وصل إلى مطار محمد الخامس بالدار البضاء اليوم الخميس 21 مارس 2012 وفد إندونيسي من جمعية علماء النهضة المركزية برئاسة الشيخ الحاج زلفى مصطفى رئيس هيئة بحث المسائل الشرعية التابعة للجمعية والشيخ الحاج مصطفى عقيل سراج الكاتب العام الشوريّ للجمعية، في زيارة للمغرب تستغرق عدة أيام. ويتضمن برنامج الوفد ندوة حول "مقاصد الشريعة وقضايا فقه الواقع" بقاعة المحاضرات بالمعهد الوطني للبريد والمواصلات - الرباط، إضافة إلى علماء مغاربة، تم من خلالها استعراض التجربة الاندونيسية في العمل الإسلامي والاجتهاد الفقهي. ويتضمن البرنامج لقاءات مع وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية والكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى ورئيس المجلس العلمي المحلي بالقنيطرة وطنجة ومدير مدرسة الإمام نافع الخاصة للتعليم العتيق الشيخ الدكتور محمد السعيدي ووفد الطلبة الإندونيسيين في المغرب. والجدير بالذكر أن هذه الجمعية تنادي بالتفسير المعتدل للأحكام الشرعية الدينية، وتعارض أن تصبح إندونيسيا دولة إسلامية، وتحض على التعايش السلمي بين الأديان والمعتقدات المختلفة, ولها دور هائل في جمع الزكاة والصدقات وتوزيعها، وهو دور مكمل للقصور الحكومي في كثير من الأحيان والأنحاء. ولذلك فلجمعية نهضة العلماء نفوذ سياسي هائل في إندونيسيا اليوم. وتنشط الجمعية في عدة مجالات أبرزها مجال الدعوة هي إقامة التعاليم اﻹسﻼمية على مذهب أهل السنة والجماعة في أوساط المجتمعات اﻹندونيسية داخل دولة جمهورية إندونيسيا الموحدة. جمعية نهضة العلماء تأسست الجمعية في 31 يناير 1926، من طرف الشيخ العلامة هاشم أشعري الجومباعي، كمحاولة لجمع شمل علماء المعاهد الإسلامية الإندونيسية في بداية القرن العشرين، "من أجل تنظيم أنفسهم ونضال الاحتفاظ على حضارة المسلمين التقليدية"، وهي مؤسسة تتبع في مذهبها الديني مذهب أهل السنة والجماعة، في حين تقول وثائق الجمعية أنها من حيث النظرية الواقعية "فإن الجمعية مرتبطة بنظرية الشيخ أبي الحسن الأشعري وأبي المنصر الماتوريدي في العقيدة، وبالمذاهب الأربعة في الفقه وهي الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي، وبالغزالي والجنيد البغدادي في التصوّف". والجدير بالذكر أن الجمعية تعد أكبر جمعية إسلامية رسمية بالعالم، إذ يصل عدد المنخرطين فيها أكثر من 60 مليون عضو. ولها أربع مواقف "اجتماعية"، التوسط والاعتدال - التسامح - التوازن - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترى الجمعية أن المبدأ الخير "لن تحصل الحياة ظاهرها وباطنها على السعادة إلا به". من جهة أخرى تعتمد الجمعية على "هيئة بحث المسائل" (LBM NU)، التي هي من الأدوات التي تعمل على تنفيذ سياسة "نهضة العلماء" المتعلقة بمجال الأحكام الفقهية، وترتكز في ذلك على بحث وحل المسائل الدينية الموضوعية والواقعية والقانونية "التي تحتاج إلى قرار الحكم". كما تعتمد الهيئة على برامج تراها أساسية، هي "دراسات المسائل الواقعية الاجتماعية" و"إعداد ونشر فتاوى الأحكام الشرعية" و"تطوير معايير الكتب الفقهية" ثم "العمل على قرار الحكم أو المسائل الاجتماعية الدينية في دائرة جمعية نهضة العلماء". إضافة إلى الندوة التي سجلت فيها حضورها أمس بالرباط، فقد عقدت الهيئة عدة ندوات فقهية تبحث فيه سبل الاجتهاد وفق مقاصد الشريعة، ك"البحث عن حكم حقن Maningitis للحجاج والمعتمرين" و"البحث عن حكم وضع منارة لهاتف النقال والإنترنيت (Tower BTS) في بناية المسجد" والبحث عن حكم بيع و تبرع الدم للمحتاج إليه" و"البحث عن قضية ولد الزنا هل له حقوق مدنية مثل الكفالة، الوراثة، الولاية وغيرها"... وعرفت ندوة "مقاصد الشريعة وقضايا فقه الواقع"، التي نظمتها جمعية الأخوة المغربية الاندونيسية بشراكة مع سفارة جمهورية اندونيسيا، حضور كل من فريد شكري، خبير المجمع الفقهي بجدة وأستاذ علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الحسن الثاني، وكذا زايد بوشعرة، المندوب الجهوي للشؤون الإسلامية بالقنيطرة، إضافة إلى السيد السفير لجمهورية إندونيسيا بالمغرب وشخصيات أخرى.