حلّت قيادات إسلامية إندونيسية ممثلة لمجلس علماء إندونيسيا وجمعية "نهضة العلماء"، ضيفة على ندوة "مقاصد الشريعة وقضايا فقه الواقع" بالرباط، إضافة إلى علماء مغاربة، تم من خلالها استعراض التجربة الاندونيسية في العمل الإسلامي والاجتهاد الفقهي. وهمت المداخلات الحديث عن مقاصد الشريعة باعتبار غايتها في "دفع المفاسد وجلب المنافع"، إضافة إلى كون معظم الشريعة هو نابع من الاجتهاد، فيما شدد الأساتذة على ضرورة أن تكون الفتوى الدينية "إيجابية" وتراعي الواقع من أجل تنزيل سليم في الحياة اليومية، مع وجب توفر شروط محددة في تلك الفتوى والمفتي "تتناسب مع المذاهب الفقهية لكل بلد". من جهة أخرى، عرف الموعد العلمي عرض تجربة جمعية نهضة العلماء (Nahdatul Ulama) الإندونيسية في العمل الإسلامية، والتي تعد أكبر جمعية إسلامية رسمية بالعالم، إذ يصل عدد المنخرطين فيها 40 مليون عضو. ويرأسها حفيد مؤسسها، هاشم أشعري، والرئيس السابق لإندونسيا، عبد الرحمن وحيد، كما مثل الجمعية : زلفى مصطفى، رئيس هيئة بحث المسائل التابعة ل"نهضة العلماء"، ومصطفى عقيل سراج ونصرالله جاسام، العضوين في الهيئة ذاتها. جمعية نهضة العلماء تأسست الجمعية في 31 يناير 1926، من طرف هاشم ألشرعري، كمحاولة لجمع شمل علماء المعاهد الإسلامية الإندونيسية في بداية القرن العشرين، "من أجل تنظيم أنفسهم ونضال الاحتفاظ على حضارة المسلمين التقليدية"، وهي مؤسسة تتبع في مذهبها الديني مذهب أهل السنة والجماعة، في حين تقول وثائق الجمعية أنها من حيث النظرية الواقعية "فإن الجمعية مرتبطة بنظرية الشيخ أبي الحسن الأشعري وأبي المنصر الماتوريدي في العقيدة، وبالمذاهب الأربعة في الفقه وهي الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، وبالغزالي والجنيد البغدادي في التصوّف". وللجمعية نهضة العلماء أربع مواقف "اجتماعية"، التوسط والاعتدال – التسامح – التوازن - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترى الجمعية أن المبدأ الخير "لن تحصل الحياة ظاهرها وباطنها على السعادة إلا به". من جهة أخرة تعتمد المؤسسة على "هيئة بحث المسائل" (LBM NU)، التي هي من الأدوات التي تعمل على تنفيذ سياسة "نهضة العلماء" المتعلقة بمجال الأحكام الفقهية، وترتكز في ذلك على بحث وحل المسائل الدينية الموضوعية والواقعية والقانونية "التي تحتاج إلى قرار الحكم". كما تعتمد الهيئة على برامج تراها أساسية، هي "دراسات المسائل الواقعية الاجتماعية" و"إعداد ونشر فتاوى الأحكام الشرعية" و"تطوير معايير الكتب الفقهية" ثم "العمل على قرار الحكم أو المسائل الاجتماعية الدينية في دائرة الجمعية نهضة العلماء". إضافة إلى الندوة التي سجلت فيها حضورها أمس بالرباط، فقد عقدت الهيئة عدة ندوات فقهية تبحث فيه سبل الاجتهاد وفق مقاصد الشريعة، ك"البحث عن حكم حقن Maningitis للحجاج والمعتمرين" و"البحث عن حكم وضع منارة لهاتف النقال والإنترنيت (Tower BTS) في بناية المسجد" والبحث عن حكم بيع و تبرع الدم للمحتاج إليه" و"البحث عن قضية ولد الزنا هل له حقوق مدنية مثل الكفالة، الوراثة، الولاية وغيرها".. وعرفت ندوة "مقاصد الشريعة وقضايا فقه الواقع"، التي نظمتها جمعية الأخوة المغربية الاندونيسية بشراكة مع سفارة جمهورية اندونيسيا، حضور كل من فريد شكري، خبير المجمع الفقهي بجدة وأستاذ علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني، وكذا زايد بوشعرة، المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بالقنيطرة، إضافة إلى سفير إندوسيا بالمغرب وشخصيات أخرى.