شكل موضوع القمة العربية التي تستضيفها الدوحة يومي 26 و 27 مارس الجاري ٬ وإعلان حزب العمال الكردستاني التخلي عن العمل المسلح ضد الحكومة التركية وزيارة باراك أوباما لمنطقة الشرق الاوسط أبرز ما تداولاه الصحف العربية الصادرة اليوم الجمعة. وهكذا توقعت صحيفة (الوطن) القطرية أن تكون مجمل فعاليات القمة العربية التي تستضيفها الدوحة٬ سواء في أبعادها السياسية أو الاقتصادية٬ "تكريسا لانطلاقة جديدة تعزز العمل العربي المشترك في كافة مجالاته". وبخصوص إعلان حزب العمال الكردستاني التخلي عن العمل المسلح ضد الحكومة التركية٬ وصفت صحيفة (الراية) الإعلان بأنه "يشكل عهدًا جديدًا يجب أن يتم فيه تغليب السياسة والحوار والتفاوض على لغة السلاح والقتال حتى يعود الاستقرار والأمن والطمأنينة إلى الشعب التركي بجميع طوائفه ومن بينها الأكراد". من جهتها ٬كتبت صحيفة (الشرق) القطرية أن "الآمال تتعاظم في أن تشكل المبادرة التاريخية بإعلان وقف اطلاق النار وانسحاب مقاتلي حزب العمال الكردستاني الى خارج تركيا خطوة كبيرة نحو السلام الشامل والاستقرار في تركيا والمنطقة بأكملها"٬ مبرزة أن هذه خطوة " تحتاج الى الكثير من الدعم والمساندة داخليا وخارجيا للبناء عليها خلال عملية المفاوضات بين الحكومة والاكراد والتنبه لكل المحاولات التي تهدف لعرقلة العملية السلمية." ومن بين المواضيع التي استرعت اهتمام الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة، الجدل الدائر حول الاحتفال "الباهت" الذي ميز عيد استقلال تونس (20 مارس) ونتائج سبر للآراء حول تموقع القوى السياسية الرئيسية في المشهد السياسي ٬بالإضافة إلى جولة الرئيس الأمريكي ٬ باراك أوباما في الشرق الأوسط. فقد اعتبرت صحيفة"المغرب" أن غياب مظاهر الاحتفال الرسمي بذكرى 20 مارس ٬ تاريخ استقلال تونس٬ "وسط ذهول فئات عديدة من التونسيين" يعود إلى اختلاف في الهوية الثقافية والسياسية للطبقة الحاكمة حاليا في تونس (الإسلاميون والقوميون) ومواقفها إزاء الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة الذي قاد الكفاح من أجل الاستقلال. في هذا السياق انتقدت جريدة "الصحافة" غياب مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال عن العاصمة وباقي المدن التونسية٬ متسائلة هل هي مسؤولية الحكومة أم مسؤولية الأحزاب أم مسؤولية السياسيين. وقالت الصحيفة في افتتاحيتها تحت عنوان "نموت نموت .. ويحيا الوطن" إن المواطن التونسي "لا يمكنه أن يستوعب بسهولة٬ في هذا السياق الاستثنائي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا عدم إيلاء الاهمية الاحتفالية الرسمية والشعبية اللازمة لذكرى راسخة في ذهنية التونسيين بمختلف أجيالهم كعيد وطني أكبر من كل الاحزاب والزعامات والاشخاص تماما مثلما ترسخت في مخيلته٬ عبارة "نموت نموت ويحيا الوطن" من النشيد الوطني٬ ثابتة بمعناها ومدلولها و رمزيتها لدى التونسيين جميعا. من جهة أخرى نشرت بعض الصحف ومن بينها "الشروق" نتائج استطلاع للرأي كشف تبوء الوزير الأول الأسبق ٬ الباجي قائد السبسي ٬ رئيس حزب "نداء تونس" المعارض المرتبة الأولى في نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة بنسبة 1ر10 في المائة من الأصوات ٬ قبل رئيس الحكومة السابق وأمين عام "حركة النهضة" ٬حمادي الجبالي الذي حصل على المرتبة الثانية ب 7ر8 في المائة من الأصوات ٬ بينما جاء الرئيس المنصف المرزوقي في المركز الثالث ب 4 ر3 في المائة من الأصوات. في الشأن العربي، كتبت صحيفة "الصباح" في افتتاحيتها تحت عنوان"سراب المراهنة على حل أوبامي"٬ أن المواقف التي عبر عنها الرئيس الأمريكي أوباما لدى افتتاح جولته الشرق أوسطية٬ والمتمثلة في "التزام واشنطن بأمن إسرائيل الحيف الأبدي للولايات المتحدة وربط أي سلام دائم بضمان المطالب الأمنية الإسرائيلية٬ يؤكد بصورة