خاضَ عشرات السلفيين وقفة احتجاج، زوال اليوم عقب صلاة الجمعة، بأبواب عدد من مساجد المغرب.. وذلك تلبية لدعوة عمّمتها اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، ومنها الوقفة الاحتجاجية التي تمّت أمام مسجد حمزة، في حي سيدي موسى بمدينة سلا، منتقدة "الحملة الإعلامية التضليلية التي تقوم بها قناة Medi1tv في برنامجها مسرح الجريمة". البيان الذي تُلي أثناء الوقفة الاحتجاجية اتهم البرنامجَ المذكور ب"الابتعاد عن الحيادية، وتناول موضوع المعتقلين الإسلاميين على خلفية قانون الإرهاب من زاوية نظر واحدة، دون الاستماع إلى الطرف الآخر، الممثل في أهاليهم، وعدم الرجوع ، من الناحية القانونية، إلى ذوي الاختصاص في الدفاع عن تلك القضايا، والموكّلين من طرف المتهمين للوقوف على التفاصيل الدقيقة للقضية". واتهم البيان البرنامج ب"بتقديم وقائع وأحداث كلها كذب وافتراء، مثل حالة المعتقل الرايدي". وقال عصام الشويدر، منسق اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بسلا، في تصريح لهسريس على هامش الوقفة الاحتجاجية، إنّ اللجنة لا تطالب بوقف برنامج "مسرح الجريمة"، بقدر ما تطالب بأن يكون البرنامج مهنيا ومنصفا، عبر استدعاء الطرف الآخر الذي يمثل المعتقلين الإسلاميين إلى البرنامج. وأضاف قائلا "ما يقوم به البرنامج يدلّ على أن ثمّة خلفية معيّنة تدفع بالقناة إلى تغييب رأي من يمثل المعتقلين الإسلاميين، خصوصا في هذا الظرف الذي تبحث فيه الدولة والمجتمع المدني عن حلحَلة لملف المعتقلين على خلفية قانون الإرهاب"، ولمّح المتحدث ذاته إلى أنّ رغبة فرنسا في "العودة بقوة إلى الساحة الدولية، عبر خوضها حربا ضدّ الإرهاب، قد تكون من بين الخلفيات"، مضيفا "نحن لا نقول إنّ القناة مدفوعة من فرنسا، ولكن هناك خلفيات وهناك أشخاص لا يريدون حلّ هذا الملف". وشرح الشويدر كلامه بقوله إن هناك خوفا يسود وسط بعض المسؤولين عن الأجهزة، حُيالَ مبادرة الدولة بالبحث عن حلحلة ملف المعتقلين الإسلاميين، "خشية كشف أسمائهم ومحاسبتهم، لذلك يلجؤون إلى حرب عدائية ضد المعتقلين الإسلاميين، للحيلولة دون إيجاد حل لملف المعتقلين". ويضيف المتحدث أنّ هناك من يعتاش من ملف الإرهاب، "حيث كلما أثيرت قضية وجود الإرهاب في المغرب يأتي التمويل الخارجي من أجل محاربته، وهو ما جعل أشخاصا يغتنون من هذا الملف". وبخصوص تعامل الدولة مع ملف المعتقلين الإسلاميين بقانون الإرهاب، قال منسق اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين بسلا، "إن هناك نية لحلّ الملف، بعدما بدأ التعامل شيئا ما بنوع من الإنصاف، ولم يعد كما كان من قبل، لكن هناك أطراف مستفيدة من هذا الملف تريد إبقاء الوضع على ما هو عليه".