اهتمت الصحف الأوروبية ٬ الصادرة اليوم الاثنين٬ بالأزمة الاقتصادية بقبرص٬ والاتفاق النهائي الذي تم التوصل إليه٬ بعد مفاوضات عسيرة٬ لإنقاذها من الإفلاس٬ إضافة إلى مواضيع أخرى اقتصادية وسياسية واجتماعية محلية. وهكذا٬ تطرقت الصحف البلجيكية لمفاوضات الفرصة الأخيرة التي انعقدت أمس الأحد في بروكسيل بين قبرص وشركائها بقصد تفادي الإفلاس بالجزيرة التي يعاني نظامها المالي المشاكل . وكتبت صحيفة "لوسوار" أن هذه المفاوضات كانت عسيرة جدا٬ فيما تساءل كاتب افتتاحية "لا ليبر بلجيك" ما إذا كان يجب إنقاذ قبرص بأي ثمن للحفاظ على وحدة منطقة الأورو٬ قبل أن يجيب "نعم٬ يجب ذلك٬ رغم هذا الواقع المفزع" لأن "التخلي عن قبرص يبعث إشارة سياسية مفزعة٬ تقطع مع قيم التضامن الأوروبية٬ ويزيد من حدتها وجود اقتصاديات أخرى ما زالت هشة". بدورها٬ اهتمت الصحف الإيطالية بالأزمة القبرصية٬ حيث كتبت "لا ريبوبليكا" أن حكومة قبرص اضطرت في النهاية إلى قبول "إعادة هيكلة عميقة للنظام البنكي"٬ مبرزة التدابير المرتقب القيام بها في إطار هذا الاتفاق ومن ضمنها تفكيك بنك "لايكي بنك". من جانبها٬ كتبت "لا ستامبا" أن الأزمة القبرصية أبانت عن "ثغرة خطيرة في النظام والحكامة"٬ موضحة أن "الأزمات ذات الطابع المالي أو الضريبي لا يمكن أن يدبرها السياسيون وإنما المتخصصون غير الخاضعين للأجندات السياسية أو الحسابات الإيديولوجية". وكتبت "كوريير ديلا سيرا" في هذا الإطار أنه "علاوة على الجوانب البنكية والمالية٬ فإن عوامل سياسية ترخي أيضا بثقلها على الأزمة في قبرص". وفي إسبانيا٬ كتبت يومية (إلباييس) تحت عنوان "قبرص والاتحاد الأوروبي توصلا إلى اتفاق حول إنقاذ الجزيرة من الإفلاس"٬ أنه بموجب هذا الاتفاق سيتحمل أصحاب السندات والودائع التي تزيد عن 100 ألف أورو خسارات قد تصل إلى 40 في المائة. وأضافت أنه "بعد عشر ساعات من المفاوضات الشاقة والصعبة توصلت الترويكا الأوروبية وقبرص إلى اتفاق مبدئي وقعه في ما بعد وزراء مالية منطقة الأورو"٬ مشيرة إلى أن هذا الاتفاق مكن من إنقاذ البلاد من الإفلاس. ومن جهتها٬ أبرزت صحيفة (إلموندو) أن "قبرص قبلت خطة إنقاذ تتضمن شروطا جد قاسية وصارمة"٬ مشيرة إلى أن نيقوسيا٬ ومن أجل إنقاذ البلاد من الإفلاس٬ فضلت التضحية بثاني أكبر بنك قبرصي. وبدورها ذكرت يومية (أ بي سي) أن الاتفاق يقضي بتفكيك بنك "لايكي" ثاني مؤسسة مالية في البلاد٬ مشيرة إلى أنه مقابل وفاء قبرص بما جاء في الاتفاق٬ سيقدم الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي مساعدة لقبرص بقيمة 10 ملايير أورو كان قد تم الإعلان عنها قبل أسبوع. أما الصحف الألمانية٬ فقد أجمعت على أن بقاء قبرص في منطقة الأورو أضحى مشروطا بقبول مشروع خطة الإنقاذ التي شهدت مفاوضات ماراطونية بعد الخلاف حول كيفية جمع قبرص 8ر5 مليار أورو من قطاعها البنكي لإنقاذها وكيفية إعادة هيكلة البنوك الكبيرة. ونقلت الصحف عن وزير المالية الألماني فولفغانغ شويبله قوله إن دول منطقة الأورو تريد