تطورات ملف الصحراء والإرهاب يعيدان أهمية الاستخبار العسكري و"تحليل المعلومات العسكرية" "" الدولة بصدد إعادة ترتيب أمنها العسكري والمدني بالموازاة مع تسريع التنمية الاجتماعية بروز توجه يرمي إلى إحداث تغيير على "جلد الجيش" في حالة تولي عروب منصب المفتش العام استدعت أهمية التنسيق بين أكبر المصالح التابعة للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بهدف رفع التقارير الخاصة بأمور الجيش، عودة الجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب إلى الواجهة. وكشفت مصادر جيدة الاطلاع أن أهمية التنسيق بين مصالح المكتب الثالث والمكتب الخامس والإدارة العامة للدراسات وحفظ المستندات "لادجيد" أثناء إجماع كبار مسؤولي هذه المصالح الحساسة التابعة لقيادة الجيش، على خلاصات التقارير قبل رفعها إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة، تطلبت عودة ضابط سامي من طينة الجنرال عروب إلى منصبه رئيسا للمكتب الثالث. وأضافت المصادر نفسها أن ما عجّل أيضا باتخاذ قرار عودة الجنرال المذكور هي الأهمية الإستراتيجية ل"تحليل المعلومات العسكرية"، ذلك أن حساسية اختصاصات المكتب الثالث بالقيادة العامة للجيش لم تعد تتحمل ترك منصب رئاسة هذا المكتب شاغرا بعد أن راج قبل أكثر من عام إبعاد الجنرال عروب، تارة لأسباب صحية وأخرى في سياق إبعاد كبار الجنرالات عن الواجهة. وكان عروب شغل هذا المنصب منذ سنة 1988. ويتكلف المكتب الثالث بتنسيق مع المكتب الخامس بجميع العمليات المتعلقة بالاستخبار العسكري، وتحال التقارير على المكتب لدراستها من طرف ضباط مختصين في تحليل المعلومات العسكرية، يحدث هذا قبل الوصول إلى مرحلة التنسيق مع المكتب الخامس ومديرية الدراسات و حفظ المستندات لمناقشة خلاصات التقارير قبل رفعها إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية . إلى ذلك أوضحت مصادر "الصباحية" أن تطورات الأحداث المتمثلة أساسا في جديد ملف الصحراء وتزايد تهديدات الأجنحة المسلحة للتنظيمات الإرهابية في دول الساحل والصحراء، أعادت إلى الواجهة أهمية "الاستخبار العسكري" وجمع تقارير عن ما يروج في الصحراء المغربية ولدى الطرف الآخر، خاصة لدى الجارة الجزائر، ومن خلالها الجناح المسلح لانفصاليي البوليساريو الذين أعلنوا عن تعليق المفاوضات مع المغرب، المتعلقة بإيجاد حل سياسي ونهائي لنزاع الصحراء المفتعل، على أساس منح المناطق الصحراوية حكما ذاتيا موسعا، خاصة أن خلق دويلة في الصحراء ليس مطلبا واقعيا بتعبير المبعوث الأممي الخاص "فان والسون"، وبتعبير الرئيس الأمريكي جورج بوش. وعلاقة بالموضوع ذاته لم تستبعد مصادر جيدة الاطلاع أن تكون الدولة أخذت بعين الاعتبار المخاوف التي أثارها تقرير استراتيجي أعدته نخبة من الأكاديميين والباحثين المغاربة والفرنسيين، تحت إشراف إيمانويل تود، المختص بقراءة مستقبل الدول، من أنّ مؤشرات ثورة اجتماعية في المغرب بدأت في التشكل. ما جعل الدولة تفكر في إعادة ترتيب أمنها العسكري والمدني بالموازاة مع التسريع في ترجمة التنمية الاجتماعية والاقتصادية على أرض الواقع. إلى ذلك يتمثل الاعتراف بخبرة الجنرال بوشعيب عروب في أنه أحد أبرز المتخصصين في التوثيق والبحث العسكري، ويشغل حاليا منصبا رفيعا في لجنة التاريخ العسكري في حوض البحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى ترؤسه لجنة التاريخ العسكري المغربي. وفي حالة صحة ما يروج عن إمكانية توليه منصب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، ففي ذلك إشارة إلى بروز توجه يرمي إلى إحداث تغيير على "جلد الجيش" من شأنه أن يبعد عنه النظرة القائلة إن أبرز همّ لكبار ضباطه هو جمع الثروات والاغتناء من خلال الحصول على الكريمات واستغلال مقالع الرمال والأراضي الفلاحية، والصيد في أعالي البحار. . بقلم: الحسين يزي / جريدة الصباحية بقلم: الحسين يزي / جريدة الصباحية