هنأ جلالة الملك محمد السادس، قداسة البابا «فرنسيس»، بمناسبة اعتلائه الكرسي البابوي بحاضرة الفاتيكان بعد أن وقع عليه اختيار كرادلة الفاتيكان. ودعا جلالته للكاردينال الأرجنتيني خورخي برغوليو، والذي أضحى يُعرف باسم البابا «فرنسيس»، بمناسبة اعتلائه رأس الكنيسة الكاثوليكية بالتوفيق والسؤدد في أداء «مهامه في خدمة الكرسي الرسولي، لنصرة القيم الروحية السامية للإنسانية» ووبالسداد «لخدمة السلام والمحبة والرحمة والوئام بين أبناء البشرية». وجدد جلالته التعبير لقداسة البابا عن خالص التهاني لانتخابه على سدة الكرسي البابوي، وتشريفه كأول بابا من أمريكا اللاتينية، بفضل ما عهد فيه من عمل دؤوب على مكافحة التهميش والفقر والدفاع عن الكرامة الإنسانية. وشدد جلالة الملك على حرص المغرب الوطيد على تعزيز العلاقات المتميزة التي تربط المملكة بحاضرة الفاتيكان، والتي رسختها الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا «يوحنا جون بول الثاني» سنة 1985 للمغرب في عهد الملك الراحل الحسن الثاني، حيث شكلت بالنسبة للمغرب «أساسا متينا لبناء جسور الحوار والتفاهم الأمثل والاحترام المتبادل بين العالمين المسيحي والإسلامي». وقال جلالة الملك، في البرقية ذاتها، «أود التأكيد لقداستكم، ما أتحمله كأمير للمؤمنين في المملكة المغربية، من أمانة دينية وروحية، في صيانة القيم الروحية التي حملتها الأديان السماوية للبشرية، مضمنة في كتبها المقدسة، جاعلا من نفسي واحدا من أولئك المؤمنين بهذه القيم، والمدافعين عنها، وأنتم قداسة البابا من طليعتهم». وأكد جلالته لقداسة البابا من هذا المنطلق «حرص المملكة المغربية وتشبثها القوي، بدعم كل الجهود والمبادرات التي من شأنها ترسيخ وتعزيز هذه القيم المثلى، بين أتباع الديانات السماوية، ودمجها في منظومة القيم الإنسانية المشتركة، بغية تحقيق الأمن الروحي والتعايش السلمي بين الأمم والشعوب». ولم يفت جلالة الملك، بصفته «رئيس لجنة القدس، المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، والمؤتمن الأول عن صيانة الهوية الدينية والثقافية والتاريخية لهذه المدينة المقدسة، باعتبارها رمزا للتعايش بين الأديان الإلهية الثلاثة للتأكيد على ضرورة استمرار التعايش والوئام بين أبناء إبراهيم عليه السلام». وبالموازاة هنأ المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية البابا الجديد فرانسيس الأول، داعيا إياه إلى العمل من أجل تعزيز وتوطيد الحوار بين الأديان خدمة للسلم والعدالة. وأعربت الهيئة العليا الممثلة لمسلمي فرنسا، في بلاغ بالمناسبة، عن «أطيب متمنياتها لكاثوليك العالم أجمع وفرنسا على الخصوص بأن يكون انتخاب البابا الجديد مصدر أمل وفرح وثقة.» كما أعرب المجلس عن أمله في أن يكون هذا الانتخاب «فرصة لتعزيز وتوطيد الحوار بين جميع الأديان والمعتقدات لما فيه صالح العدالة والسلم والتضامن والإخاء في العالم». ومن جانبه، عبر الجامع الكبير لباريس، في بلاغ بالمناسبة، عن الأمل في «أن يواصل البابا فرانسوا الأول بقوة وعزم عمل سابقيه بالتقريب بين الشعوب والأديان في العالم من أجل تعزيز السلم والتضامن وكرامة الإنسان». وجاء في البلاغ «نعرب للبابا الجديد عن أفضل متمنياتنا بالنجاح في مهامه الجديدة في قيادة الكاثوليك، وخاصة على درب الحوار بين الأديان». وكان خورخي ماريو برغوليو، رئيس أساقفة بوينس آيرس (76 عاما) قد انتخب، مساء الأربعاء، البابا ال266 خلفا لبنديكتوس السادس عشر الذي استقال من مهامه في 28 فبراير الماضي، ليكون بذلك أول بابا من القارة الأمريكية في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.