مساعدة قبرص لكن "لا بد من احترام القوانين٬ وأن تكون المساعدة في محلها وان يعالج البرنامج المشاكل من جذورها" مشيرا إلى أن "أمام قبرص في كل الأحوال مسارا صعبا وذلك ليس بسبب التشدد الأوروبي بل بسبب نموذج اقتصادي بات عاطلا". وفي سياق متصل ذكرت صحيفة "هاندلسبلات" أن تقريرا أعده جهاز الاستخبارات الألمانية يفيد بأن حجم "الأموال القذرة" الروسية الناجمة عن أنشطة غير مشروعة والمتدفقة على بنوك قبرص مرتفع جدا٬ مشيرة إلى أن رئيس الاستخبارات قدم في جلسة سرية مع اللجنة الاقتصادية بالبرلمان الألماني تقريرا يفيد بوجود "عوامل منهجية" وراء "ارتفاع حجم الأموال القذرة القادمة من روسيا إلى قبرص". وأضاف التقرير -حسب الصحيفة - أنه "ينبغي التفكير في هذه العوامل التي أصبحت معها 40 في المائة من صافي التدفقات المالية الروسية إلى قبرص لها علاقة بغسيل الأموال" مشيرا إلى أن حجم هذه الأموال التي خرجت من روسيا في عام 2012 وصلت إلى "ما يعادل 40 مليار دولار منها جزء كبير تدفق إلى قبرص بحوالي 26 مليار دولار أي أكبر من إجمالي الناتج المحلي للجزيرة". واهتمت الصحف الألمانية بمواضيع أخرى٬ من قبيل إحياء ذكرى ضحايا المجزرة العسكرية النازية بإقليم توسكانا بإيطاليا٬ وبسعي وزير الداخلية الألماني إلى ترحيل المتطرفين الإسلاميين من البلاد. وأبرزت الصحف الزيارة التي قام بها الرئيسان الألماني يواخيم غاوك والإيطالي جيورجيو نابوليتانو أمس الأحد لموقع شهد مجزرة تعود للحرب العالمية الثانية ارتكبتها منظمة "فافن إس إس" العسكرية النازية وراح ضحيتها أزيد من 400 شخص في قرية بتوسكانا بإيطاليا . وذكرت "برلينر تسايتونغ" أن غاوك أول رئيس ألماني يتوجه إلى قرية سانتانا دي ستازيما التي شهدت المذبحة منذ 70 سنة٬ مضيفة أنه أكد في حفل تأبين أن "الجريمة التي وقعت هنا مازال صراخ ضحاياها في السماء إلى اليوم". كما تناولت بعض الصحف عزم وزير الداخلية الألماني هانز بيتر فريدريش السعي إلى "ترحيل المتطرفين الإسلاميين من ألمانيا بصورة أسرع مما كان حتى الآن" حيث قال في هذا الصدد "لابد من تشديد إجراءات ترحيل المتطرفين الذين يمارسون الدعاية للكراهية في البلاد". وفي بريطانيا٬ وصفت "ديلي ميل" الطريقة التي عالج بها الاتحاد الأوروبي الأزمة القبرصية ب"الفضيحة" متسائلة أنه إذا وجد الاتحاد صعوبة في تسوية أزمة تطال بلدا صغيرا مثل قبرص٬ فكيف سيكون الوضع إذا ما أعلنت دول مثل إيطاليا وإسبانيا والبرتغال إفلاسها. واهتمت الصحف البريطانية بمواضيع أخرى من قبيل الوضع الاقتصادي بالمملكة المتحدة إثر تقديم الميزانية الجديدة لحكومة تحالف المحافظين والليبراليين الديمقراطيين. وتساءلت "ذي اندبندنت" في هذا الإطار عما إذا كان الاقتصاد ٬ بعد خمس سنوات على الأزمة المالية لسنة 2008٬ قد وجد نفسه في "عشرية ضائعة". من جانبها٬ اعتبرت "ديلي تلغراف" أن الميزانية التي قدمها وزير الاقتصاد والمالية تظل "محايدة" ولن تمكن من إحراز أي تقدم٬ على الرغم من بعض التدابير التي اقترحها