وصل البابا الجديد فرنسيس الأول إلى كاتدرائية القديسة مريم الكبرى لأداء صلاة على انفراد، في أول ظهور علني له غداة انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية، كما أفادت مراسلة لوكالة فرانس برس. البابا فرنسيس الأول يلقي التحية بعد انتخابه (خاص) خرج البابا من الكاتدرائية، بعد صلاة استمرت نصف ساعة، ووصل البابا في موكب صغير من سيارتين ومن ضمن مرافقيه يورغ غانسوين السكرتير الخاص لسلفه بنديكتوس السادس عشر. وكانت مجموعة من نحو عشرة أشخاص غالبيتهم من الصحافيين والمصورين في استقبال البابا. وترجل البابا الذي دخل الكاتدرائية، وهي واحدة من أربع كاتدرائيات في روما من باب جانبي، من سيارة لا تحمل لوحة التسجيل المخصصة للحبر الأعظم، تماشيا مع صورته كرجل متواضع. وأمضى البابا ليلته الأولى في بيت القديسة مرتا، حيث أقام كل الكرادلة، الذين شاركوا في المجمع. وأفاد أحد المصورين أن البابا رفض أن يستقل السيارة، التي كانت تنتظره لنقله إلى بيت القديسة مرتا، وفضل أن يركب الحافلة الصغيرة برفقة الكرادلة الآخرين. وسيقيم البابا وهو الأول من أمريكا اللاتينية، التي تضم أكبر عدد من الكاثوليك في العالم، صلاة التبشير اعتبارا من الأحد على أن يكرس في منصبه في قداس احتفالي في كاتدرائية القديس بطرس في 19 مارس. من جهة أخرى، أعربت مشيخة الأزهر، أمس الخميس، عن أملها في "علاقات أفضل" مع الفاتيكان، بعد انتخاب البابا الجديد، وفي ظهور "توجه جديد" يتيح استئناف الحوار الذي كانت مشيخة الأزهر علقته مع الفاتيكان أوائل 2011. وقال محمود عزب مستشار إمام الأزهر احمد الطيب لشؤون الحوار لوكالة فرانس برس "نهنئ كنيسة القديس بطرس والكاثوليك في العالم بتنصيب البابا الجديد ونتمنى أن تسود بيننا علاقات أفضل لخدمة الإنسانية كلها، وبمجرد أن نرى توجها جديدا سنعود فورا إلى الحوار (..) الذي كنا علقناه لأن مواقف الفاتيكان لم تكن تدعو (وقتها) إلى التقارب". وأضاف عزب "الأزهر الشريف كان علق الحوار في أوائل 2011، بعد أن تراكمت أسباب دفعته إلى ذلك، منذ خطاب البابا السابق واتهامه الإسلام بالعنف"، موضحا "علقنا الحوار إلى أن تتحسن الظروف، لأن هدف الحوار التقارب ومواقف الفاتيكان لم تكن تدعو إلى ذلك". وأكد "أننا نرحب بالبابا الجديد، لأنه من أمريكا اللاتينية وهي شعوب متدينة مثل الشرق، ونتمنى له التوفيق كما نتمنى أن تنشأ جسور جيدة ومتينة لحوار متوازن وفعال بين العالم الإسلامي والفاتيكان، حوار للتوافق حول القيم العليا المشتركة التي تحفظ للإسلام كرامته وتحققها على أرض الواقع". وتابع "نأمل أن يدافع الفاتيكان في عهده الجديد عن المضطهدين والمظلومين في العالم كله ومنه الشرق بلا تفرقة بين مسلم ومسيحي لأن كرامة الإنسان واحدة كما جاء في القرآن". وبات الكاردينال الأرجنتيني خورخي ماريو برغوليو البابا الأول من القارة الأمريكية واليسوعي الأول الذي يتولى السدة البابوية، عندما انتخب مساء أول أمس الأربعاء، ليخلف بنديكتوس السادس عشر. واختار البابا الجديد لنفسه اسم فرنسيس ليكون أول بابا يحمل هذا الاسم. وبدأت الخلافات بين الفاتيكان والمسلمين، بسبب تصريحات البابا بنديكتوس السادس عشر في جامعة ريجينسبرغ الألمانية في سبتمبر 2006، والتي ربط فيها بين الإسلام والعنف. واقتبس حينها البابا المستقيل مقطعا من حوار دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي وشخص فارسي مثقف، يتهم فيها الرسول صلى الله عليه وسلم بالعنف، وهو الأمر الذي أثار تظاهرات غاضبة أوقعت قتلى في أرجاء العالم الإسلامي.