لا تدع مجالا للشك أن دفع مسار العملية السلمية المجمدة منذ سنوات نتيجة تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورفضه الاستجابة لشرط وقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي المحتلة ٬ هي اليوم أبعد ما تكون عن أن تحتل موقع الأولوية في سياسة الإدارة الأمريكية الحالية". وقالت إنه على الرغم من محاولة أوباما الإيحاء بعكس ذلك عندما أشار لدى لقائه بمحمود عباس إلى التزام واشنطن "بعمق من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتتمتع بالسيادة"٬ فإن مثل هذا الالتزام "يفرض تجسيمه بتصور واضح ومقترحات عملية متضمنة آليات تنفيذ لمشروع تسوية فعلية وهو ما لم يتم "٬ مؤكدة أنه على الجانب الفلسطيني أن يقتنع بشكل نهائي بأن مفتاح حل قضيته المركزية العادلة يتوقف عليه هو أولا وأخيرا وأن الإسراع في وضع حد للانقسام الفلسطيني "يشكل خطوة أساسية في هذا الاتجاه". وركزت الصحف الأردنية٬ اهتمامها على الزيارة٬ التي يبدأها اليوم الجمعة٬ الرئيس الأمريكي٬ باراك أوباما٬ إلى عمان٬ حيث توقفت أساسا عند فحوى المباحثات التي يجريها مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني٬ وكذا عند بعض ردود الفعل٬ إما المرحبة أو المناوئة لها. فبخصوص المباحثات التي سيجريها الزعيمان٬ بهذه المناسبة٬ ذكرت صحيفتا (الرأي) و (العرب اليوم)٬ أن "آليات تعميق الشراكة الاستراتيجية بين البلدين٬ تتصدر أعمال القمة الأردنية- الأمريكية٬ إضافة إلى دعم الولاياتالمتحدة لعملية الإصلاح الشامل في الأردن". وأضافت الصحيفتان أن الملك عبد الله الثاني والرئيس أوباما٬ سيبحثان الأزمة المتصاعدة في سورية٬ والأعباء الكبيرة التي يتحملها الأردن لاستضافته أكبر عدد من اللاجئين السوريين٬ فضلا عن عملية السلام بالشرق الأوسط٬ وبالخصوص الحاجة الملحة لإحياء المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين استنادا إلى حل الدولتين. من جهتها٬ كتبت صحيفة (الدستور)٬ أن الرئيس الأمريكي مرحب به في الأردن٬ لأن "الولاياتالمتحدة وقفت معنا كثيرا٬ وقدمت لنا الدعم المادي في كل الأوقات وما زالت تقدم٬ وعلاقات الأردن معها سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي هي علاقات تاريخية مميزة٬ وهذه العلاقات يجب أن تستمر بغض النظر عن كل الأصوات التي تدعو إلى غير ذلك٬ لأن تقوية هذه العلاقات يعتبر في صالح الأردن الدولة٬ وصالح السياسة الخارجية الأردنية والسياسة الاقتصادية٬ والأصوات التي نتحدث عنها يجب أن تعيد النظر في مواقفها ٬ وأن تفكر بعمق قبل أن تعلن سياساتها المعادية". من جانبها٬ اعتبرت صحيفة (الغد)٬ في تحليل تحت عنوان "الدور الأمريكي الجديد في المنطقة"٬ أن "الأردن٬ بمصداقيته السياسية والأمنية٬ في وضع قوي ليؤثر في القناعات الأمريكية ودور الولاياتالمتحدة الجديد المرتقب في الإقليم٬ لاسيما أن هذا الدور يخضع لعملية مراجعة٬ في ضوء توجهات إعادة التموضع الاستراتيجي الدولي للولايات المتحدة٬ وهي التوجهات التي تعبر عن رغبة ورؤية الرئيس الأمريكي بضرورة إعلاء أهمية آسيا على سلم أولويات أمريكا الدولية٬ وتخصيص جهد وانتباه وموارد أكبر لها". كما تطرقت الصحيفة إلى الاعتصام٬ الذي نظمه أمس٬ نشطاء يساريون أمام السفارة الأمريكية في عمان٬ ونددوا خلاله بالسياسة الأمريكية تجاه القضايا العربية. وتنوعت اهتمامات الصحف الصادرة في القاهرة ما بين القضايا الاقتصادية والسياسية ومواصلة تتبع تطورات الأحداث التي تشهدها البلاد. في الشأن الاقتصادي نفت "الاهرام" وقف الاتحاد الاوربي أو تجميده للمساعدات المالية المخصصة لمصر وأوضحت أن 5 مليار اورو من المساعدات التي وعد بها الاتحاد متاحة حاليا ويجري تمويل جزء منها بالفعل تزامنا مع التقدم الذي تحرزه القاهرة في توفير الظروف المناسبة لاستخدام هذه المساعدات حتى تكون حافزا