دعا البابا الجديد للكنيسة الكاثوليكية بمناسبة استقباله صبيحة أمس الجمعة، الممثلين الديبلوماسيين الأجانب لدى دولة الفاتيكان، إلى الحوار بين مختلف الأديان خاصة الإسلام لمدّ ما أسماه البابا "جسر الأخوة بين الناس جميعا". وبذات المناسبة ذكر البابا"فرانسيس الأول" أنه إذا كانت مهمته الاولى تتمثل في "خلق الجسور بين الناس وخالقهم" إلا أن هذه الجسور "لا يمكن أن تكون ذات أهمية إذا كان الناس يتجاهلون بعضهم بعضا" داعيا إلى الحوار بين مختلف الأديان خاصة الإسلام وكذا غير المتدينين" وأن "لا يتم اعتبار "الآخر عدو او منافس بل أخ يتم ضمه بكل صدر رحب"، فبالحوار بين الجميع يرى "البابا " انه "ستختفي النزاعات والصراعات وتنتصر رغبة بناء أواصر الصداقة بين جميع الشعوب رغم الاختلاف" . وتأتي دعوة البابا إلى الحوار مع الإسلام بعد سنوات من التشنج الذي عرفته العلاقات بين الإسلام والكنيسة الكاثوليكية في عهد البابا "بيندكت السادس عشر" الذي تم في عهده تجميد تقريبا جميع أنواع الاتصال أو الحوار مع الإسلام، وهو ما يرى العديد من المراقبين أن البابا الحالي يعمل على تجاوزه ففي لقائه الاول مع الصحفيين ذكر البابا أن اختياره لإسم "فرنسيس" نسبة إلى القديس "فرنسيس الأسيزي" ليس فقط لرمزيته في حبه للفقراء والمحتاجين وإنما كذلك لأنه رمز للسلام حيث تذكر المصادر التاريخية أنه كان ضد الحروب الصليبية وأنه كان السباق إلى النداء للحوار بين المسلمين والمسيحيين، حيث شارك في المفاوضات مع سلطان الدولة الأيوبية "الملك الكامل" في بداية القرن الثالث عشر الميلادي شخصيا ليعمل على التقارب بين الطرفين المتحاربين، ورغم غموض دوره الحقيقي في هذه المهمة إلا أنه يوصف بأنه قديس السلام. وكان بابا للفاتيكان مباشرة بعد تنصيبه، قد وجه خلال لقاء مع العديد من ممثلي الديانات الأخرى تحية خاصة للمسلمين الذين قال عنهم إنهم "يعشقون الإله الواحد الحي الرحيم". وفي نفس الإطار حضر حفل تنصيب البابا، وفد عن الجالية الإسلامية بالأرجنتين التي ذكر راديو الفاتيكان ان البابا كانت تربطه "علاقة خاصة" بالمسؤولين عنها، عندما كان يقوم بمهامه كأسقف ل"بوينس أيرس" وهو ما أكده مسؤول المركز الإسلامي بالأرجنتين "عمر أبو عرب" الذي أشار إلى أن البابا الحالي للفاتيكان "يكن احتراما كبيرا للمسلمين" وكان لا يتوان في المشاركة في أية مبادرة للتقارب والحوار بين الأديان" متمنيا أن يواصل هذا الاهتمام من قمة هرم الكنيسة الكاثوليكية.