يقبل المغاربة بمختلف شرائحهم الاجتماعية خلال فصل الشتاء على طبق "البيصارة"، بحيث لم تعد هذه الوجبة الغذائية مرتبطة بسكان الشمال، بل تجاوزت شهرتها كل أنحاء الوطن، ويكثر عليها الطلب خلال فترة "الليالي"، التي تشهد فيها غالبية مناطق المغرب انخفاضا قياسيا في درجات الحرارة. تشتهر أكلة "البيصارة" وسط ساكنة "جبالة"، الذين يتخذونها سلاحا ضد موجة البرد القارس التي تشهدها بعض مناطق الشمال، بينما أصبح الإقبال عليها يزداد خلال الفترة الأخيرة، نظرا لسهولة طبخها وبساطة إعدادها، بحيث لا يتطلب تحضيرها سوى دقائق، بينما يطلق عليها البعض "أكلة الفقراء" والطبقات الشعبية، نظرا لأنها غير مكلفة ماديا. تعد "البيصارة" مكونا أساسيا ووجبة رئيسية لدى الأسر المغربية خلال فصل الشتاء، نظرا للفوائد الصحية التي تتميز بها، بحيث يفضل المغاربة تناولها ممزوجة بزيت الزيتون والتوابل و"السمن البلدي" والزعتر، بينما يفضل آخرون تناولها مع بعض الخضروات. نبيل العياشي، خبير في التغذية، قال إنه في "ما يخص التغذية، فهي تختلف حسب الفصول باختلاف حاجيات الجسم، بحيث يزداد الأكل خلال الشتاء بسبب انخفاض درجة الحرارة؛ إذ يحتاج الجسم إلى طاقة أكبر وسعرات حرارية مضاعفة". وأضاف العياشي، في تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أن وجبة "البيصارة" غنية بالفوائد الصحية؛ إذ "تحتوي على النشويات والسكريات، وهي مفيدة للجسم وغنية ببروتينات نباتية"، مبرزا أن قيمتها الصحية تزداد عندما يتم مزجها بزيت الزيتون الطبيعية، الغنية هي الأخرى بالبروتينات والذهنيات". واعتبر الخبير في التغذية أن "البيصارة" من الأطباق الغنية والمفيدة للجسم، خاصة خلال فصل الشتاء؛ إذ "تحتوي على الفوسوفور والمغنيزيوم ومجموعة من الفيتامينات"، داعيا إلى الإقبال على هذه الأكلة الحيوية لما لها من منافع على صحة الإنسان. ودعا العياشي المغاربة إلى استهلاك الماء بشكل كاف خلال فصل الشتاء، لأنه "مع انخفاض درجات الحرارة يقل استهلاكنا للماء ولا نشعر بالعطش، بينما يحتاج الجسم إلى ما بين 1.5 و2 لتر من الماء يوميا"، داعيا إلى "استهلاك الأغذية الموسمية، مثل الحوامض والزيوت الطبيعية وخبز الشعير والخبز الكامل".