لمساعدة المقاولات وقصد ضخ مبالغ محدودة في إطار مشاريع استثمارية. وأضافت أنه ليس هناك أي إجراء ضمن هذه الميزانية يهدف إلى تحفيز الطلب والنمو٬ مبرزة أن الشركات البريطانية تحتاج لتدابير لتعزيز ثقتها. وفي البرتغال٬ اهتمت الصحف بدعوة الحزب الديمقراطي الاجتماعي٬ الحليف الرئيسي لتحالف الوسط واليمين الحكومي٬ إلى تعديل حكومي والمخاوف التي أعرب عنها صندوق النقد الدولي بسبب الارتفاع القياسي لنسبة البطالة بالبلاد. وكتبت "بوبليكو" أن بعض كبار قادة الحزب الديمقراطي والاجتماعي الحليف الرئيسي في الحكومة دعوا خلال اجتماع اللجنة السياسية للحزب في نهاية الأسبوع الجاري إلى تعديل لحكومة التحالف قصد "التمكن من ضمان استمرار الولاية الحكومية إلى نهايتها". من جانبها٬ توقفت صحيفة "خورنال دو نيغوسيوس" عند الوضع الاجتماعي بالبلاد٬ وخاصة ما يتعلق بالبطالة٬ مشيرة إلى المخاوف التي أعرب عنها ممثل صندوق النقد الدولي بالبرتغال أبيبي سيلاسي بسبب الارتفاع القوي لنسبة البطالة التي بلغت حاليا 17 بالمائة من الساكنة النشيطة. وفي سويسرا٬ نشرت "لوكوريي" نتائج أطروحة في علم الاجتماع حول "أنشطة أطفال جنيف خارج وقت الدراسة" للطالبة بيلجيا كاساسوس٬ والتي أبرزت أن الأطفال لا يتحدثون إلى آبائهم أزيد من 10 دقائق في اليوم٬ فيما حل اللعب في رأس قائمة هذه الأنشطة التي تمارس في الوقت الحر. من جهتها٬ توقفت صحيفة "لوتون" عند التأخر الحاصل بسويسرا في مجال الصحة الإلكترونية بعدما تم تبني برنامج "إي-هيلث" سنة 2007 من طرف المجلس الفدرالي. وحسب الصحيفة٬ فإن تعميم الملف الإلكتروني يتطلب استثمارا بقيمة 1,5 مليار فرنك سويسري على مدى 20 سنة. وفي فرنسا٬ اهتمت الصحف بالتظاهر المكثف لمعارضي مشروع قانون "الزواج للجميع" أمس الأحد بباريس٬ قبيل أيام من مناقشته بمجلس الشيوخ بعد المصادقة عليه من طرف الجمعية الوطنية. وتحت عناوين "لقد قدموا في حشود" (لا كروا)٬ و"الاستعراض الجديد للقوة" (لوفيغارو)٬ و"زواج المثليين.. رفض واسع" (لانديبوندون)٬ وصفت الصحف الفرنسية في صفحاتها الأولى حجم الرافضين لزواج المثليين مشيرة إلى أن 300 ألف شخص شاركوا في هذه التظاهرات حسب الشرطة٬ فيما أكد المنظمون مشاركة 1,4 مليون شخص. من جهتها٬ اهتمت الصحف الروسية بالزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الصيني الجديد للبلاد٬ ووفاة معارض الرئيس الروسي رجل الأعمال بوريس بيريزوفسكي. وأشارت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ ٬أصبح أول زعيم أجنبي يدخل قدس أقداس الجيش الروسي وهو مركز إدارة عمليات القوات المسلحة الروسية. وتطرقت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى وفاة بوريس بيريزوفسكي يوم السبت الماضي في قرية اسكوت الواقعة بجنوب انجلترا٬ والذي هاجر إلى بريطانيا سنة 2000٬ مشيرة إلى أن الخبراء يعتبرون وفاة بيريزوفسكي٬ الذي كانت إحدى المحاكم الروسية قد أصدرت حكما غيابيا بحقه٬ بمثابة نهاية مرحلة تاريخية في روسيا مرتبطة باسمه.