبر والأهم بالنسبة للطريقة التيجانية في السنغال، قد حظي منذ عام 1986 بالرعاية السامية للملك الراحل الحسن الثاني، ثم بالرعاية السامية لأمير المؤمنين الملك محمد السادس، حيث تروم هذه الأيام، بالأساس، بحسب المنظمين، النهوض بقيم السلام والتسامح والتعايش بين الشعوب. ويقام هذا الحدث، الذي يستقطب كل سنة الآلاف من أتباع الطريقة التيجانية، في نسخته الأربعين، من خلال "مؤتمر كبير" متلفز، بسبب الوضعية الوبائية الناجمة عن كوفيد-19.