بدأت القمة العربية الرابعة والعشرون، الثلاثاء، في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة أكثر من 15 من قادة وممثلي الدول العربية. وتمّ افتتاح الجلسة بدعوة أمير قطر الشيخ "حمد بن خليفة آل ثاني" رئيس الحكومة المؤقتة "غسان هيتو" إلى مقعد سوريا، وسط تصفيقات الحاضرين، حيث تمّ رفع علم "الاستقلال" الذي تعتمده المعارضة السورية مكان العلم السوري. وترأس الرئيس المستقيل للائتلاف السوري المعارض "أحمد معاذ الخطيب" الوفد السوري، وجلس على مقعد رئيس وفد "الجمهورية العربية السورية". وفي مقابل تصفيقات الحاضرين وتشجيعهم، وقفت لبنان إلى جانب العراق والجزائر ليظهروا تحفظا على منح المعارضة السورية المقعد السوري كأنّ الثورة انتهت إلى صعود المعارضة إلى الحكم. كما أبدت "موسكو" معارضة كبيرة لما حصل في القمة، مصرّحة بأن الدوحة لا تملك حق ترأس شخص مكان آخر، حتى وإن دعمت المعارضة وشاركت في تسليحها وساعدت على انقلابها على نظام الحكم، وأن ما حصل داخل القمة يعارض المواثيق الدولية وأنه أمر غير قانوني، رمزيته لا تتعدى القمة إلى الواقع بأي شكل من الأشكال. هكذا، كانت سوريا في لب النقاش في القمة العربية لهذه السنة بوجود المعارضة على كرسي الرئيس، بعد أن جمدت عضوية سوريا سنة 2011، طالبت المعارضة كل الدول العربية وما سمّتها الدول "الصديقة" دون إشارة لأسمائها بدعم الثورة بالمال والعدة والأكل والدواء للاستمرار في هذه الحرب الهوجاء التي حلت بسوريا دولة وشعبا. وأبدى الإعلام العربي خاصة "الجزيرة" القطرية إعجابا بتصريحات القادة الداعمين للثورة، بينما أبدى الإعلام الروسي تخوفا من هذا الدعم العربي الذي قال عنه "لوكادوڤيتش" المتحدث الرسمي باسم وزير الخارجية الروسي، إنه خرق لمعاهدة "جنيڤ" 30 يونيو 2012، التي جمعت أكبر قادة العالم إلى جانب رئيس القمة العربية حيث اتفقوا على خطوات تسوية سلمية بين النظام والمعارضة قصد الحدّ من القتلى من الشعب السوري الأعزل. الشارع العام يرى في هذه القمة العربية الرابعة والعشرين مثل سابقاتها، وتعليقات الناس أغلبها تنتقد عبارات من قبيل: "شجب واعترَض وانتقد وأدان وطالب وناشد.."، عبارات لم تتحول منذ سنوات الاستعمار في أوساط القرن العشرين أبدا إلى أفعال. تقول صفحة "فلسطين" على الفايسبوك: "العرب يتوعدون إسرائيل إن لم تكف عن اعتداءاتها بقمة أخرى". وتنتقد التعليقات على الخبر بموقع الجزيرة برود دماء العرب في الدفاع عن شعوبهم، بينما يصرح آخرون أن الشعوب تحتاج إلى من يدافع عنها ممن يمثلونهم في القمة. النائب البرلماني الأردني عبدالكريم الدغمي، وصف القمة العربية، ب "إنها مهزلة،" فيما وصفت النائب ميسر السردية رئيس وزراء قطر، حمد بن جاسم ب"رئيس يهود خيبر" وفق ما ذكرته سي إن إن، حيث شهد البرلمان الأردني أثار أمس الأربعاء، نقاشا حيال موقف المملكة الأردينة من ملف اللاجئين السوريين انتهت القمة العربية بقرار إنشاء صندوق لدعم فلسطين، خاصة في القدسالشرقية حيث كثرت مؤخرا المستوطنات اليهودية مقابل تهميش لم يشهده الشعب الفلسطيني من قبل. وكان المغرب ممثلا بحضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الخارجية سعد الدين العثماني، والذي كان له أثر بدَا حين بثت قناة الجزيرة لأول مرة خارطة المغرب بصحرائه.