دفاع المتهمين: على الصحفي أن لا يلبس جبة الأمني حميد المهدوي - قال خليل الهاشمي الإدريسي، دفاع المتهمين في "ملف أركانة" إنهم بصدد الترتيبات الأخيرة قبل التوجه إلى المحكمة الإدارية لمقاضاة قناة "ميدي1 تيفي" على خلفية ما بثته الأخيرة في برنامجها "مسرح الجريمة" بخصوص بموكليه. وفي سياق ذي صلة، يتظاهر السلفيون ، بعد ظهر الجمعة 5 أبريل بعدد من مساجد المملكة، بدعوة من "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين" احتجاجا على هذا على نفس البرنامج ونفس القضية. وتأتي هذه الوقفات الاحتجاجية، وفقا لأنس الحلوي، نائب رئيس "اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلامين" احتجاجا على إدارة قناة "ميدي1 تيفي" التي لم تحترم حرمة القضاء عندما تناولت قضايا لازالت معروضة على المحاكم. ويتهم الحلوي في تصريحه للموقع القناة بشحن وتأليب الرأي العام المغربي ضد المعتقلين الإسلاميين، بناء على رواية أمنية يطعن المعتقلون في صحتها إضافة إلى أن ما ورد في البرنامج من معطيات حول المعتقلين هي معطيات "كاذبة"، منتقدا بشدة اقتصار القناة على رواية واحدة دون الاستماع للمتهمين أو لذويهم أو دفاعهم "كما تقتضي أصول وقواعد مهنة الصحافة" يضيف الحلوي. مقدم البرنامج: لم نؤثر على القضاء وملفات الإرهاب ليست مقدسة محمد السعدوني، رئيس التحرير ومقدم برنامج "مسرح الجريمة" يستغرب للأبعاد التي أخذها البرنامج ويؤكد على أن ردود الفعل تجاه الأخير هي فقط عملية مفتعلة قبل أن يتساءل عما إذا كانت ملفات "الإرهاب مقدسة" ماداموا ظلوا لثلاث سنوات يقدمون البرنامج حول جرائم معينة دون أن يثير ذلك ما أثارته الحلقات التي تناولت ملف المعتقلين على خلفية "قانون الإرهاب". وينفي السعدوني في تصريحه لموقع "لكم. كوم"، أن تكون القناة عبر برنامجها قد أثرت على القضاء، مُشيرا إلى أن معظم القضايا التي تناولها البرنامج صدر فيها حكم قضائي نهائي؛ لأن القضاء، يضيف السعدوني موضحا، درجتين هما: الدرجة الابتدائية ثم الدرجة الإستئنائية في حين محكمة النقض تبقى فقط محكمة قانون وليست محكمة موضوع. بدوره معاد غاندي مُنتج البرنامج لا يرى خرقا أو خطأ في تناول قضية صدرت فيها أحكام قضائية نهائية، مشيرا شأنه شأن السعدوني إلى أن مصطفى الرميد وزير العدل والحريات سبق له وأن صرح بأن أي قضية صدرت فيها أحكام قضائية تصبح ملكا عموميا يمكن تناولها إعلاميا. "كيف يُعقل أن نصف الأحكام بأنها نهائية ومحكمة النقض لها سلطة إبطالها"؟ خليل الإدريسي الهاشمي، وهو دفاع معتقلي "أركانة"، يعود إلى القانون ليدحض دفوعات غاندي والسعدوني بخصوص عدم التأثير على القضاء؛ حيث يقول: "بالرجوع إلى المقتضيات المنظمة للطعن بالنقض نجد أن محكمة النقض بوصفها محكمة تُراقب مدى احترام تطبيق القانون بشكل سليم مع صلاحية إبطال ونقض جميع القرارات التي تُحال عليها مما يستوجب إعادة المحاكمات موضوع النقض والبث فيها من جديد وفق ملاحظات محكمة النقض، وهذا قد يؤدي في كثير من الأحيان إلى تمتيع متهمين بالبراءة، بعدما كانوا قد أدينوا بموجب القرار المنقوض". ويؤكد الإدريسي على أن الأحكام لازالت موضوع مناقشة من طرف هيئة قضائية لا يُمكن التأثير عليها بأي حال من الأحوال، مُشيرا إلى أنه عندما تحدث المشرع عن عدم التأثير على القضاء لم يميز بين قضاء القانون وقضاء الموضوع" يقول الهاشمي الإدريسي، قبل أن يضيف متسائلا: "كيف يُعقل أن نصف الأحكام الإستئنافية بأنها نهائية ومحكمة النقض لها سلطة إبطالها"؟ مقدم البرنامج يستغرب لهذه الحملة ضد القناة ويقول كيف لكل هذا ان يجري والمتهم الرئيسي في خلية اركانة أعاد تمثيل ما قام به أمام العالم؟ الإدريسي من موقعه كمحامي ودفاع المتهمين، يشير إلى أن الصحفي ليس جهة قضائية بل هو صحفي مهمته البحث عن الحقيقة بعيدا عن رواية واحدة وهي الرواية الأمنية. ويؤكد الإدريسي على أن الصحفي مُتحرر بطبيعته كصحفي، وبالتالي لا يجب عليه أن يقتصر على وجهة نظر واحدة، مشيرا إلى الدور الذي لعبته الصحافة في قضية عمر الرداد في فرنسا بعد أن صدرت الأحكام وطوى النسيان القضية قبل أن يعيد تحقيق صحفي الملف إلى مجراه الصحيح. وتساءل الإدريسي قائلا إذا كان الصحفي والأكاديمي والاستاذ والطبيب.. سيلبس جبة الأمني فمن سيلعب الأدوار الأخرى داخل المجتمع؟ لا علاقة للبرامج المغربية مع البرامج الأجنبية في دفاعه عن مشروعية برنامجه يحيل مُقدم البرنامج موقع "لكم. كوم" إلى ما يجري في دول أخرى؛ حيث يبث الإعلام قضايا صدر فيها القضاء أحكاما بأريحية دون أن يُخلف ذلك ما خلفته حلقات "مسرح الجريمة" داخل المغرب. لكن المحامي الإدريسي له وجهة نظر أخرى في هذا الأمر؛ حيث أشار إلى الفرق الشاسع بين ما يجري في المغرب وما يجري في الدول الديمقراطية عند تناول الإعلام لمثل هذه القضايا. ويشير الإدريسي إلى أنه في الدول الديمقراطية يعمل مقدمو البرامج على تقديم جميع الأطراف المتعلقة بالقضية إلى الرأي العام بدل الإقتصار على محاضر الشرطة وحدها، مضيفا أن البرامج الأجنبية تتناول الموضوع بشكل مجرد في محاولة منها لفهم الظاهرة من الناحية العلمية، وهذا ما يجعلهم يستعينون بخبراء في علم النفس وعلم الاجتماع وكل تخصص له ارتباط بالنازلة في حين، يضيف الإدريسي، أن البرامج المغربية تقتصر على الرواية الأمنية ب"أسلوب تحريضي سلبي يؤدي في كثير من الأحيان إلى إيذاء الرأي العام أكثر من تنويره". العائلة تتهم القناة بتزوير الحقائق والقناة تنفي إلى جانب اتهام عائلة المتهمين لإدارة القناة بالتأثير على القضاء في قضايا أبنائها المعتقلين تتهم هذه العائلات مُعد البرنامج وكل المشرفين عليه بتزوير الحقائق وتقديم معطيات للرأي العام كاذبة وغير صحيحة حول ذويها موضوع الحلقات المذكورة. مقدم البرنامج يؤكد للموقع على أنهم حرصوا على النقل الأمين لما ورد في محاضر الشرطة ولما جاء على لسان المدانين دون تحريف أو زيادة. حسن بطار، منسق عائلة المعتقلين في ملف اركانة، وهو أخ أحد المدانين في الملف، يستحضر في تصريحه للموقع نموذجا من هذه "الأكاذيب"، عندما قدمت القناة، خلال الحلقة التي خُصصت ل"ملف أركانة" مشهدا وصفه متحدثنا ب،"المفبرك" يظهر فيه عادل العثماني مسافرا إلى ليبيا عن طريق تونس صحبة حكيم الداح وعبد الصمد بطار، في حين يُؤكد مُنسق العائلة على أن العثماني سافر عبر الطائرة لوحده إلى طرابلس ومنها إلى إيطاليا في سياق عمل بعيد البعد عن ما روجته الرواية الأمنية وبعدها قناة "ميدي1تيفي". ويستغرب حسن منسق العائلة شأنه شأن دفاع المتهمين لعدم نقل مقدم البرنامج لما ورد على لسان المتهمين ولما قدمه دفاعهم من معطيات ودلائل خلال المحاكمات، "إذا كانت نيته ونية إدارته محصورة في حدودها الإعلامية وليس هناك خلفيات سياسية اتجاه المتهمين" يقول حسن ثم يضيف متسائلا: إذا كانت نية القناة سليمة لماذا تزامنت هذه الحلقات مع مبادرة حامي الدين ومن معه لطي ملف المعتقلين الإسلاميين؟ في حين ينفي غاندي منتج البرنامج بالمطلق أن تكون هناك خلفيات سياسية وراء البرنامج، مثلما نفى وجود أي توجيه من خارج القناة. "هل يمكن لطفل أن يَدرُس وأبوه يقدم لزملائه كإرهابي ومجرم" لم يفوت حسن منسق العائلة الفرصة خلال تصريحه للموقع دون أن يتحدث عما أسماه " بالآثار الاجتماعية والنفسية الخطيرة" التي يخلفها البرنامج وسط عائلات المتهمين، ويتساءل حسن قائلا: "ما ذنب طفل في المدرسة تقدم القناة أباه لزملائه على انه مجرم وإرهابي، هل يمكن لهذا الطفل أن يُحصّْل التعليم ويدرس في هكذا ظروف "؟ من جانبه منتج البرنامج معاد غاندي يتفق على أنه قد تكون هناك آثار للبرنامج على العائلة ولكنه يتساءل لماذا الاقتصار فقط على قناة "ميدي1 تيفي" في حين لا تكف الصحافة المكتوبة عن تناول تلك المواضيع دون أن تكون هناك ردود أفعال كما وقع مع قناتهم عندما تناولت موضوع المعتقلين على خلفية قانون الإرهاب. يُشار إلى أن الاحتجاج سينطلق مباشرة بعد صلاة الظهر أمام مسجد 'عبد الكريم الخطابي'، قرب المحطة الطرقية بالناظور، وأمام مسجد 'بلال بن رباح'، بفاس، وأمام مسجد 'حي العوامة'، بطنجة، وكذا أمام مسجد 'بنديبان'، بمدينة الفنيدق، ثم أمام مسجد 'جنان باشا'، بالعرائش إضافة إلى مسجد 'حمزة بسيدي موسى'، بسلا وأخيرا أمام 'مسجد حي السكيين' بشارع مولاي إسماعيل بالدار البيضاء.