للمستثمرين المحليين والاجانب. كما أشارت الصحيفة الى الجدل الدائر حول مشروع الصكوك الاسلامية الذي اقره مجلس الشورى دون الرجوع لهيئة كبار علماء الازهر موضحة انه سيتم قريبا اطلاق حوار مجتمعي حول المشروع للتعرف على اراء مختلف الجهات المعنية سواء كانت رسمية ام غير رسمية. أما "الشروق" فتطرقت للمظاهرات التي دعت اليها قوى سياسية اليوم امام مقر جماعة الاخوان المسلمين بالقاهرة وابرزت ان الوضع ينذر بمواجهات قد تكون غير مأمونة العواقب بعد ان حشدت الجماعة انصارها تحسبا لاية اعتداءات او أعمال عنف وتخريب تستهدف المقر. وتحت عنوان "مقر الإخوان في حماية الشرطة وأوامر للتعامل بحسم مع اية محاولة للتخريب" كتبت "المصري اليوم" أن مصر تشهد مواجهة مرتقبة على خلفية مليونية "رد الكرامة" التي دعت إليها القوى الثورية امام المقر الرئيسي لجماعة الإخوان المسلمين احتجاجا على الاعتداءات التي تعرض لها ناشطون امام المقر ذاته. وتناولت "الأخبار" استمرار ازمة المحروقات للشهر الثالث على التوالي مشيرة الى تكرار حالات قطع الطرق من طرف السائقين احتجاجا على عدم وجود البنزين أو نقصه فيما قرر عدد من ارباب محطات البنزين عدم تسلم حصصهم نتيجة غياب الامن والتكدس امام المحطات. صحيفة "الجمهورية" ذكرت بفشل المبادرة السياسية لحزب الور السلفي والرامية الى تقريب وجهات النظر بين جبهة الإنقاذ وحزب الحرية والعدالة ٬ بعد إصرار الإخوان على عدم وضع شروط مسبقة لاي حوار وهو ما تحفظت عليه المعارضة التي اشترطت الحوار على أساس مبادرة حزب النور مما ادى إلى تأجيل الاجتماع. واستأثر باهتمام الصحف اللبنانية حصول انفراج على الصعيد الاجتماعي بعد شهر من الإضرابات والاعتصامات٬ وعلى المستويين السياسي والأمني استمرار تدهور الأوضاع عسكريا وإنسانيا في سورية وانعكاساتها السلبية على لبنان٬ خاصة في طرابلس (شمال) حيث تستمر المعارك بين مسلحين في منطقتي باب التبانة (ذات الأغلبية السنية والمناصرة للمعارضة السورية المسلحة) ومنطقة جبل محسن (ذات الأغلبية النصيرية والمؤيدة للنظام السوري). فقد اعتبرت (النهار) أنه "إذا لم تبالغ هيئة التنسيق النقابية في وصف حصيلة الجلسة بأنها (انتصار للحركة النقابية المستقلة)٬ بدا واضحا أن شهرا من الإضرابات والاعتصامات النقابية كان كفيلا وحده بتحقيق المكسب المهم لهذه الحركة التي اتسمت ببعد وطني آخر من خلال سباحتها عكس المناخ المذهبي والطائفي في البلاد٬ والوصول إلى تحصيل حقوقها فيما بدا الوسط السياسي موغلا في تعميق الأزمة السياسية والانتخابية". وأوردت (السفير) أن " لبنان يعيش حالة من التوتر السياسي الداخلي وتعيش المنطقة حالة من الصراع بين محورين لهما امتداداتهما الدولية والإقليمية٬ بحيث تكاد تتشابه صورة لبنان والمنطقة اليوم مع ما كانت عليه عشية الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982"٬ ونقلت عن مصادر إسلامية بارزة قولها إنه "يصح القول في الأشهر الثلاثة المقبلة أنها أشهر مفصلية قد تشهد تطورات خطيرة ومفتوحة على كل الاحتمالات في الساحتين اللبنانية والسورية في ظل استنفار أمني وعسكري في صفوف القوى المعنية بمواجهة احتمال حصول عدوان إسرائيلي جديد على لبنان". وقالت (المستقبل)٬ من جهتها٬ إن " لبنان سيبقى محكوما بالوضع السوري المتفجر مثلما كان محكوما بذلك الوضع عندما كان مستقرا٬ ولن يتغير الحال إلا مع إعلان السقوط الأخير لسلطة بشار الأسد٬ ودون ذلك فإن المعادلة ستبقى قائمة منتصبة: كلما اقتربت تلك السلطة من الأفول التام ٬ اقترب اللبنانيون من أكثر فأكثر من الفخ ومن انكسار الزجاج الأخير الفاصل بينهم وبين حقول الدم والشوك"٬ مضيفة أنه "واضح أن بشار الاسد يعتبر لبنان جداره الأخير ومحاولته المثلى٬ من دون تهديمه وإشعال الحريق في جنباته لن يتمكن من تخفيف وتيرة الزحف المعارض باتجاهه واتجاه سلطته".