بدا رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران "متميزا" بلباسه الوطني وسط أكثر من 30 رئيس دولة وحكومة وأزيد من 130 وفدا أجنبيا أتوا جميعهم، اليوم الثلاثاء، لحضور الاحتفالات الرسمية لتنصيب البابا فرانسوا في ساحة "القديس" بطرس بالفاتيكان. وكان بنكيران، الذي مثّل الملك محمد السادس بصفته أميرا للمؤمنين في هذه الاحتفالات، يرتدي جلبابا أبيض وطربوشا تقليديا أحمر؛ وهو ما جعله يبدو من بعيد بسهولة ووضوح من بين مئات الحاضرين الذين غصت بهم الساحة الرئيسية في الفاتيكان، والذين اختار أغلبهم ارتداء البذلة العصرية "الكوستيم". وذهب كثيرون إلى أن بنكيران، زعيم حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية، أضحى "متخصصا" في حضور المناسبات "غير الإسلامية"، فبعد أن أشرف على تدشين الكنيسة اليهودية بفاس قبل أسابيع قليلة، "طار" إلى الفاتيكان لتهنئة قائد المسيحيين في العالم على تقلده مسؤولية منصبه الجديد. وبسحنة تغلب عليها ملامح الجدية و"المعقول"، بخلاف عادته التي يبدو فيها مرحا وميالا إلى الابتسام والضحك، قال بنكيران في تصريحات للصحافة بأن حضوره لتمثيل الملك في حفل تنصيب الباب الجديد مؤشر على أهمية العلاقات بين المغرب والفاتيكان، وترسيخ قواعد السلم والتعاون في اتجاه الحفاظ على القيم التي عاشتها البشرية. وذكر رئيس الحكومة بالطابع التاريخي العريق لعلاقات المغرب بالفاتيكان٬ وأيضا بالمسؤوليات السامية الدينية والروحية التي يتولاها الملك بصفته أمير المؤمنين ورئيس الكنيسة الكاثوليكية. واختتمت احتفالات تسليم رئيس الكنيسة الكاثوليكية الجديد رموز البابوية بتقدم بنكيران، من بين العديد من الشخصيات الحاضرة الأخرى، للسلام على البابا الجديد داخل كنيسة القديس بطرس. وكان البابا فرانسوا قد انتخب٬ الأربعاء الماضي٬ باعتباره البابا رقم 266 في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية٬ من قبل 114 من أعضاء مجمع الكرادلة الناخبين بعد خمس جولات٬ حيث جاء خلفا لبنديكت السادس عشر.